أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أحدث التطورات

فلكي أونلاين يجد مكاناً لتحطُّم النجوم

يمكن أن يكون هذا السديم هو بقايا نوعٍ مهم من السوبرنوفا

مجموعة صيادي أجرام أعماق السماء The Deep Sky Hunters هم مجموعة من هواة الفلك يعملون على الإنترنت، ويُمضون وقتَ فراغهم في البحث عن أجرام غير عادية في صور السماء. يتحدث بحث هذا الشهر عن قصة أحد اكتشافاتهم هو سديم يُسمى الآن باتشيك 30 (Patchick 30)، نسبة إلى مكتشفه دانا باتشيك Dana Patchick وهو اكتشاف أثبت أنه أكثر أهمية مما توقعه أحد.

عثر باتشيك على هذا السديم، الذي يُعرَف باسمه المختصر Pa30، في العام 2013، في أثناء بحثه في الصور التي التقطها التلسكوب الفضائي WISE (ماسح المجال الواسع بالأشعة تحت الحمراء Wide-field Infrared Survey Explorer space telescope)، وهو مهمة مسح صغيرة جرى إعادة تشغيلها منذ ذلك الحين كتلسكوب باحث عن الكويكبات. يظهر اكتشافه بصورة سديم خافت يشبه القرص، وقد صُنف على الفور كسديم كوكبي جديد محتمل.

أظهرت الصور التي التُقطت في العام ذاته باستخدام التلسكوب الذي يبلغ قطره 2.1 م في مرصد كيت بيك الوطني Kitt Peak National Observatory في ولاية أريزونا وجود بنية نوع من الحلقات الدائرية التي يمكن رؤيتها في كثير من السُّدم الكوكبية، لكن الأمر احتاج إلى تلسكوب جزر الكناري الكبير Gran Telescopio Canarias الذي يبلغ قطر مرآته 10 م على جزيرة لا بالما للحصول على طيف الجِرم الجديد الذي كاد ألا يُظهر شيئاً على الإطلاق. أظهرت هذه الأرصاد وجود عنصري الأكسجين والكربون وهو وجود عادي في السُّدم الكوكبية وأظهرت أيضاً حركة الغاز بسرعة غير مسبوقة، بلغت 5% من سرعة الضوء!

بقايا نجم غريب
وفي الوقت ذاته كان النجم المركزي للسديم يجذب الانتباه أيضاً، وليس فقط انتباه فريق الاكتشاف. إذ نشرت مجموعة منافسة بيانات تشير إلى أنه نجم وولف رايت Wolf–Rayet star، يمتاز بنقص الهيدروجين (ومن ثم عدم وجود أي طبقات خارجية) ودرجة حرارة عالية جداً، في هذا المثال نحو 200,000 درجة كالفن (حرارة تماثل 40 مرة من حرارة سطح الشمس).

من الواضح أن هذا جرم ذو ظروف شديدة القسوة، ربما نتج من اندماج قزمين أبيضين. يجب أن يكون مثل هذا الحدث نادراً، ومن المفترض أن ينتج عنه سوبرنوفا (مستعر أعظم) مذهل. البيانات الواردة من المسبار غايا Gaia، وهو تلسكوب رسم الخرائط الكونية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية ESA، تضع السديم Pa30 على مسافة 7,500 سنة ضوئية تقريباً، وهذا قريب بما يكفي ليمكن رؤية مثل هذا الحدث بالعين المجردة.

”السماء في العام 1181م، سجل الراصدون الصينيون واليابانيون وجود سوبرنوفا في هذا الجزء من السماء. هل يمكن أن يكون السديم Pa30 هو بقاياه؟“

لكن متى حدث انفجار السوبرنوفا؟ تشير الأرصاد باستخدام تلسكوب الأشعة السينية الذي يحدد حجم السديم إلى أن عمره قد يبلغ ألف عام تقريباً، وهنا يغدو الأمر مثيراً للاهتمام فعلاً. ويشير المؤلفون إلى أن الراصدين الصينيين واليابانيين سجلوا وجود سوبرنوفا في هذا الجزء من السماء في العام 1181 م. وهو في الواقع السوبرنوفا الوحيد في الألفية الأخيرة الذي ليس له نظير محدد نحن نعرف عن سديم السرطان Crab Nebula، أنه نتاج سوبرنوفا قبل ما يزيد قليلاً على القرن، فهل يمكن أن يكون السديم Pa30 هو بقايا ما شاهده هؤلاء الراصدون بعيونهم الثاقبة؟

البروفيسور كريس لينتوت:
عالم فيزياء فلكية يشارك
بتقديم برنامج سماء الليل Sky at Night
في رأيي يبدو الأمر محتملاً؛ وإذا كان الأمر كذلك، فقد تكون قيمة هذه السجلات أكثر من مجرد أهمية تاريخية. يُعتقَد أن الاصطدام بين قزمين أبيضين ينتج عنه نوع نادر من السوبرنوفا يُعرَف باسم Type Iax، ويمكن استخدامه لقياس توسع الكون. إذا كان هذا صحيحاً، فإن السديم Pa30 يمثل فرصة لدراسة ما تبقى من أحد هذه الانفجارات في منطقة فنائنا الخلفي. وما بدأ كلطخة ضوء على صورة غامضة، لاحظها دانا باتشيك، ربما يكون له قريباً أثر كبير في علم الكون.

* كريس لينتوت Prof Chris Lintott: كان يقرأ…
From an Amateur PN Candidate to the Rosetta Stone of SN Iax Research by Andreas Ritter et al.. – اقرأها على الرابط: arxiv.org/abs/2311.03700

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى