أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
كتب فلكية

مراجعة كتب جديدة في علوم الفضاء والفلك

مراجعة كتب جديدة يونيو 2023عوالم بلا نهاية
تأليف: كريس إمبي
الناشر: MIT Press
السعر: £27 جنيه إسترليني
غلاف مقوى

في وقت قريب بقدر أوائل تسعينات القرن العشرين، كانت مجموعتنا الشمسية تحتوي على الكواكب الوحيدة المعروفة لنا، وبدت الأرض هي الملاذ الوحيد الممكن للحياة. غير أن القول بأن العقود الثلاثة الماضية قد غيرت هذه النظرة سيكون انتقاصاً كبيراً. فحالياً، وبفضل مجموعة من التلسكوبات الأرضية والفضائية والأشخاص الذين سعوا بكل جهد من أجلها، وبنوها، وشغلوها، وحللوا بياناتها، استطعنا تحديد أكثر من 5,000 كوكب خارج مجموعتنا الشمسية. ومن بين هذه الكواكب، هناك ما يقرب من 200 كوكب صخري، كواكب أرضية مثل كوكب الأرض، كثير منها يبعد مسافة مناسبة عن نجمه تمكنه من احتواء ماء سائل وهو مطلب لازم للحياة كما نعرفها، ومن ثم يمكن استخدامه (في الأرصاد الفلكية) كمؤشر على قابلية الحياة. وفي الواقع تشير أرصاد جوارنا النجمي حتى الآن إلى وجود كواكب أكثر عدداً من النجوم. وهذا يعني أننا قد نتوقع عدة مئات من بلايين الكواكب في مجرَّتنا، وربما أرقاماً مماثلة في مجرّات أخرى عبر الكون. ومع وجود عديد من الكواكب هناك، فهل ستكون الأرض فريدة في نوعها حقاً؟

مراجعة كتب جديدة يونيو 2023
نظام عالمي جديد: يأخذنا العالم إمبي في جولة بين أحدث الكواكب النجمية المكتشفة.

يقع هذا السؤال، والآثار النهائية المترتبة على إجابته بالنسبة إلى بقاء النوع البشري، في صميم موضوع كتاب عوالم بلا نهاية Worlds Without End. يأخذ كريس إمبي Chris Impey القارئ في جولة عاصفة يؤديها خبير في الإبحار في مجال علوم الكواكب النجمية Exoplanet سريع التطور. تصف فصول الكتاب الأولى الأساليب والتلسكوبات المستخدمة لاكتشاف الكواكب النجمية والأنواع المختلفة منها التي عثر عليها حتى الآن، وتبحث فصوله اللاحقة فيما إذا كانت تلك الكواكب صالحة للحياة (أو إذا كانت مأهولة فعلاً)، وكيف يمكننا تحديد ذلك باستخدام التلسكوبات الجديدة والمركبات الفضائية المستقبلية، أي تلك التي يجب أن نركز عليها مثل هذا البحث، وما التطورات التكنولوجية اللازمة لزيارتها واستيطانها في آخر الأمر. إن الضرر الذي نُلحِقه بالأرض والعواقب التي نواجهها هي موضوعات أساسية جرى التطرق إليها في عدة نقاط في الكتاب، وهي توفر الدافع للبحث عن الوطن الجديد الذي قد نحتاج إليه في النهاية. إن كتاب عوالم بلا نهاية هو قراءة رائعة غنية بالمعلومات. وهناك أيضاً تلك الرسوم التوضيحية المفيدة والاقتباسات الثاقبة التي تتناثر عبر نص الكتاب، وقد صيغت بمهارة في سرد آسر، وسهل، وقادر على جعل جميع القراء على دراية بهذا الموضوع المثير سريع التطور. 

بيني فوجنياكييفيتش Penny Wozniakiewicz: محاضرة في علوم الفضاء في جامعة كنت.


مقابلة مع المؤلف
كريس إمبي

هل الكواكب الصالحة للحياة شائعة؟
ج: إن ما يقرب من نصف جميع الكواكب النجمية هو بحجم الأرض، أو أكبر قليلاً، وكثير منها صالح للحياة. تُعرَّف قابلية الحياة على أنها أي كوكب يوجد على مسافة من نجم تسمح بوجود مياه سائلة على سطحه. يوجد عدد من الكواكب يفوق عدد النجوم في مجرّة درب التبانة، ويعطي عدد الكواكب النجمية المكتشفة إلى الآن، والذي يبلغ نحو 5,300 كوكب، فكرة عما يقرب من 10 بلايين عالم صالح للحياة في المجرّة، سيدور معظمها حول نجوم قزمة حمراء بدلاً من نجوم مثل الشمس.

كيف يمكننا العثور عليها؟
ج: الهدف هو العثور على كواكب صالحة للحياة قريبة بما يكفي من الأرض لنستطيع ”تشمُّم“ غلافها الجوي لاكتشاف الحياة عليها. وقد وجدت مهمة كبلر Kepler التابعة للوكالة ناسا كثيراً من الكواكب المرشحة الجيدة، لكنها تبعد مئات السنين الضوئية. وستجد مهمة مسبار البحث عن الكواكب النجمية العابرة Transiting Exoplanet Survey Satellite (اختصاراً: المسح TESS) أمثلة أفضل ضمن مسافة 50 سنة ضوئية. وقد تكون أقمار الكواكب النجمية العملاقة صالحة للحياة أيضاً، وقريباً ربما تتطور أساليبُنا بدرجة جيدة تكفي لاكتشاف أقمار الكواكب النجمية.

هل يمكننا افتراض وجود الحياة خارج مجموعتنا الشمسية؟
ج: القول بأن الأرض ليست هي الكوكب الوحيد الذي يحتوي على حياة بيولوجية هو رهان جيد. توجد المكونات الكيميائية للحياة في جميع أنحاء الكون، وهناك قدر كبير من “الأجرام” الصالحة للحياة في مجرّة درب التبانة وجميع المجرّات الأخرى. وحتى لو لم تكن جميع الكواكب النجمية الصالحة للحياة تؤوي حياة بيولوجية، فالاحتمالات هي أن كثيراً منها يحوي مثل ذلك. تنبع كل أشكال الحياة على الأرض من تجربة بيولوجية واحدة. وسيكون احتمالاً مثيراً أن يكون للحياة خارج الأرض أساس جيني مختلف عن الحياة على الأرض.

كريس إمبي Chris Impey: أستاذ متميز في علوم الفلك بجامعة أريزونا.


مراجعة كتب جديدة يونيو 2023إمكانية الحياة
تأليف: جيمي غرين
الناشر: Duckworth
السعر: £20 جنيهاً إسترلينياً
غلاف مقوى

يضرب كتاب إمكانية الحياة The Possibility of Life جذوره في العصر الذهبي الحالي لاكتشاف الكواكب النجمية، وهو يقدم سجلاً لعلاقة النوع البشري بفكرة أننا قد لا نكون وحيدون في الكون.

يقع موضوع البحث عن حياة فضائية عند أقصى تخوم الفهم العلمي. فمع وجود كثير من الأشياء المجهولة، تأتي المؤلفة جيمي غرين Jaime Green بكل من له صلة بالموضوع ليقدم ما لديه: فهي تجري المقابلات مع خبراء التواصل مع الدلافين، وعلماء البيولوجيا التخليقية Synthetic biologists، ورسامي العلوم، وعلماء الفيزياء الفلكية، والمؤرخين، وغيرهم. وبدءاً من نظريات اليونانيين القدماء عن التعددية الكونية، يُنسج السرد من دراسات أصل الحياة عبر التكنولوجيا والتفرد. وعند تخيل الكائنات الفضائية الغريبة، تدرك غرين أن الخيال العلمي قد اضطلع بالفعل بكثير من الأعمال التمهيدية. وإضافةً إلى مصادرها العلمية، فهي تستشهد بفيلم Arrival (الوصول) كإشارة إلى نقطة تحدي التواصل اللغوي، وبفيلم آفاتار Avatar كإشارة إلى التطور المتقارب، وبثلاثية كتاب الأرض المكسورة Broken Earth كإشارة إلى أهمية قمرنا. وبنحو ملائم تصل غرين إلى الإجابة نفسها التي كثيراً ما يجدها كل من العلماء وكتّاب الخيال العلمي: فعندما نتعلم عن غرباء الفضاء عوالم أخرى، وحياة أخرى فنحن نتعلم فعلاً مزيداً عن أنفسنا وعن أرضنا.

تأثير الكتاب يحبس الأنفاس، والكم الهائل من الأبحاث فيه مثير للإعجاب؛ وخاصة لأن كتابات غرين لا تزال جذابة وواضحة حتى عندما لا تتحاشى المفاهيم المعقدة. يُعد كتاب إمكانية الحياة دليلاً تمهيدياً ممتازاً وسهلاً يتحدث عن جهود العلم للإجابة عن سؤال قديم بقدم التاريخ، ويُوصى به لأي شخص نظر إلى الأعلى وتساءل عما إذا كان يوجد هناك أي كائن ينظر إلى الأسفل. ***** 

إيما جوانا بورانين Emma Johanna Puranen: باحثة في علوم الكواكب النجمية.


مستقبل الجغرافيا
تأليف: تيم مارشال
الناشر: Elliot and Thompson
السعر: £20 جنيهاً إسترلينياً
غلاف مقوى

قبل ستين عاماً، بدأ سباق الفضاء مع ضجة كبيرة، ولكن في كتاب مستقبل الجغرافيا The Future of Geography، يقول كاتب الشؤون الخارجية، تيم مارشال Tim Marshall، إننا نحن البشر نقف الآن على حافة سباق فضائي جديد تماماً (أو ربما حافة الهاوية): سباق تهيمن عليه دول، وكيانات، وأفراد يتنافسون لتحقيق السيادة، ليس فقط على مواقع التقدُّم في الفضاء، ولكن على أشياء أخرى أكثر من ذلك بكثير.

يأخذنا مارشال في جولة عن سبب افتتاننا الدائم بسماء الليل، والتي رسم أسلافُنا أسرارَها على عظام الحيوانات المنحوتة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتلك الأساطير والآثار الفنية الراسخة في أعماق التاريخ. إنه يتتبع فهمَنا التدريجي للسماء فوقنا، ليقود القارئَ إلى الأصول الساخرة والمريرة لعصر الفضاء الأول، عندما قلبت الصواريخ ذات النوايا السلمية إلى أدوات عدوانية للحروب.

يتقدم سرد الكتاب بوتيرة سريعة، ويتبلور بوضوح وإنعاش، ويوفر درساً في الجغرافيا السياسية التاريخية يمكن قراءته. ولكن كما يوحي عنوانه، فإن جزء التاريخ هو مجرد طبق تمهيدي، حيث يستكشف مارشال التأثيرات والمنافسات المتفشية في ”السياسة الفلكية“ حالياً لأنها تنشر الخلاف الأرضي ليس فقط في الفضاء، ولكن إلى القمر وما بعده، وإلى أعماق المجموعة الشمسية الغني بالمعادن.

في هذا الكتاب المثير للتفكير العميق، يرسم مستقبل الجغرافيا أوجه تشابه مع التقدم الذي حققته القوة البرية والبحرية في إعادة رسم الخرائط الجيوسياسية في القرن التاسع عشر. وقد كتب مارشال أيضاً، هل ستعيد قوة الفضاء رسم خرائط المستقبل. ويكتب بحكمة قائلاً: ”في كل مرة غامرت فيها البشرية بدخول مجال جديد، فقد جلبت معها الحرب“. وفي هذه النقطة نأمل أن يكون مارشال قد أخطأ. *****

بن إيفانز Ben Evans: مؤلف لعدة كتب عن الرحلات الفضائية المأهولة


هل يمكنك الحصول على أقواس قُزح في الفضاء؟
تأليف: شيلا كاناني – ليز كاي
الناشر: Puffin
السعر: £14.99 جنيه إسترليني
غلاف مقوى

في هذه الرحلة عبر الطيف المرئي وأبعد قليلاً تُقدم شيلا كاناني Sheila Kanani، الفلكية وعالمة الكواكب ومسؤولة التوعية والتواصل في الجمعية الفلكية الملكية، إلى القراء الصغار مفاهيمَ ملونة عبر الفيزياء، والبيولوجيا، والفن، والتاريخ، ومزيد.

يعتمد كل فصل من الكتاب على لون مختلف من ألوان قوس قُزح، وصفحاته غنية برسوم توضيحية رائعة وضعتها ليز كاي Liz Kay. لقد قدمتا نظرة عامة على كل لون منها، وهي نظرة تغوص في علم طول موجي معين، إضافة إلى تزويدنا بحقائق حول استخدام هذا اللون في معظم أنحاء العالم. فعلى سبيل المثال هل تعلم أنه عند النظر إلى اللون الأصفر من مسافة، فهو سيكون أوضح الألوان للعين البشرية؟ هذا هو سبب طلاء علامات التحذير وبعض السترات المرئية بوضوح باللون الأصفر الناصع.

وبأوصاف واضحة وسهلة لبعض الموضوعات الصعبة، تجيب كاناني عن الأسئلة التي طرحها بالتأكيد كثير من العلماء الصغار على أنفسهم في وقت ما: لماذا يُسمى المريخ بالكوكب الأحمر؟ ولماذا السماء زرقاء؟ وما الذي جاء أولاً، اللون البرتقالي أو البرتقالة؟ كما تتناول بالطبع ذلك السؤال المقدَّم في عنوان الكتاب، وتشرح كيفية عمل قوس قزح في الفضاء.

يُوصى بكتاب هل يمكنك الحصول على أقواس قُزح في الفضاء؟ للأطفال بين العامين 7 و9 سنوات، مع أن بعض المفاهيم التي نوقشت في الكتاب قد تكون صعبة قليلاً على القراء في تلك الفئة العمرية، مثل الطيف الكهرومغناطيسي، والاختلافات بين الخلايا العصوية والمخروطية في أعيننا. ومع ذلك هناك كثير يجذب انتباه الصغار والكبار. لقد عرفت، وأنا في عمر 27 سنة ونصف، أن الألوان الأساسية في طيف الضوء المرئي ليست هي ذاتها التي كان يعلِّمها مدرِّس الفنون في مدرستي! *****

إيمي آرثر Amy Arthur: مؤلفة علمية ومحاورة تواصل مجتمعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى