أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
في سماء الليل

في سماء الليل

تتطلب البرامج الغنية بالعلوم مثل برنامج سماء الليل The Sky at Night كثيراً من البحث، والأمر موكل إلى أشخاص مثل كريس جونستون Chris Johnston للتأكد من صحتها

كان العمل على برنامج سماء الليل The Sky at Night مختلفاً تماماً عن أي تجربة أخرى لي في التلفزيون. قبل ذلك كنت باحثاً في سلسلة ”الكون“ Universe المميزة لبرايان كوكس Brian Cox، وعلى الرغم من وجود محتوى متشابه بين العرضين، يظلان مختلفين جدا. في سلسلة الكون، قضيت معظم السنة وراء مكتب، أتحقق من أن نصوصنا ظلت دقيقة علمياً. أما مع برنامج سماء الليل، فقد انطلقتُ في غضون شهور قليلة في رحلة لمقابلة العلماء الذين يعملون على التلسكوب جيمس ويب الفضائي JWST، كنت في موقع التصوير مع جمهور حي في الأستوديو لتصوير حلقة ”وقت الأسئلة“ Question Time، وقد استكشفت ألغازاً غامضة في الكون المتعدد مع أربع شخصيات من كريس لينتوت. وليس لدينا هناك كثير من العروض التلفزيونية التي يمكن أن تقدم هذا الشكل من التنوع، لا سيما في عالم علم الفلك.

كباحثٍ عادةً ما أمضي وقتي في الاتصال بمساهمين خبراء، والتحقق من النصوص، وتحديد مصادر اللقطات والصور الإضافية للمحررين. مع فريق عمل ضخم ينتج عرضاً مثل برنامج الكون، يكون الباحث عنصراً صغيراً ولكنه حيوي في آلة أكبر بكثير. ولكن في برنامج سماء الليل الذي يتكون فريقه عادة من خمسة أو ستة أفراد فقط أتيحت لي فرصة رائعة لتجربة مزيد من عملية الإنتاج العلمي في التلفزيون، مع الاستمرار في تغطية تلك المهام العادية. كما تمكنتُ أيضاً في سماء الليل من تطوير القصص وكتابة أجزاء من النص، والأهم من ذلك أني تمكنت من الخروج والتحدث عن التصوير والمشاركة في الجانب العملي لإنتاج البرامج التلفزيونية.

كريس جونستون Chris Johnston:
باحث علمي تلفزيوني متخصص
في الأفلام الوثائقية عن الفيزياء الفلكية
الظهور للمجتمع
ومن بين جميع التجارب التي مررتُ بها في السلسلة، يجب أن يكون العمل على الحلقة السنوية ”وقت الأسئلة“ برنامجاً مميزاً بالنسبة إليّ. قبل عدة أسابيع كنا نصور بكاميرتين في الحديقة الخلفية لمنزل بيت لورانس، مع اثنين من المساهمين وطاقم عمل من ستة أشخاص. فجأة صرت في موقع ضخم به ست كاميرات، وفريق عمل يتكون من 20 فرداً أو أكثر، وجمهور كامل في الأستوديو. إن رؤية كيفية تنفيذ جلسة تصوير كهذه هي أمر مذهل حقاً، كما أنه محطم للأعصاب. لكنني أعتقد أن أفضل شيء في تلك الحلقة هو القدرة على إشراك المعجبين في العرض. لقد تلقينا استجابة رائعة لدعوتنا إلى طرح الأسئلة، وكان التعرف على الأشخاص الذين كنا نستضيفهم في العرض وهم يطرحون أسئلتهم على المقدمين مشهداً نادراً يثبت قدرة التلفزيون على التأثير. ما كان مفيداً بنحو خاص هو رؤية الأسئلة الآتية من أشخاص من جميع الأعمار. يتمثل أحد الأهداف الرئيسة لتلفزيون العلوم في جذب اهتمام الناس وإشراكهم في العلوم، لذا فإن رؤية الناس، صغاراً وكباراً، يساهمون في ذلك تعني أننا كنا نفعل شيئاً صحيحاً.

لقد كنت محظوظاً جداً، ليس فقط للعمل في عرض مثير للاهتمام وباهر مثل برنامج سماء الليل، ولكن أيضاً لميزة العمل مع فريق صغير مذهل كان قادراً على تقديم عرض جذاب وغني بالمعلومات كل شهر إضافة إلى مجموعة من المقدمين الرائعين الذين يحبون العرض ويهتمون به بإخلاص. آمل أن تكون الحلقات التي قدمناها في هذا العام بمستوى يرقى إلى مسيرة 66 عاماً من تاريخ برنامج سماء الليل، وأن يستمر هذا العرض الرائع سنوات عديدة أخرى مقبلة. 


 حزام الجبّار والسيف المتدلي، هو هدفٌ شائع اليوم للمنظار المزدوج كما كان في العام 1978

عودة بالذاكرة: سماء الليل
11 يناير 1978

على مدار عقود من الزمن ساعد برنامج سماء الليل The Sky at Night الفلكيين في معرفة ماذا يحدث في سماء ليل ذلك الشهر، ولكنه سمح أيضاً للفلكيين المتمرسين بتقديم أفضل نصائحهم عن الرصد. في حلقة 11 يناير 1978، انتهز باتريك مور الفرصة لتقديم مشورة عن أداة رئيسة من مجموعة أي عالم فلك المنظار المزدوج.

حالياً يمكنك شراء تلسكوب فلكي جيد إلى حد ما بسعر مناسب، لكن الأمر ذاته لم يكن صحيحاً في السبعينات من القرن العشرين. وعلى الرغم من أن التلسكوبات المصنعة عبر خطوط الإنتاج الضخم كانت قد خفضت السعر إلى أقل من 1,000 جنيه إسترليني، فإنها كانت لا تزال خارج نطاق ميزانية كثيرين. لكن باتريك كان حريصاً دائماً على الإشارة إلى أنه لم تكن هناك حاجة إلى إنفاق مبالغ كبيرة لشراء تلسكوب عندما يمكن للمنظار المزدوج أن يُظهر لك قدراً كبيراً من سماء الليل، وما زال يُنظَر إليه على أنه أفضل طريقة للبدء في علم الفلك.

في هذه الحلقة، أخذ باتريك جولة في سماء الشتاء، مركِّزاً على كوكبة الجبّار Orion Nebula، الغنية بكثير من أهداف المنظار المزدوج. يلائم حزام الجبّار – لحسن الحظ – مجال الرؤية بمنظار مزدوج 10×50، مما يمنحك نظرة فاحصة على هذه النجوم الثلاثة. بعد ذلك ستكشف عملية مسح أسفل في سيف الجبّار عن روعة العنقود المفتوح NGC 1981، وأسفلها مباشرة، سديم الجبّار Orion Nebula. هذا السديم هو هدف شائع للتلسكوبات والتصوير الفوتوغرافي، ولكن ما زال في إمكان المناظير المزدوجة الكشف عن كثير من التفاصيل، وخاصة إذا نظرت إلى جانب واحد من الجرم، وهي طريقة تُعرَف باسم الرؤية المتجنبة Averted vision.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى