التلسكوب الكاسر Sky-Watcher Evolux 82ED

كلمات: كريس غريمر

كما يوحي اسمه، فإن التلسكوب Sky-Watcher Evolux 82ED هو تلسكوب كاسر بفتحة 82 ملم يقف على الإرث الذي رسخته سلسلة Evostar من تلسكوبات شركة Sky-Watcher، والتي تحظى بشعبية لدى الفلكيين المبتدئين والمتوسطين. ومع ذلك، فبوزن يبلغ 2.9 كغم، وطول 425 ملم فقط عند إرجاع درع الندى (الرطوبة)، جرى تصميم التلسكوب Evolux كإضافة أصغر حجماً وأخف وزناً إلى سلسلة تلسكوبات Sky-Watcher.

تسلَّمنا التلسكوب Evolux 82ED في صندوق واحد، بشكل حقيبة حمل صلبة من الألومنيوم، ومبطنة جيداً. وقد فوجئنا بمدى صغر الحجم بالنسبة إلى مجموعة الأنبوب البصري لتلسكوب بهذه الفتحة والطول البؤري. ولذلك فقد حاز إعجابنا على الفور لبنيته وخفة وزنه، ولاحظنا درع الندى الطويل جداً، والذي يوفر حماية إضافية من العوامل الجوية عند تمديده بالكامل. تتصل حلقة أنبوبية واحدة صدفية الشكل بقوة مع زوج من قواعد تثبيت منظار التوجيه مع قضيب تعشيق من نموذج Vixen. في خلفه ألغت شركة Sky-Watcher أداة ضبط التركيز من نموذج Crayford التي شوهدت في موديلات أخرى للحصول على أداة تركيز أقوى، من نوع الجريدة المسننة، بقياس 2.4 بوصة. تستخدم هذه الأداة قضيب تدوير خطي بطيء عند الطرف السفلي من أسطوانة التركيز، والذي يَعِدُ بحمل وزن أكبر مع مخاطر أقل للانزلاق من أدوات التركيز القديمة بنموذج Crayford التي تعتمد على الاحتكاك وحده لحفظ الموضع.

إن وزن وأبعاد التلسكوب Evolux تجعل منه تلسكوباً خفيفاً محمولاً مثالياً، ومناسباً لكل من الرصد والتصوير الفلكي. من الناحية الجمالية فقد طلي هذا التلسكوب الكاسر باللونين الأبيض والأخضر التقليدي المميزين لمنتجات شركة Sky-Watcher الحديثة، مما يجعل المجموعة جذابة. ومع ذلك، يبدو أن مواصفات الوزن الخفيف المثيرة للإعجاب قد أمكن تحقيقُها باستخدام مواد رقيقة. وعلى الرغم من تجميعه بمتانة، فإن تصميم مجموعة الأنبوب البصري ربما يبدو أقل صلابة من الموديلات القديمة. ويُشعرك درع الندى أيضاً بأنه رقيق جداً، وقد لاحظنا في أثناء سحبه وتمديده اهتزازاً طفيفاً وبعض أصوات الاحتكاك، مما يعني أنه قد يكون عرضة للضربات والخدوش بمرور الوقت. الشيء الوحيد غير الضعيف فيه هو حلقة الأنبوب المصنوعة آلياً، والتي تمسك بالتلسكوب الكاسر بنحو مريح وآمن.

---

مشاهد واسعة وساطعة

التلسكوب Evolux 82ED هو تلسكوب كاسر أحادي اللون مزدوج العدسات (بتجويف هوائي)، يستخدم زجاج تشتيت ضوئي منخفض جداً (ED) لعنصر واحد، مع عنصر رأس مطابق. جرى تصنيع الزجاج منخفض التشتيت بنحو خاص لتقليل الانحراف اللوني عند استخدامه في تكوين العدسة المزدوجة. يساعد زجاج التشتيت المنخفض ED على تركيز قنوات الألوان الثلاثة (الأحمر والأخضر والأزرق)، مما يقلل من الهالات الملونة التي تُرى غالباً في التلسكوبات الكاسرة مفردة أو مزدوجة العدسة. يعمل عنصر الزجاج منخفض التشتيت جداً أيضاً على تحسين نقل الضوء، ويُذكر عنه أنه يحقق جنباً إلى جنب مع الطلاءات المعدنية عالية النقل (MHTC) من شركة Sky-Watcher نقلاً للضوء بنسبة 99.5%.

عند الطول البؤري 530 ملم (f/6.45) الأصلي أو 477 ملم (f/5.8) مع مخفض الطول المحرقي الاختياري، يوفر التلسكوب ED82 مجموعة جيدة من الأطوال البؤرية. ستعمل النهاية الأطول، عند وصله بكاميرات ذات شريحة أصغر، بنحو جيد مع المجرّات والسُّدم الصغيرة والعناقيد النجمية الكروية. تؤدي إضافة مخفض الطول البؤري الاختياري إلى جلب السدم والمجرّات الأكبر حجماً، مثل المرأة المسلسلة وسديم الجبّار، إلى المشهد. ومع هذا المجال من الخيارات، لن تكون أهدافك الرصدية قليلة في أي فصل (من السنة).

---

بعد تثبيته على المتتبع الخاص بنا، وجدنا أن قاعدته القصيرة بنموذج Vixen قد سمحت بتوازن مثالي وسريع مع عينية مثبتة عليه. وعند توصيل كاميرا رقمية DSLR أثقل وزناً، لم نتمكن من تحريك التلسكوب أماماً بدرجة كافية لتحقيق التوازن. ومع ذلك، فقد صُممت تلسكوبات Sky-Watcher لهذا الغرض، وقد استطعنا إزالة قضيب التعشيق وإعادة تركيبه على المتتبع الخاص بنا، مما سمح بتركيب التلسكوب Evolux على مسافة أمامية أبعد لتحقيق توازن مثالي.

---

---

بالانتقال إلى هدفنا الرصدي الأول، كان من دواعي سرورنا أن نلمس سهولة تحقيق التركيز من دون حاجة إلى فواصل إضافية وهذه ميزة إضافية دائماً. وبدت أداةُ ضبط التركيز مزدوجةُ السرعة بنموذج الجريدة المسننة سلسةً، ولكننا شعرنا بها رِخوة قليلاً، لذا ربما كانت التعديلات الدقيقة ضعيفة، لكنها حافظت على تركيز مثالي طوال الليل.

أعجوبة صغيرة
كشف أول تعريض لنا بطول 30 ثانية عن صورة مسطحة جداً تحتوي على نجوم دائرية عبر معظم مجال الرؤية، مع تظليل معتدل ونجوم متطاولة حول الحافة وفي الزوايا. ومع ذلك، من أجل هذا الاختبار، كنا نستخدم كاميرا كاملة الإطار، وهذه يمكن أن تمثل تحدياً للتلسكوبات الكاسرة عالية الجودة. ثم وضعنا أداة تقليص/تسطيح المجال المطابق الاختيارية، والتي كانت سهلة لأننا استطعنا تثبيتها مباشرة على قرص أداة التركيز، في حين أمكن توصيل الكاميرا الرقمية DSLR الخاصة بنا مع أداة التقليص. وقد أعطى هذا اتصالاً متيناً جداً، مع عدم وجود خطر انزلاق الكاميرا أو سقوطها. وفور ضبط التركيز، كان من دواعي سرورنا أن نرى النجوم في مجال الرؤية الأوسع ما زالت مستديرة تماماً تقريباً، مع تظليل بسيط فقط وانحناء خفيف نحو الزوايا.

هيأنا كاميرتنا للعمل مدة ليلة من التصوير، ثم عالجنا الصور في صباح اليوم التالي. كشف تطبيق تمديد أولي عن حصول بعض التهدب اللوني Colour fringing والانتفاخ Bloating حول النجوم الساطعة، لكن لم يكن هناك شيء لم نستطع تصحيحه والتحكم فيه. كشفت الصور المكدسة عن سديم شديد الوضوح، وكمية مدهشة من التفاصيل الأكثر خفوتاً مدة ساعة فقط من وقت التعريض لكل هدف. ومع تطبيق إطارات المعايرة Calibration frames، كان التظليل لا يزال واضحاً في الزوايا، لكن المنطقة المركزية كانت متجانسة تجانساً جميلاً.

ولأن التلسكوب الكاسر Sky-Watcher Evolux ED82 هو للمبتدئين، فهو لم يخيب الآمال، إذ يوفر كل ما يمكن أن يطلبه المصورون الفلكيون والفلكيون البصريون. إنه تلسكوب كاسر صغير لرصد أعماق السماء، لكنه يطمح إلى تقديم أداء كبير.