بدء التحليق في المملكة المتحدة
مع اقتراب أول إطلاق فضاء بريطاني على الإطلاق، تلقي شوني باتاشارايا Shaoni Bhattacharya نظرة أعمق على صناعة رحلات الفضاء البريطانية هذا هو العام الذي تأمل المملكة المتحدة فيه إثباتَ صورتها كلاعب جاد في الفضاء. فلقد اكتسبت بالفعل خبرة في علوم الفضاء وإنتاج الأقمار الاصطناعية، لكن العام 2023 سيشهد أنها دولة قادرة على الإطلاق. وفقاً لوكالة الفضاء البريطانية تقدم دولتنا المزيج الصحيح من القوانين المنظمة، وحماية البيئة، والأعمال التجارية، والجغرافيا لخدمات الإطلاق التجارية، بهدف جذب الأعمال إلى صناعة تبلغ قيمتها 20 بليون دولار على مستوى العالم. ونظراً إلى أن المملكة المتحدة ستنفذ أول إطلاق صاروخي لها (والأول من أرض أوروبية) في أواخر العام 2023 من مركز سبيسبورت كورنوول Spaceport Cornwall، مع وجود موقعين آخرين يأملان بدءَ عمليات الإطلاق الفضائية في العام 2023، فقد لا تكون هذه الآمال بلا أساس. وفي الوقت ذاته تعمل المملكة المتحدة أيضاً على بناء علاقاتها مع الشركات الخاصة والدول التي ترتاد الفضاء، وهي تشارك بالفعل في عديد من المشروعات الكبرى التي يمكن أن تشهد هبوط التكنولوجيا البريطانية على سطح القمر. إنه وقت مثير للتعمق في عالم رحلات الفضاء في المملكة المتحدة.
من مركز كورنوول إلى المدار
لن ينطلق أول إطلاق فضائي في المملكة المتحدة من منصة إطلاق، بل من مدرج طيران
يوجد مركز سبيسبورت كورنوول Spaceport Cornwall في مطار نيوكواي، وهو قادر على استضافة عمليات الإطلاق الأفقية، التي تتضمن إقلاع طائرة حاملة من مدرج للوصول إلى ارتفاع الإطلاق المطلوب، ثم إطلاق صاروخ في الجو. ستطلق طائرة بوينغ 747 معدلة تابعة لشركة فيرجن أوربت، والتي تسمى كوزميك غيرل (الفتاة الكونية) Cosmic Girl، صاروخ LauncherOne على ارتفاع 35,000 قدم (10,700 متر) تقريباً. يمكن للمنظومة رفع حمولة بمقدار 300 كغم من البضائع إلى المدار.
من المقرر إطلاق مهمة ’Start Me Up‘ من مركز سبيسبورت كورنوول بحلول نهاية العام 2022، وقد منحت هيئة الطيران المدني رخصة التحليق بتاريخ 16 نوفمبر، مع أن موعد الإطلاق لم يعلن حتى وقت كتابة هذا التقرير. سيجري وضع 7 حمولات في مدار أرضي منخفض. هذه الحمولات هي مجموعة متنوعة من الأقمار الاصطناعية، خمسة منها من المملكة المتحدة، بما في ذلك القمر الاصطناعي IOD-3 Amber الذي طورته شركتا Satellite Applications Catapult وHorizon Technologies، وصنعته شركة AAC Clyde Space. إنه الأول من بين أكثر من 20 قمراً اصطناعياً ستكون ضمن مجموعة آمبر Amber، وهو مصمم لتزويد الحكومات والعملاء ببيانات بحرية للمساعدة في مكافحة مشكلات مثل الصيد غير المشروع والتهريب والاتجار بالبشر.
ومن الجدير ذكره أنه، من بين الحمولات التي ستُطلَق من المملكة المتحدة، سيكون هناك الاختبار التجريبي لأول منصة تصنيع فضائي قابلة للاسترجاع ولإعادة الاستخدام في العالم، وتسمى فوريج ستار زيرو ForgeStar-0. تهدف هذه المنصة، التي صنعتها شركة Space Forge الويلزية، في النهاية إلى تسخير الفضاء لصنع مواد خارج الأرض في ظروف الجاذبية الصغرى.
كما يوجد على متن الطائرة، في خطوة أولى أخرى، أول قمر اصطناعي على الإطلاق لسلطنة عمان، باسم (أمان) AMAN، لرصد الأرض. كما سيوضع قمر اصطناعي بولندي آخر كجزء من مجموعة ستيت ريفز ستورك SatRev›s STORK لرصد الأرض.
سباق الفضاء الإسكتلندي
يتنافس اثنان من الموانئ الفضائية على تنظيم أول إطلاق عمودي من أرض المملكة المتحدة
مع اقتراب أول إطلاق فضائي أفقي، يدور السباق الآن بين ميناء SaxaVord الفضائي على جزيرة أونست Unst من جزر شيتلاند Shetland Islands، في أقصى نقطة من شمال المملكة المتحدة، وميناء ساذرلاند Sutherland الفضائي على الساحل الشمالي الغربي الإسكتلندي لإطلاق أول صاروخ عمودي في المملكة المتحدة. سيطلق هذان المرفقان أقماراً اصطناعية باستخدام صواريخ تقليدية تنطلق مباشرة من منصة إطلاق على الأرض.
يهدف برنامج ساكسا ڤورد SaxaVord إلى أن يكون ميناء فضائياً متعدد الاستخدامات يدعم عمليات الإطلاق من قبل عديد من المشغلين، ولكن شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin تحرص على أن تكون أول من يطلق هناك كجزء من إطلاق مشروع Pathfinder التابع لوكالة الفضاء البريطانية. إنها تحضر صاروخاً جديداً من الولايات المتحدة يسمى RS1، صنعته شركة ABL Space Systems، ويمكنه حمل حمولات تصل إلى 1,350 كغم. سيحمل الإطلاق ما يصل إلى ستة أقمار اصطناعية صغيرة (CubeSats) إلى مدار أرضي منخفض، بواسطة مركبة مناورة مدارية حرة الطيران، بنتها شركة Moog، وهي في قيد الإنتاج حالياً في مدينة ريدينغ Reading.
يقول نيك سميث Nik Smith، المدير الإقليمي لشركة Lockheed Martin UK: ”لقد بدؤوا في صب الخرسانة [في ميناء SaxaVord الفضائي] ووضع أجزاء من البنية التحتية اللازمة لدعم هذا. من منظور فضائي لديهم موقع رائع. إنه أمر رائع بالنسبة إلى المدارات القطبية، حيث سيعمل كثير من أقمار الاتصالات في مدار أرضي منخفض“.
يوفر ميناء ساذرلاند سبيسبورت Sutherland Spaceport، الواقع في شبه جزيرة A’ Mhòine على الساحل الشمالي من مناطق المرتفعات، فوائد مماثلة للوصول إلى هذه المدارات. يوفر كلا الموقعين الإسكتلنديين أيضاً مسارات طيران بعيدة لا تعبر المناطق المأهولة بالسكان، بل فوق مساحات شاسعة من البحر. تخطط شركة الصواريخ البريطانية أوربكس Orbex لإطلاق صاروخها عمودياً من ميناء ساذرلاند الفضائي، وقد وقعت في شهر نوفمبر 2022 عقد إيجار فرعي لمدة 50 عاماً للميناء الفضائي مع وكالة التطوير Highlands and Islands Enterprise. وهي تخطط لإطلاق عدد يبلغ 12 صاروخاً عمودياً سنوياً من ميناء ساذرلاند الفضائي لنقل الأقمار الاصطناعية إلى مدار أرضي منخفض.
وبينما وضعت وكالة الفضاء البريطانية معظم استثماراتها في هذه الموانئ الفضائية الثلاثة، كانت هناك أربعة مواقع أخرى في قيد الدراسة أيضاً. وتشمل هذه ثلاثة أخرى في إسكتلندا: شمال أرخبيل Uist في Outer Hebrides، وميناء سبيسبورت ماكريهانيش Spaceport Machrihanish في منطقة آرجيل Argyll، وميناء بريستويك سبيسبورت Prestwick Spaceport في جنوب أيرشاير؛ وميناء سبيسبورت سنودونيا Spaceport Snowdonia في ويلز.
