أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
النشرة

مركبة أوزايرِيس ركس تعيد عينة كويكبية إلى الأرض

سيكشف الغبار الصخري للكويكب ما كانت عليه طبيعة مجموعتنا الشمسية القديمة

تمكنت مركبة أوزايريس ركس OSIRIS-REx الفضائية التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بعد إنجازها رحلة استغرقت 8 سنوات، قطعت فيها مسافة 4 بلايين كم تقريباً، من إيصال عينة ثمينة من غبار فضائي جمعته من الكويكب بينو Bennu. ستساعد عينات الصخور الفضائية البكر هذه علماء جيولوجيا الكواكب على دراسة كيف بدا شكل مجموعتنا الشمسية في أثناء تشكُّل كواكبها.

أمضت مركبة أوزايريس ركس ما يقرب من عامين في دراسة الكويكب بينو. وفي 20 أكتوبر 2020، جمعت المركبة ما يقدَّر بـ 250 غم من مادة سطحه، وخزّنتها في كبسولة ”إعادة العينات“.

في صباح 24 سبتمبر 2023، أطلقت أوزايريس ركس هذه الكبسولة عندما كانت على بعد 102,000 كم من الأرض. وبعد دخولها الغلاف الجوي بسرعة 44,500 كم/س، أُبطئت سرعة الكبسولة بأمان باستخدام عملية الكبح الجوي والمظلات، قبل أن تهبط خارج حدود مدينة سولت ليك سيتي، بولاية يوتا، عند الساعة 14:52 بالتوقيت العالمي UT.

عثر فريق الاستعادة التابع للوكالة ناسا على الكبسولة بعد نحو 15 دقيقة، وغُلِّفت لنقلها إلى ”غرفة نظيفة“ E مؤقتة. وهنا نُفِّذت عملية تطهير الكبسولة بالنتروجين غير التفاعلي لمنع تلوث العينة، ثم نقلت إلى مركز جونسون الفضائي في هيوستن، وفتحت هناك بعناية في منشأة صممت خصيصا لاستخراج العينة منها، ووزنها، وتصنيفها.

يقول دانتي لوريتا Dante Lauretta، الباحث الرئيس لمهمة أوزايريس ركس في جامعة أريزونا: ”إن نجاح عملية إيصال عينات من كويكب بينو إلى الأرض هو انتصار لبراعة العمل الجماعي، وهو شهادة على ما يمكننا تحقيقه عندما نتحد معاً من أجل هدف مشترك“.

يجري الآن إرسال هذه العينات إلى المؤسسات العلمية حول العالم لتحليلها. ولما كان بينو قد تشكل عندما كان عمر المجموعة الشمسية 10 ملايين سنة، يمكن إذن لهذه العينات الصخرية أن تكشف، وبصورة مهمة جداً، كيف نشأت الجزيئات العضوية التي هي المكونات الخام للحياة على الأرض على سطح كوكبنا.

يقول لوريتا: ”لدينا الآن فرصة غير مسبوقة لتحليل هذه العينات والتعمق في كشف أسرار مجموعتنا الشمسية“.

asteroidmission.org


تعليق

بقلم: كريس لينتوت Chris Lintott

من بين المحتفلين مع فريق علماء مهمة أوزايريس ركس كان هناك وجه مألوف، أدى صاحبه دوراً مهماً فيها: إنه برايان ماي Brian May خبير الغبار الفضائي في المجموعة الشمسية، ونجم موسيقى الروك. برايان لديه اهتمام ثالث بالتزامن مع علم الفلك والموسيقى، هو التصوير الفوتوغرافي ثلاثي الأبعاد. في البدء، صنع ماي وزملاؤه نسخاً ثلاثية الأبعاد من الصور التي التقطتها مركبة أوزايريس ركس من باب الهواية، لكن الأمور صارت أكثر جدية عندما أرسلها إلى دانتي لوريتا.

انتهى فريق ماي بإنتاج ما يقرب من 50 مشهداً ثلاثي الأبعاد لمواقع الهبوط المحتملة، مما ساعد المركبة الفضائية على جمع عيناتها.

عندما سمعت عن التعاون بينهم، أدركت مدى صعوبة المهمة التي أنجزها فريق لوريتا بمساعدة بسيطة من ماي وأصدقائه.

كريس لينتوت Chris Lintott: يشارك في تقديم برنامج سماء الليل The Sky at Night.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى