رصد النجوم، ومواعيد إطلاق البعثات الفضائية في العام 2023

عام رائع للقمر

أحداث قمرية مذهلة لنتابعها في العام 2023، ليلاً ونهاراً

القمر هو شيء رائع للرصد في أي وقت من السنة، ولكن ستكون هناك أوقات في هذا العام تريد فيها أن تولي اهتماماً خاصاً لأقرب جار سماوي لنا.

سيحجب القمر عدة كواكب في العام 2023، وهو ما يعني أن مسارها عبر سماء الليل سيمر خلف القمر، وهذا سيمنع رؤيتها مدة مؤقتة. 

الاحتجاب الكوكبي لهذا العام سيكون لكوكب الزهرة بتاريخ 9 نوفمبر 2023. وسيكون احتجاباً آخر في ضوء النهار، بدءاً من الساعة 14:07 AST، ولكن، مرة أخرى، سيكون كوكب الزهرة بسطوع mag. 4.4. 

سيظهر القمر المكتمل بأكبر وأسطع مشهد له في أشهر الصيف، عندما يعني مداره الإهليلجي قليلاً أنه سيكتمل عند مسافة أقرب إلى الأرض. الاسم التقني لهذه الحادثة هو ”القمر المكتمل الحضيضي“ Perigee syzygy full Moon، ولكنه يُعرف أكثر باسم القمر الفائق Supermoon. وعلى غير العادة سيكون هناك قمران فائقان في مدة شهر واحد في أغسطس 2023، وهو ما يؤدي إلى حدوث ظاهرة القمر الأزرق الفائق Super Blue Moon. وهذا يعني أيضاً أنه سيكون هناك 13 قمراً مكتملاً في هذا العام، ليمنح هذا مزيداً من الفرص للاستمتاع بروعته.

زخات شُهُبية بلا قمر

تَعِد السماء الخالية من القمر بظروف رائعة لرصد الشهب طوال العام

في العام 2022، اقتحم القمر مشهد جميع زخات الشهب الرئيسة تقريباً، حيث تغلب ضوؤه الساطع على الشُّهب الخافتة، ليؤدي ذلك إلى الحد من عدد الشهب التي أمكن رؤيتها. ومع ذلك ففي هذا العام تحدث جميع الزخات الرئيسة في وقت قريب من طور قمر المحاقE، وهو ما يعني أنه سيكون باهتاً وتحت الأفق طوال معظم الليل.

هناك عامل آخر يؤثر في عدد الشهب التي يمكن توقع رؤيتها، وهو مدى غزارة زخة الشهب، والذي يقاس بالمعدل السمتي الساعي (ZHR). إنه عدد الشهب التي قد تراها في ظروف مثالية، إذا كانت الزخة صادرة من الأعلى مباشرة. في الواقع سيكون الرقم الذي ستراه أقل بكثير، وأقرب إلى النصف.

فيما يلي مواعيد زخات الشهب، التي سيكون القمر فيها أكثر ملاءمة:

•القيثاريّات: من 16 إلى 25 أبريل، ليلة الذروة 22/23 أبريل؛ المعدل السمتي الساعي: 15-20.

• البرشاويّات: من 17 يوليو إلى 24 أغسطس، ليلة الذروة في 13 أغسطس؛ المعدل السمتي الساعي: 100-150.

• التنينيّات: من 6 إلى 10 أكتوبر، ليلة الذروة 7 أكتوبر، المعدل السمتي الساعي: 5.

• الجبّاريّات: من 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر، ليلة الذروة 21/22 أكتوبر. المعدل السمتي الساعي: 20.

• الأسديّات: من 6 إلى 30 نوفمبر، ليلة الذروة 17/18 نوفمبر. المعدل السمتي الساعي: 10-15.

• التوأميّات: من 7 إلى 17 ديسمبر، ليلة الذروة 13/14 ديسمبر. المعدل السمتي الساعي: 150.

كوكب الزهرة يتألق

ستقدم ”نجمة المساء“ كثيراً من فرص الرصد في العام 2023

طوال النصف الأول من العام سيكون الزهرة في مكان جيد ومرتفع في سماء المساء. إن رؤيته بوضوح تجعل وقته هذا مثالياً لإجراء رصد طويل الأمد أو لتنفيذ مشروع تصويري، مثل تصوير أطوار الكوكب. سيبدأ الكوكب العام الجديد بنسبة إضاءة تبلغ نحو 95%، لكن إضاءته هذه ستضعف ببطء مع تحركه حول الشمس. في 30 مايو تقريباً سيُظهر الزهرة نسبة إضاءة تبلغ 50% تقريباً بالتلسكوب، ثم تضعف هذه النسبة بسرعة إلى 19% فقط بنهاية شهر يوليو، عندما ينتقل إلى سماء الصباح.

وهناك مشروع آخر، يتمثل في محاولة اصطياد كوكب الزهرة في أثناء مروره على جميع الكواكب الرئيسة الأخرى على مدار العام. وصل الكوكب إلى حالة اقتران مع عطارد بتاريخ 29 ديسمبر 2022، لكنه يظل قريباً منه في الأسبوع الأول من العام 2023 قبل أن يتحرك نحو زحل في 21-22 يناير (للتفاصيل، انظر دليل السماء، الصفحة ب،ت) وفي منتصف شهر فبراير، سيمر بالقرب من نبتون، ليعني هذا أنه يمكنك رؤية الكوكب الأكثر خفوتاً والكوكب الأكثر سطوعاً في الوقت نفسه. ستخسر المملكة المتحدة فرصة مشاهدتهما عند أقل مسافة فاصلة بينهما بمقدار 47 ثانية قوسية فقط، ولكن يمكنك رؤية كل منهما قريباً من الآخر في أمسيات 14 و15 فبراير. يقترب كوكب الزهرة من كوكب المشتري في يوم 1 مارس، ليمر على بعد º0.6 فقط منه سيكونان ألمع جرمين في سماء الليل بعد القمر، وسيكون من الصعب عدم ملاحظتهما. في وقت لاحق من ذلك الشهر، ستحتاج إلى منظار مزدوج لرؤية كوكب أورانوس عندما يكون على بعد º1.2 من كوكب الزهرة. وسيتعين عليك الانتظار إلى شهر يونيو لإكمال المجموعة مع كوكب المريخ، ولكن لسوء الحظ ستكون المواجهة مأساوية، حيث لا يصل الثنائي إلى درجة اقتران مطلقاً أو يقترب كلا طرفيه من الآخر بمسافة تقل عن º3.6 في 1 يوليو.

ويحدث لقاء مهم آخر في يوم 10 إبريل، عندما يمر الزهرة في جنوب عنقود الثريّا Pleiades المفتوح. سيكون كلاهما عالياً في السماء عدة ساعات بعد غروب الشمس، مما يمنحك كثيراً من الفرص لالتقاط صورة مذهلة.