المتتبع Rainbow Astro RST-135

بقلم: تيم جاردين

لأول وهلة، قد نسامحك إذا اعتقدتَ أن المتتبع RST-135 الصغير هذا هو أداة إضافية أخرى خفيفة الوزن لتتبع النجوم خاصة بالكاميرات والتلسكوبات الصغيرة. ومع ذلك، وكما هو واضح من نقطة السعر، فمزايا ومواصفات هذا المتتبع تفوق ما تراه العين: إنه آلة حديثة فائقة القدرات، تمنح مجموعة شاملة من الإمكانات لهواة الفلك المواظبين.

وجدير بالذكر أن المتتبع RST-135 لا يمثل حلاً من خارج الصندوق كمتتبع تلسكوب، كما يجب ملاحظة بعض الملحقات المناسبة. على سبيل المثال قدمت شركة First Light Optics حاملاً ثلاثي القوائم من شركة Sightron مصنوعاً من ألياف الكربون، والسرج ADM Vixenstyle لغرض مراجعتنا، ولكن إذا كنا سنشتري المتتبع، فسنضيف قاعدة مد Rainbow Astro ومصدر طاقة مناسباً بقدرة 12-16 فولت إلى المجموعة.

بعد إحكام تثبيت المتتبع ثلاثي القوائم مع رأس المتتبع، وتثبيت السرج بقوة في مكانه، وضعنا تلسكوبنا عليه، وهو تلسكوب كاسر 75 مم، ويزن 3.5 كغم تقريباً. يمكن تشغيل المتتبع RST-135 كمتتبع تقليدي من النوع السمتي الارتفاعي Altaz، أو يمكن تحويله بضبط بسيط إلى متتبع استوائي. أدركنا بسرعة أننا لن نستطيع الاعتماد على خبرتنا فقط لإعداد المتتبع ومجموعة التحكم اليدوية من دون الرجوع مراراً إلى دليل المستخدم اليدوي والدليل الشامل، والمتاحين عبر تنزيلهما أونلاين. يوجد أيضاً دليل إضافي مفيد متاح على موقع شركة First Light Optics (www.firstlightoptics.com)، كتبه أحد المستخدمين، وهو مفيد جداً لشرح بعض الخصوصيات والمزايا التي ينفرد بها المتتبع RST-135.

أشعل الضوء الأخضر
أعددنا المتتبع RST-135 بوضع سمتي ارتفاعي Altaz أولاً، وذلك بضبط ارتفاعه على زاوية 90° من خلال فك مسمار سداسي واحد ومقابض ضبط الارتفاع سهلة التشغيل. تعرض وحدة التحكم اليدوية على الشاشة الأمامية الحالة التي بُرمج المتتبع للعمل وفقها. ومع ذلك يبدو من غير المناسب أن تكون هذه مزودة بشاشة عرض بضوء أخضر، حتى لو كانت قابلة للتعتيم، وأن المتتبع ذاته له مصباح LED وامض بضوءَين أصفر وأخضر، سرعان ما صار مصدر إزعاج ساطعاً حالما تتكيف أعيننا مع الظلام. كنا نفضل أن نرى وجود أضواء حمراء منخفضة القوة حيث تكون هناك ضرورة للإضاءة. وعدا ذلك فحالما وضعنا المتتبع بنحو صحيح وفقاً للدليل، ونفذنا عملية المحاذاة على نجم معروف بأدوات ضبط السمت اليدوية، فقد بدا استخدامه سهلاً ودقيقاً. لقد أظهر حركة دوران سريعة من دون ضجيج عال من محركه. وجُلنا بسرعة على بعض أجسام ميسييه الموجودة والتي كانت تُرى بسهولة ضمن مشهد عينيتنا واسعة المجال.

بالتبديل إلى الوضع الاستوائي، بعد تنفيذ عملية محاذاة قطبية يدوية تقريبية، حددنا مواقع 6 نجوم معروفة، وأضفناها كنجوم محاذاة، ثم استدرنا إلى مجموعة متنوعة من الأجرام. لاحظ أنه يمكن تنفيذ محاذاة قطبية دقيقة باستخدام مجموعة التحكم اليدوية، أو أن هناك نقطة ربط لكاميرا PoleMaster. توفر عينيتنا من قياس 13 مم قدرة تكبير بسيطة بمقدار 40X، ومن دون أن يخفق، استطاع المتتبع RST-135 أن يضع الجرم المطلوب في وسط حقل الرؤية. أعطتنا هذه الدقة الثقة لتجربة أجرام أكثر صعوبة لم تكن ترى مباشرة من دون تطبيق طريقة الرؤية المتجنبة Averted vision، أو التربيت على التلسكوب، وذلك على الرغم من أن المتتبع والحامل ثلاثي القوائم كانا ثابتين بقوة ولم يكن للتربيت اللطيف على التلسكوب أي تأثير تقريباً. في لحظة ما، تركنا التلسكوب مصوباً نحو نجم السماك الرامح Arcturus، وابتعدنا عنه أكثر من ساعة، ثم عدنا لنجد الجرم ثابتاً تماماَ في مركز مشهد العينية، وهذا دليل على دقة تتبع المتتبع.

القيادة والسيطرة
من خلال التحكم في المتتبع RST-135 عبر منفذ USB الخاص به ومحرك ASCOM المخصص (ASCOM هي واجهة صناعية قياسية تسمح بالتواصل بين قطع مختلفة من المعدات الفلكية)، وجدنا أنه يعمل بتكامل وسلاسة مع برنامجنا للقبة السماوية، مما يسمح بخيارات التصويب والنقر لنظام التوجيه Go-To. أضفنا كاميرا إرشادية إلى التلسكوب، وجرى توجيه المتتبع RST-135 تلقائياً بدقة باستخدام برنامج التلسكوب PHD2 مدة طويلة عبر منفذ USB، مما يدل على أنه سيكون تتبعاً مرشحاً ممتازاً للتصوير الفلكي طويل التعريض. يمكن للمتتبع RST-135 أيضاً إنشاء شبكة Wi-Fi خاصة به، مع أننا لم نتمكن من اختبار ذلك بسبب تقطع الاتصال. وجهنا نصيحة إلى شركة First Light Optics لتلافي هذا، ويبدو أنها كانت مشكلةً في مرة واحدة، مع عدم وجود تقارير أخرى عن مثل هذه المشكلة من أحد آخر.

بصورة عامة، نشعر بأن جهاز RST-135 الجديد يقدِّم متتبعاً محمولاً استثنائياً، ويتيح أداءً جيداً للراصدين والمصورين الفلكيين على حدٍّ سواء.