أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أصنع معداتك الفلكية بنفسك

توقّع أوقات ظهور أضواء الشفق

أهم النصائح لتخلصك من التحرُّز عن أوقات حدوث هذه المشاهد الطبيعية المذهلة

أضواء الشفق
صور التقطتها ميري للشفق القطبي من منطقة أوكسفوردشير، في شهر يونيو 2015 (في اليسار)، وفي شهر فبراير 2023 (في اليمين)

تُعَد رؤية ظاهرة الشفق القطبي الشمالي (أضواء الشمال) Aurora، أو الشفق القطبي الجنوبي (أضواء الجنوب) على رأس قائمة اهتمامات كثير من الناس، لكنك لن تكون في حاجة إلى السفر إلى المناطق القطبية وانتظار حدوث عروضها وتصويرها. إذ صار في وسعك الآن أن تتسلح ببيانات التنبؤات، وأن تكون مستعداً لها، بانتظار الظروف المناسبة.

في يوم 1 سبتمبر، 1859، سجل ريتشارد كارينغتن Richard Carrington وريتشارد هودغسن Richard Hodgson أول رصد مرئي لحادثة توهُّج شمسي Solar flare. وبعد أقل من 18 ساعة، بدأت أكبر عاصفة مغناطيسية أرضية أمكن تسجيلها على الإطلاق، وهي حادثة كارينغتن Carrington Event. شوهدت أضواء الشفق القطبي هذه في معظم أنحاء العالم، حتى في مواقع استوائية. وكان هذا أول دليل قاطع على أن الشفق القطبي يرتبط مباشرة بالنشاط الشمسي.

عندما تتفاعل الجسيمات المشحونة الآتية من الشمس، أي الرياح الشمسية Solar wind، مع الجزيئات الموجودة في غلافنا الجوي، فستتوهج. يوجّه المجال المغناطيسي للأرض هذه الجسيمات نحو المنطقتين القطبيتين، وهذا هو السبب وراء رؤية أضواء الشفق القطبي عادة ضمن الدائرتين القطبيتين، الشمالية والجنوبية. يمكن للتوهجات الشمسية Solar flares وما يرتبط بها من انبعاث كتلي إكليلي Coronal mass ejections (اختصاراً: الانبعاث CMEs) أن ترسل رياحاً شمسية أعلى طاقة بكثير نحو الأرض، لتسبب حدوث عواصف مغناطيسية أرضية.

زيادة حوادث ظهور أضواء الشفق القطبي
لا تنتج أضواء الشفق عن الانبعاثات الكتلية الإكليلية فقط، إذ يمكن أن تؤدي الاضطرابات في المجال المغناطيسي للشمس إلى حدوث ”ثقوب إكليلية“ Coronal holes تسمح للرياح الشمسية السريعة بالتدفق من الشمس، لتؤدي إلى ظهور أضواء الشفق القطبي في مناطق خطوط العرض الأرضية المتوسطة. ونظراً إلى أننا نقترب الآن من الحد الأقصى لدورة نشاط الشمس، فقد حدث كثير من عروض الشفق القطبي في خطوط العرض المتوسطة في هذا العام.

تتواصل الآن مراقبة الطقس الفضائي باستمرار، ويزداد تحسن تنبؤات العلماء بحدوث الشفق القطبي. لدينا أقمار صناعية تصور الشمس بموجات مختلفة، وتسجل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية. وتُعلَن البيانات المغناطيسية في الوقت الفعلي وتنبؤات العواصف المغناطيسية الأرضية على مواقع الإنترنت ومواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي. ستساعدك كل هذه المعلومات على التنبؤ بفرص حدوث الشفق القطبي في مكانك. ومع ذلك فإن الشيء الوحيد الذي يمكنك التنبؤ به بدقة بشأن عروض الشفق القطبي هو عدم القدرة على التنبؤ بها!

تُقيِّم بعض مواقع الإنترنت مستوى النشاط باستخدام مؤشر Kp Index، وفق سلم من 1 إلى 9. كلما زاد الرقم أمكنت رؤية الشفق القطبي على مسافة أبعد نحو الجنوب (أو الشمال). وتنشر مواقع أخرى بيانات المجال المغناطيسي بين الكوكبي. تقاس القيمة الإجمالية (Bt) بالنانوتسلا، كما أن درجة قطبيتها (Bz) مهمة جداً. إذا كانت قيمة Bz سالبة (كلما زادت القيمة السالبة كان ذلك أفضل)، فهذا يدل على تدفق مزيد من الجسيمات الشمسية المشحونة إلى غلافنا المغناطيسي الأرضي، ليحدث عرض شفق أقوى في الساعات التالية.

ميري ماكنتاير Mary McIntyre:
مدربة فلكية، ومعلمة تصوير فلكي
من أجل رؤية أضواء الشفق القطبي، ستحتاج إلى رؤية واضحة للأفق الشمالي (أو الأفق الجنوبي إذا كنتَ في نصف الكرة الجنوبي) والسماح لعينيك بمدة للتكيف مع العتمة (20 دقيقة تقريباً). بصرياً لن تكون عروض الشفق ملونة مثلما تبدو في الصور، لذا عليك أن تتوقع بنحو واقعي ما ستراه. إذا كان موقعك على خط عرض متوسط، فقد تكون دفقات الشفق النشطة جداً قصيرة المدة، لذا كن مستعداً للتصرف بسرعة!


مواقع إلكترونية للتنبيه لفرص حدوث عروض الشفق

◄ sdo.gsfc.nasa.gov/data يتيح لك موقع مرصد ديناميكا الطاقة الشمسية هذا دراسة صور الشمس، ومراقبة النشاط الشمسي.

◄ Flareaware.com يقدم هذا الموقع تحديثات مباشرة لمعلومات التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، إضافةً إلى توقعات وتنبيهات للعواصف المغناطيسية الأرضية.

◄ www.youtube.com/@TamithaSkov تُقدم الدكتورة تاميثا سكوف Tamitha Skov، التي تُعرف أيضاً باسم سيدة الطقس الفضائي Space Weather Woman، توقعات أسبوعية للطقس الفضائي، ومقاطع فيديو مرةً واحدة عند توقع حدوث عواصف كبيرة.

◄ spaceweather.com يُعَدّ هذا الموقع مصدراً رائعاً للتحقق من مستويات نشاط أضواء الشفق وتنبؤات العواصف المغناطيسية الأرضية على مدار 48 ساعة.

◄ aurora-alerts.uk هذا هو الموقع الذي يمكنك من خلاله تنزيل تطبيق Glendale، الذي يُقال عنه إنه التطبيق الأدق للتنبؤ بحدوث ظواهر الشفق القطبي في العالم، والتنبيه لها.


6 طرق للتنبؤ بحدوث ظواهر أضواء الشفق

أضواء الشفق1 . بزيارتك الموقع الإلكتروني لمرصد ديناميكا الطاقة الشمسية Solar Dynamics Observatory يمكنك مشاهدة الصورة اليومية ذات الطول الموجي 211 آنغستروم. أي مناطق معتمة (تراها فيها) هي ثقوب إكليلية. إذا كانت هذه المناطق المعتمة توجد في المنطقة الاستوائية للشمس، فستكون الرياح الشمسية السريعة متجهة نحو الأرض، وقد تؤدي إلى عواصف مغناطيسية أرضية بعد أيام قليلة.


أضواء الشفق2 . تحقق من موقع Flare Aware لمعرفة عدد التوهجات الشمسية التي حدثت أخيراً، وما إذا كانت هناك أي انبعاثات كتلية إكليلية متجهة إلى الأرض مرتبطة بها. يمكن حتى للانبعاثات الإكليلية التي لا تتجه مباشرة إلى الأرض أن تسبب لنا عاصفة قوية، وتزيد من نشاط أضواء الشفق.


3 . اشتركْ في قناة تاميثا سكوف على اليوتيوب لتشاهد مقاطع الفيديو الخاصة بتوقعات الطقس الفضائي. إنها تقدم تحليلاً لنماذج التنبؤ الخاصة بالإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) والوكالة ناسا بعد حدوث انبعاثات كتلية إكليلية كبيرة، وتعطي احتمالات حدوث عواصف مغناطيسية أرضية في مناطق خطوط العرض العليا والمتوسطة.


4 . يلخص موقع Spaceweather.com حالات التوهجات الشمسية الأخيرة، والثقوب الإكليلية، وسرعة الرياح الشمسية الحالية، ومؤشر Kp (النشاط المغناطيسي الأرضي)، ومؤشر Bt (المجال المغناطيسي بين الكواكب)، ومستويات Bz (القطبية)، والموقع الحالي للشكل البيضاوي لأضواء الشفق، واحتمال حدوث عواصف مغناطيسية أرضية من مناطق خطوط العرض المرتفعة والمتوسطة لمدة الـ 48 ساعة المقبلة.


5 . سجل بياناتك، وأدخل موقعك، وسيقدم لك تطبيق Glendale Aurora Alerts قياسات مغناطيسية أرضية خاصة بمنطقتك بدلاً من قراءات قياسات عالمية. إنه يعطي تنبيهات مباشرة في الوقت الفعلي، ويضيف مستخدمو التطبيق الآخرون علامات تحديد خضراء على الخريطة إذا كانت أضواء الشفق ستظهر عندهم، لكي تتمكن من رؤية لمحة، إذا سنحت لك الفرصة.


6 . هناك عديد من كاميرات الإنترنت الخاصة بأضواء الشفق حول العالم، بما في ذلك دول النرويج وكندا وفنلندا وجزر شيتلاند في المملكة المتحدة. ستسمح لك دراسة المشهد من كاميرات حية وأنت في بلدك بمراقبة مدى نشاط عروض الشفق في الوقت الفعلي، ويمكن أن تساعدك على التنبؤ بما إذا كان الشفق سيصل إلى موقعك أو لا. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى