أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
النشرة

…ويزداد القلق بشأن الأقمار الاصطناعية اللامعة

علماء الفلك يطالبون بمزيد من إجراءات حماية سماء الليل

يمكن للقمر الاصطناعي الساطع الذي أُطلق أخيراً أن يشكل تهديداً ليس فقط لعلم الفلك البصري، ولكن أيضاً للأرصاد الراديوية؛ وهذا ما دعا الاتحاد الفلكي الدولي (اختصاراً: الاتحاد IAU) إلى أن يصدر بياناً يُعرب فيه عن القلق بشأن العدد المتزايد من الأقمار الاصطناعية الساطعة.

القمر الاصطناعي بلو ووكر3 (BlueWalker 3، اختصاراً: القمر BW3) هو نموذج أولي لمجموعة جديدة تتكون من نحو 100 قمر اصطناعي للاتصالات تسمى بلوبيرد BlueBird. ولكن بعد وقت قصير من إطلاقه بتاريخ 10 سبتمبر 2022، لاحظ علماء الفلك قوة سطوعه. وجمع مركز حماية السماء المعتمة والهادئة من تداخل كوكبة الأقمار الاصطناعية (CPS) التابع للاتحاد الفلكي الدولي IAU قياسات عنه، ووجد أن سطوعه يبلغ mag. 1.0+ في أقوى ظهور له، أي بقدر يُماثل سطوع نجم قلب العقرب Antares، وهو النجم الخامس عشر سطوعاً في السماء.

إضافة إلى ذلك، يستخدم القمر BW3 الترددات الراديوية ذاتها التي تستخدمها الهواتف الأرضية المحمولة، ولكن من دون التقيد بمتطلبات الالتزام بالمناطق الهادئة راديوياً حول المراصد الفلكية. يقول فيليب دياموند Philip Diamond، المدير العام لمرصد مصفوفة الكيلومتر المربع – وهو تلسكوب راديوي ضخم جديد بدأ بناؤه في 5 ديسمبر 2020: ”إن مراقبة الترددات المخصصة للهواتف المحمولة هي أمر صعب بالفعل، حتى في مناطق الهدوء الراديوي التي أنشأناها حول مرافقنا ومنشآتنا الفلكية؛ وإن الأقمار الاصطناعية الجديدة مثل بلو ووكر3 لديها القدرة على زيادة هذا الوضع سوءاً، وتقويض قدرتنا على إنجاز الأرصاد العلمية، إذا لم يخفف الأثر الذي تحدثه بنحو صحيح“.

بدأت شركة AST SpaceMobile، التي تشغِّل القمر الاصطناعي BW3، محادثات مع الاتحاد الفلكي الدولي، في حين استحدثت لجنة الاتصالات الفِدرالية (FCC) مكتباً خاصاً لمعالجة شؤون مجموعات الأقمار الاصطناعية، بما يضمن أداء دورها المهم في الاتصالات العالمية من دون التأثير في الأهمية العلمية والثقافية لسماء الليل.

يقول بيرو بينفينوتي Piero Benvenuti، مدير مركز حماية السماء CPSالتابع للاتحاد الفلكي الدولي: ”تسبب القمر الاصطناعي بلو ووكر3 في تحولٍ كبيرٍ في قضية مجموعة الأقمار الاصطناعية، ويجب أن يعطينا كل الأسباب للتوقف مؤقتاً“.  cps.iau.org


تعليق

بقلم: كريس لينتوت Chris Lintott
إذا واصلت شركة AST SpaceMobile نهجها هذا، فسيكون هناك 243 قمراً اصطناعياً ساطعاً مثل القمر BW3. كما تخطط شركة OneWeb، المملوكة جزئياً للحكومة البريطانية، لإطلاق 648 قمراً اصطناعياً. ويخطط مشروع كايبر Project Kuiper التابع لشركة أمازون لإطلاق 3,276 قمراً إلى المدار، في حين أن شركة سبيس إكس SpaceX لديها بالفعل أكثر من 3,000 قمر اصطناعي في الأعلى، وهي تخطط لمزيد منها.

ستُغير هذه الأقمار الاصطناعية رؤيتنا لمشهد السماء ليلاً، وتتداخل مع محاولاتنا لاكتشاف الكويكبات التي تهدد الأرض، ووفقاً لبحث جديد ذي نتائج مزعجة، فقد يكون لها تأثير كبير في الغلاف الجوي العلوي عند سقوطها واحتراقها فيه.

الحل هو أن تُوقف الحكومات هذا الأمر الآن، وأن تعمل على الطريقة التي نريدها لاستخدام الفضاء الثمين فوق رؤوسنا. وإن تَرْك الأمرِ للشركات المتنافسة لن يكون شيئاً جيداً.

كريس لينتوت Chris Lintott: يشارك في تقديم برنامج سماء الليل The Sky at Night.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى