في سماء الليل
تسترجع منسقة الإنتاج راشيل سكوت الموسمَ الأخير من برنامج سماء الليل The Sky at Night وتخبرنا بما يتطلبه إنتاج هذا البرنامج التلفزيوني بسلاسة
كان العام 2023 هو العام السادس والستين لظهور برنامج سماء الليل The Sky at Night على أجهزتنا التلفزيونية، وكان هو العام الأول الذي عملتُ فيه كمنسقة إنتاج للبرنامج. انتقلت قاعدة الإنتاج أخيراً من لندن إلى غلاسكو Glasgow، وكان الفريق الجديد حريصاً على أن يحل مكان أسلافنا الذين ساعدوا على تقديم مثل هذا العرض الرائع. كان هذا هو الإنتاج الثاني فقط الذي شاركت فيه منذ انضمامي إلى استوديوهات الـ BBC، وكنت متحمسة لمعرفة مزيد عن سماء الليل الجميلة فوقنا.
قبل انضمامي إلى برنامج سماء الليل The Sky at Night، كنت أعمل مربية كلاب محترفة. حصلت على شهادة في علم الحيوان، مما دفعني إلى العمل في وحدة العلوم في استوديوهات الـ BBC. كان التلفزيون صناعة جديدة تماماً بالنسبة إليّ، ولكن اهتمامي بالبرامج العلمية كان كبيراً إلى درجة اعتقدت معها أنني سأغير حياتي المهنية. لقد تعلمت كثيراً هناك إلى درجة أنني عندما وجدت عملاً في برنامج سماء الليل The Sky at Night، انتهزت الفرصة.
في مطلع كل شهر يتعاون فريق التحرير الموهوب لدينا مع مقدمي البرامج لتحديد الاكتشافات الفلكية المثيرة للاهتمام والأبحاث المستمرة وأفضل المشاهد التي يمكن رصدها في سماء الليل في ذلك الشهر. ومن هناك سعى الفريق إلى الاستعانة بخبراء وهواة فلك للدردشة معهم. وبوصفي منسقة إنتاج بحثتُ في لوجستيات التصوير مع هؤلاء الأفراد. كان ذلك يعني في بعض الأحيان تنظيم رحلة سريعة إلى شركة رحلات الفضاء Skyrora في كمبرنولد، اسكتلندا، للمشاركة في حلقتنا حول سباق الفضاء البريطاني. وفي أحيان أخرى كان ذلك يعني ترتيب السفر إلى حيث التلسكوبات الكبيرة جداً في صحراء آتاكاما في شمال تشيلي. وكان كل شهر يأتي بتحديات جديدة وقصص جديدة.
تكونت تلك السلسلة من 8 حلقات شهرية، واختُتمت بواحدة من الحلقات المفضلة لدي للعمل عليها، وهي تعاون جديد ومثير مع فريق برنامج The Infinite Monkey Cage. وتضمن تسجيلاً في استوديو كبير في مسرح الراديو في دار إذاعة الـ BBC في لندن. قبل التسجيل اجتمع شمل مقدمي البرامج لدينا: كريس لينتوت، وماغي آدرين بوكوك، وبيت لورانس لبعض التصوير الإضافي والتدريبات. ومع أننا نحاول جمع كل مقدمي البرامج معاً للتصوير، إلا أن وجود هؤلاء الثلاثة معاً يمكن أن يكون أقل حدوثاً، وكان من الجميل رؤيتهم جميعاً يلتحقون بعضهم ببعض. لقد قضينا أيضاً بعض الوقت في التدريب مع مقدمي برنامج The Infinite Monkey Cage، روبن إينس والبروفِسور برايان كوكس، والضيف المشارك في البرنامج دارا أو بريان Dara Ó Briain. كان الوقت الذي قضاه المذيعون معاً قصيراً ولكنه جميل، فكانت هناك محادثات حول ذكريات العمل معاً، وتصوير المغامرات والقراءات المفضلة الحالية.
كما تضمن جزء آخر من الحلقة التصويرَ مع هواة الفلك في مدينة ليستر Leicester، في إحدى حفلات رصد النجوم التي ينظمها برنامج سماء الليل Sky at Night طويل الأمد. أحد التقاليد التي لم ننظر فيها كثيراً هو التكرار سيئ الحظ لهطل الأمطار وغطاء السُّحب في حلقات حفلات النجوم هذه. ولحسن الحظ كانت لدينا سماء صافية ونقية طوال الليل، وشاهدنا أشياء مذهلة مثل كوكبي المشتري وزحل وتسجيل مفصل ودقيق لفوهات القمر. وكان من بين ضيوف الحفلة أعضاء جمعية ليستر الفلكية وجامعة ليستر. كان الجميع في حالة معنوية عالية، تدعمهم أكواب عديدة من مشروب الشوكولاتة الساخنة. وقد حرص الجميع على تبادل المعارف والمعدات والتقنيات بعضهم مع بعض للتعرف على المعالم الرائعة في سماء الليل. وقد ذكّرني سماع ذكريات الجميع عندما شاهدوا العرض أول مرة، ومدى إلهامهم لأخذ التلسكوب إلى الحديقة الخلفية لمنازلهم، بمدى تأثير هذا العرض وتاريخه حقاً.
لقد كان العمل في برنامج سماء الليل The Sky at Night تجربة مذهلة، مع فريق رائع يعمل خلف الكواليس ومجموعة موهوبة من المقدمين على الشاشة. لا أستطيع الانتظار لرؤية ما سيفعله العرض لاحقاً!
منسقة الإنتاج في وحدة العلوم في استوديوهات الـ BBC، كما عملت في سلسلة العام 2023 من برنامج سماء الليل The Sky at Night
عودة بالذاكرة: سماء الليل
15 مارس 1980
في حلقة يوم 15 مارس 1980 من برنامج سماء الليل The Sky at Night، تحدث باتريك مور إلى أحد أبطال شبابه، كلايد تومبو Clyde Tombaugh، الذي اكتشف بلوتو قبل ذلك بـ 50 عاماً، في العام 1930.
ومع ذلك، فقد حصل تومبو، وهو هاو فلكي لم ينل أي درجة علمية، على وظيفة في مرصد لويل Lowell Observatory بعد أن أرسل إليهم رسومات كان قد رسمها لكوكبي المريخ والمشتري. لقد أثارت تفاصيل الرسوم إعجاب طاقم المرصد إلى درجة أنهم كلفوه بتشغيل التلسكوب الكاسر الجديد الذي كان بقطر 13 بوصة. يُعرف هذا التلسكوب الآن باسم التلسكوب بلوتو Pluto Telescope، وقد صُمم خصيصاً للبحث عن إشارات تنبئ بوجود كوكب جديد عند حافة المجموعة الشمسية.
وليلة بعد أخرى، التقط تومبو صوراً عميقة لسماء الليل. كان يجب أن تزيد مدة تعريضها على ساعة حتى تكون هناك فرصة لاكتشاف مثل هذه الأجرام البعيدة، ومع عدم وجود جهاز تتبع حديث، كان عليه التحقق باستمرار من منظار التوجيه لضمان بقاء التلسكوب على الهدف.
وفور إنتاج الصور، كان يضطلع بمقارنة اللوحات الملتقَطة في ليالٍ متتالية، بحثاً عن علامات تدل على وجود كوكب يتحرك أمام نجوم الخلفية الثابتة. وفي يوم 18 فبراير 1930، رأى ذلك أخيراً.
قال تومبو: ”لقد كان هذا أحد أفضل الأجرام المشتبه فيها التي قابلتها منذ عدة أشهر. لقد نظرت فيها واستطلعت وجوده على الفور تقريباً. واجتاحتني إثارة هائلة. لقد صُدمت تقريباً“.
نحن نعلم الآن أن (الكوكب القَزم) بلوتو هو مجرد واحد من كثير من الأجرام الكبيرة الموجودة في المنطقة الواقعة بعد كوكب نبتون، والتي تُعرَف باسم حزام كويبر Kuiper belt. وقد أدى اكتشاف (الكوكب القزم) إيريس Eris ذي الحجم المماثل لبلوتو في العام 2005 إلى خفض رتبة بلوتو في آخر الأمر من كوكب إلى كوكب قزم في العام 2008.