من نقاط مشوشة إلى مدن نجمية، يأخذنا بول موني في جولة عبر 15 من أفضل العناقيد الكروية لرصدها في سماء ليل هذا الفصل.
أكتوبر 2, 2022
0 21 9 دقائق
نقاطٌضبابية- هذا ما يعتقده غالباً راصدو النجوم الجدد عندما يرصدون أول عنقود كروي Globular cluster يشاهدونه. صحيح أن هذه الحشود من النجوم القديمة، التي يتراوح عددها بين عشرات الآلاف والملايين، يمكن أن تبدو متواضعة التأثير البصري قليلاً عند رصدها بأدوات صغيرة، ولا تشبه تماماً الصور المذهلة التي تراها بانتظام على الإنترنت أو في صفحات معرض صورنا. ومع ذلك، وبعناية، وتلسكوب بفتحة أكبر قليلاً، ونعم، من خلال التقاط صور فلكية لهذه الأجرام، يتألق العنقود الكروي بـ”شخصيته“- تلك التفاصيل التي تجعله مثيراً وممتعاً للمشاهدة.
يمكنك أن تجادل بأن أول عنقود كروي شوهد كان هو أوميغا قنطورس Omega Centauri، الذي أدرجه يوهان باير Johann Bayer في أطلسه النجمي أورانومتريا Uranometria في العام 1603. لكن هذا التخصيص بالذات يناقض حقيقة أنه كان مرئياً بالعين المجردة، واعتبر نجماً. اكتُشف أول عنقود كروي يُعرَّف على أنه ”سديم“ E عن طريق الخطأ من قِبل هاوي الفلك الألماني آبراهام إيل Abraham Ihle في العام 1665، والذي نعرفه الآن بالعنقود M22 في كوكبة الرامي Sagittarius. ثم جرى اكتشاف مزيد منها بسرعة، لكن طبيعتها كانت ما تزال غير مفهومة بنحو صحيح. فكانت لا تزال توصف بالبقع الغامضة، أو البقع المستديرة من السحب، حتى العام 1764، عندما استطاع شارل ميسييه Charles Messier تمييز النجوم وفصلها في العنقود M4.
صاغ ويليام هيرشل William Herschel مصطلح ”العنقود الكروي“ Globular cluster في العام 1786، عندما وجد أنه يستطيع تمييز الأجرام إلى سحب من النجوم. قد لا ينبع كشف هيرشل من حدة البصر فقط، بل من معدات الرصد ذات الفتحة المتنامية الموجودة تحت تصرفه، وبخاصة التلسكوبات العاكسة التي صنعها بنفسه.
تشكل العناقيد الكروية هالة حول مجرّة درب التبانة، تتمركز على جانب واحد من السماء، بالقرب من حدود كوكبتي الرامي والعقرب Scorpius. وفي العام 1914 استخدم هارلو شيبلي Harlow Shapley لرصدها نوعاً من النجوم المتغيرة المعروفة باسم نجوم RR القيثارة RR Lyrae لتقدير مسافاتها. ثم، بعد ملاحظة توزع العناقيد في العام 1918، قدم نموذجاً أكبر حجماً بقدر مذهل لمجرّة درب التبانة، وأكبر بكثير مما كان مقبولاً عموماً، إلى جانب النتيجة القائلة بأن مركز المجرّة يوجد في كوكبة الرامي.
وحالياً، تُرى العناقيد الكروية حول معظم أنواع المجرّات. ولا يزال أصلها موضع نقاش، مع أن إحدى النظريات تقول إنها تشكلت في مناطق كان الوسط النجمي كثيفاً بنحو خاص في حقبة مبكرة من تاريخ الكون. في بعض المرات تكون نجومها أقدم عمراً من المجرّة التي تحيط بها، وعادة ما تكون ”فقيرة بالمعادن“، أو تفتقر إلى عناصر أثقل من الهيدروجين والهيليوم. وإلى الآن يُعتقَد أن العناقيد الكروية ليست بيئات مناسبة لنشوء الكواكب، بسبب نقص هذه اللبنات العنصرية الأساسية، وبسبب كثافة النجوم فيها.
وعلى الرغم من سمعتها بأنها مجرد لطخات مشوشة، فإن العناقيد الكروية يمكن أن تتراوح من نوى ضيقة وكثيفة إلى كرات نجمية أقل تحشداً وترابطاً. كما يمكن أن تكون مسطحة قليلاً، ولها هالات خارجية من نجوم أكثر خفوتاً، وخطوط منحنية من النجوم، ونجوم ملونة، ومعالم داكنة، والتي يمكن رؤيتها بصرياً وفوتوغرافياً.
العناقيد الكروية هي أجرام ساحرة إذا فُحصت بعناية باستخدام أدوات رصد أكبر فتحة. لذا تعالَ معنا ونحن نستكشف 15 عنقوداً هي من أكثر ”المدن النجمية“ مكافأةً في سماء أوائل الخريف.