أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
في سماء الليل

برنامج سماء الليل التلفزيوني، في الماضي والحاضر والمستقبل

تناولت حلقة شهر يونيو من برنامج سماء الليل The Sky at Night صناعة الرحلات الفضائية المزدهرة في المملكة المتحدة، لكن آندرو لورانس حذَّر من بعض العواقب

الفضاء هو صناعة آخذة في التطور: فالأقمار الاصطناعية تراقب المناخ، وتصلنا بالإنترنت، وتساعدنا على دراسة الكون. وفي يوم قريب سيمكننا العودة إلى القمر. تنخفض تكلفة الرحلات الفضائية مع اضطلاع الشركات التجارية الجديدة ببناء الصواريخ والمركبات الفضائية، وإطلاقها وعودَ السياحة الفضائية.

يبدو كل هذا شديد الإثارة، ولكن في الوقت ذاته يشعر كل من العلماء والعاملين في الصناعة بالقلق من الأخطار المحتملة لتوسُّعها غير المنضبط: فخطوط مسارات الأقمار الاصطناعية بدأت تفسد الصور الفلكية بنحو متزايد، في حين أن الإعلانات الفضائية بدأت ترفع رأسها مهددة. كما يمكن لكميات الحطام المداري أن تزداد لتمثل مخاطر غير مقبولة على المركبات الفضائية وتترك الشركات الفضائية تتشاجر على الشواغر العقارية هناك. تتمتع صناعة الفضاء في المملكة المتحدة بقدرات ذائعة الصيت عالمياً على بناء الأقمار الاصطناعية التي تغطي معظم التطبيقات الفضائية من الاتصالات البعيدة إلى أرصاد الأرض، واستكشاف أعماق الكون وهي تسهم بتأمين عوائد مالية كبيرة في الاقتصاد البريطاني كل عام. وهي حريصة تماماً، مثل أي فلكي، على التأكد من بقاء المدارات الرئيسة صالحة للاستخدام. ولكن هل هناك طريقة يمكننا بها التوصل إلى حل وسط معقول وعادل؟

لقد كنتُ مهووساً على الدوام بشؤون الفضاء. كنت صبياً عندما انطلق يوري غاغارين إلى المدار، وأدمنت الأمر منذ ذلك الحين. وسرعان ما صرت مأخوذاً بالنجوم والمجرّات والكويزارات Quasars. عندما وصلت في دراستي إلى درجة الدكتوراه في علم فلك الأشعة السينية، كان رائعاً أن أرى كيف تضافر حبي للعلم وحبي للفضاء معاً. وعلى مر السنين، ظهرت مهمات فلكية جديدة وأكثر روعة IRAS، والتلسكوب هابل الفضائي، والمرصد XMM-Newton، والمسبار غايا Gaia وتوَّجها التلسكوب جيمس ويب الفضائي المذهل، الذي بُني جزئياً حيث أعمل الآن، في المرصد الملكي في إدنبرة.

مشكلة نجومنا
وقد استخدمتُ أيضاً كثيراً من التلسكوبات الأرضية، وتخصصتُ في العمل في مشروعات كبيرة لمسح السماء. في الوقت الحالي، أتطلع إلى المرصد فيرا روبن Vera Rubin، وهو تلسكوب ضخم قيد الإنشاء حالياً في تشيلي، سيضطلع بتنفيذ مسح لكامل السماء كل عدة أيام. هنا في إدنبرة، نعمل مع بلفاست وأكسفورد لبناء نظام للبحث في هذه الصور، والبحث عن انفجارات السوبرنوفا، والكويزارات المتوهجة، و“الصخور القاتلة” المحتملة.

في أواخر العام 2019، انتابني فتور مفاجئ أخمد الحماس الكبير الذي شعرت به من تضافر علوم الفلك والفضاء بفعل صدمة تشبه صدمة سكب ماء بارد عليك فقد حصلنا على صورة من مشروع مسح المادة المعتمة Dark Energy Survey، بشيء مشابه لما نأمل الحصولَ عليه قريباً من المرصد روبن Rubin، وقد تلطخت بخطوط ساطعة من الأقمار ستارلينك العابرة. وسرعان ما كان العلماء في معظم أنحاء المجتمع الفلكي يبلغون عن مشكلات أخرى، بما في ذلك خطوط كبيرة في صور هابل. على مدى السنوات القليلة الماضية تضاعف عدد الأقمار الاصطناعية النشطة. وبحلول نهاية العقد قد تكون هناك عشرات، أو مئات، الآلاف، بقدر يفوق عدد النجوم (المرئية) في السماء.

اضطلعت سلسلة من ورش العمل بقيادة علماء فلك أمريكيين بدراسة المشكلة، وأدت في النهاية إلى إنشاء مركز حماية العتمة والسماء الهادئة Center for the Protection of the Dark and Quiet Sky، الذي أقره الاتحاد الفلكي الدولي. في السنوات القليلة الماضية ركّزتُ نشاطي على الوعي العام، وألفت كتاباً بعنوان خسارة السماء Losing the Sky، لكنني أيضاً صرت نشطاً في الجوانب القانونية والتنظيمية. لقد صرت على دراية بالمسائل الأوسع الخردة الفضائية، والعدالة التجارية، والمسؤولية، والإعلانات الفضائية وأرى أن هذه القضية هي واحدة من قضايا مناصرة بيئة الفضاء. ربما تكون السماء آخر منطقة طبيعية نقية لدينا. نحن نعلم أنه من غير الواقعي الحفاظ عليها سليمة كما هي تماماً، ونريد أن نجني الفوائد التي يمكن أن تأتي من النشاط الفضائي التجاري؛ ولكن كيف نوازن بين الفوائد والأضرار، ونجعل هذه المساحة ملعباً ساراً للجميع؟ هذه أسئلة ما زلنا نبحث عن إجابات عنها. 

آندرو لورانس Andrew Lawrence: الأستاذ الملكي لعلم الفلك في المرصد الملكي في إدنبرة، ومؤلف كتاب خسارة السماء Losing the Sky


كافح العلماء للاستعداد لزيارة هالي في العام 1986

عودة بالذاكرة: سماء الليل

21 يوليو 1984

في حلقة 21 يوليو 1984، من برنامج سماء الليل The Sky at Night، كان باتريك مور يتطلع قُدماً إلى وصول المذنّب هالي الذي كان عائداً إلى المجموعة الشمسية لأول مرة منذ 77 عاماً. ومع أن أقرب مسافة له لم تكن متوقعة حتى العام 1986، فقد كان علماء الفلك يراقبون المذنّب بالفعل. شوهد المذنّب هالي أول مرة في 16 أكتوبر 1982 عبر التلسكوب هيل، 200 بوصة، في مرصد بالومار، عندما لم يكن أكثر من مجرد نقطة باهتة على صورة.

ورغبةً منها في تحقيق أقصى إفادة من الحدث، بدأت بالفعل مجموعة من علماء الفلك تسمى بمجموعة الرصد العالمي للمذنب هالي International Halley Watch، وتتكون من أكثر من 700 فلكي من 42 دولة، في التدرب على رصده. وبين يومي 25 و31 مارس 1984، ركزوا على المذنّب P/Crommelin، وهو من صنف مماثل للمذنّب هالي، ولكنه خافت بنحو ملحوظ حيث بلغ سطوعه قدر +mag. 9.0 فقط مقارنة بـ +mag. 2.0 لهالي وكان يمر على طول مسار مشابه جداً (لمسار هالي) عبر سماء الليل، مما يجعله تجربة رصد مثالية. سلطت أرصادهم الضوء على عديد من المسائل. على سبيل المثال، كافح المرصد تيبل ماونتن Table Mountain التابع لمختبر الدفع النفاث JPL لرؤية المذنّب في التلوث الضوئي الناتج من مدينة لوس آنجلس القريبة، وهي مشكلة يمكن للفرق حلها قبل موعد رؤية هالي. وربما كان بالقدر نفسه من الأهمية أن يسمح ذلك أيضاً لعلماء الفلك بتعلم كيفية التواصل ومشاركة البيانات مع مجموعة كبيرة من الأشخاص وهو احتمال كان أكثر صعوبة في ثمانينات القرن العشرين مما هو عليه حاليا وهو ما يجعلهم مستعدين تماماً للحدث الكبير بعد عامين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى