أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مقالات الإشتراكمواضيع غلاف العدد

بحثاً عن حزام الزُّهرة

تبحث كاترين رينر-إيفانز في أسباب ظاهرة الغلاف الجوي الجميلة التي تحدث في السماء عند غروب الشمس أو شروقها

في أمسية صافية، وأثناءَ غروب الشمس في السماء الغربية، ربما لاحظتَ مشهداً يُذكِّر بلوحة مائية: الأفق الشرقي مغموراً بمجموعة ألوان وردية وزرقاء فاتحة. وإذا سبق أن شاهدتَ ذلك، فمن المحتمل أنك قد رصدتَ حزام الزهرة Belt of Venus، والذي هو ظاهرة جوية رائعة يُثير رصدُها شعوراً بالمتعة. اسم الظاهرة خادع إلى حد ما، لأنه لا علاقة له بكوكب الزهرة، لكنه يرتبط بدلاً من ذلك بالنطاق أو الحزام الذي ترتديه الإلهة اليونانية أفروديت Aphrodite، وهي نظيرة الإلهة الرومانية فينوس Venus. سننظر هنا في أسباب حدوث هذه الظاهرة.

عندما تشرق الشمس من الشرق أو تغرب في الغرب، ينعكس ضوؤها عن الغلاف الجوي الكثيف في تأثير يسمى التشتت الخلفي Backscattering، وهذا ينتج شريطاً وردياً من الضوء في الأفق المقابل للشمس، فوق النقطة المعاكسة لها. هذا الشريط الوردي هو حزام الزهرة. ومع أنه يمكن مشاهدته في وقت شروق الشمس، فإن أفضل وقت لرؤيته هو وقت غروبها. 

عندما تغرب الشمس في اتجاه الغرب، انظر شرقاً لترى الحزام الذي يمكن رؤيته على ارتفاع بين °10ـــ°20 تقريباً فوق الأفق. في أثناء دوران الأرض، يتعذر على ضوء الشمس الوصول إلى أجزاء من غلافنا الجوي، ويتحول الشريط الوردي إلى لون أزرق في اتجاه الأفق. هذا هو ظل الأرض الذي يسقط على الغلاف الجوي، ومع استمرار الظل في الارتفاع، يأخذ الشريط صورة قوس ويتوسع.

لكي تستمتع بهذه الظاهرة، كل ما تحتاج إليه هو سماء صافية قبل شروق الشمس، أو بعد غروبها، بوقت قصير، وأفق مفتوح. حزام الزهرة هو مشهد يبعث رصده على الشعور بالهدوء، وقد يُرى مدةً تتراوح بين عدة دقائق و20 دقيقة. 


كاترين رينر-إيفانز Katrin Raynor-Evans:

كاتبة في مواضيع فلك الهواة، وهي محررة المقالات الرئيسة لجمعية الفلك الشعبي


ظل الأرض وحزام الزهرة

عندما تكون الشمس تحت خط رؤية الراصد، يمر ضوء الشمس القادم عبر مزيد من الغلاف الجوي قُرب الأفق، مما يسبب أن يرى الراصدُ أطوالاً موجية وردية من الضوء المشتت خلفاً من الغلاف الجوي. يظهر الشريط الوردي الناتج، وهو حزام الزهرة، فوق ظل الأرض.

يقع ظل الأرض عند النقطة المعاكسة للشمس، في الاتجاه المقابل لها. يشرق الظل عند غروب الشمس، ويغرب عند شروقها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى