أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
النشرة

ونجحت المهمة القمرية اليابانية أخيراً…

بعد أن حطت مركبة الهبوط SLIM على سطح القمر، أخفق نظام الطاقة لديها في العمل، لكنه عاد ليعمل لاحقاً

أصبحت اليابان هي الدولةَ الخامسة التي تنجح في تحقيق عملية هبوط سلس لمركبة فضائية على سطح القمر، وذلك عند الساعة 15:20 بالتوقيت العالمي UT من يوم 19 يناير 2024. في البَدء بدا أن الاحتفالات لن تطول بسبب حدوث مشكلة في نظام الطاقة الشمسية على متن المركبة، لكن فريق المركبة تمكن من إعادة الاتصال بها بعد 9 أيام.

أطلقت وكالة استكشاف الفضاء اليابانية جاكسا JAXA مركبتها القمرية SLIM (اختصارٌ للاسم الكامل: مركبة الهبوط الذكية لدراسة القمر Smart Lander for Investigating Moon) في 6 سبتمبر 2023، ودخلت في مدار قمري يوم 25 ديسمبر. كان هدفها الأساسي هو إجراء هبوط دقيق بالقرب من موقع فوهة شيولي Shioli.

المهمة القمرية اليابانية
وكيف هبطت بالفعل: سبب إخفاق أحد المحركات قلْبَ مقدمة SLIM إلى أسفل، على مسافة قريبة من فوهة شيولي

بعد وقت قصير من وقت الهبوط المتوقع، تلقت شبكة أعماق الفضاء Deep Space Network التابعة للوكالة ناسا قياساتٍ من بُعد من المركبة الفضائية، تؤكد هبوطها قطعة واحدة. ومع الأسف فقد هبطت المركبة الفضائية على مقدمتها، مما أدى إلى توجيه ألواحها الشمسية بزاوية بعيدة عن الشمس، ولم تتمكن من العمل بطاقة بطاريتها سوى عدة ساعات. وأمل الفريق إعادة الاتصال بالمركبة عندما تنتقل الشمس إلى وضع أكثر ملاءمة للمركبة. عادت SLIM إلى التواصل في يوم 28 يناير، واستأنف فريق علماء المركبة على الفور عمليات المراقبة العلمية، إذ لم يبقَ لغروب الشمس سوى عدة أيام، والمركبة SLIM لم تصمَّم للعمل في أثناء الليل القمري.

وقد حملت SLIM أيضاً مركبتين جوّالتين، هما مركبة وثّابة Hopper، ومركبة جوالة متدحرجة بحجم كرة السلة. يُعتقَد أن كلتيهما قد أمكن إطلاقها بنجاح. وقد صُممت المركبة الوثابة للتواصل مباشرة مع الأرض، ولذلك تمكنت وكالة جاكسا من استخدام كاميراتها لتصوير موقع المركبة SLIM.

يأتي النجاح الجزئي للمركبة SLIM مباشرة بعد فشل مهمة مركبة بيريغرين Peregrine، وهي مركبة هبوط قمرية تابعة لشركة رحلات الفضاء الأمريكية Astrobotic. فبعد وقت قصير من إطلاقها في 8 يناير، انفجر خزان وقودها. وتمكن الفريق من إخراجها من مدارها بأمان بعد 11 يوماً. قد تؤدي هذه الانتكاسة إلى تأخير إطلاق المركبة الفضائية فايبر VIPER التابعة للوكالة ناسا، والتي ستبحث عن الماء على القمر، وكان من المقرر أن تُطلقها شركة Astrobotic إلى القمر في شهر نوفمبر 2024.  global.jaxa.jp

تعليق

بقلم: كريس لينتوت Chris Lintott

صار شعار أسرع وأرخص وأفضل، وهو شعار الوكالة ناسا منذ عقد تسعينات القرن العشرين، يلاحق كل من يحلم بإطلاق الأقمار الاصطناعية إلى الفضاء. ومع أن الهدف كان هو تصميمَ مهمة أسرع، إلا أن المهمات الفاشلة، مثل مهمة مارْس كلايمت أوربتر Mars Climate Orbiter (التي تحطمت بعد خلط فاضح بين وحدات القياس المترية والوحدات البريطانية) جعلت هذا النهج أشبهَ بنكتة. وقد تمتم المهندسون قائلين إنه لا يمكن الحصول إلا على صفتين من الثلاث، فالأسرع والأرخص تعنيان مخاطرة أكبر حتماً. والآن تنقل الوكالة ناسا المسؤولية إلى شركات مثل Astrobotic، في حين تستخدم وكالة استكشاف الفضاء اليابانية مهمات مثل مهمة SLIM القمرية لتجربة التكنولوجيا الجديدة، وتبدو تلك المهمات المحفوفة بالمخاطر مقبولة وهي تؤتي ثمارَها في النهاية في بعض الأحيان، كما حصل مع مهمة SLIM.

كريس لينتوت Chris Lintott: يشارك في تقديم برنامج سماء الليل The Sky at Night.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى