أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مقالات الإشتراك

التقاط أول صورة: سديم سبين

يتعاون هواة الفلك لإنتاج أول صورة عالية الدقة للسديم المجهول He 2-11

العمل الجماعي يجعل الحلم حقيقة، كما تذكر مقولة دارجة قديمة… وهي مقولة أثبتت صحتها بالنسبة إلى ShaRA، وهي مجموعة من هواة الفلك الذين أنتجوا أخيراً، ومن خلال جهودهم التعاونية، أولَ صورة عالية الدقة لسديم كوكبي بعيد.

بدأت المجموعة المكونة من 22 فلكياً إيطالياً العمل على مشروع التصوير الفلكي المشترك من بُعد Shared Remote Astrophotograph (اختصاراً ShaRA) كطريقة لحشد مواردهم المالية لشراء وقت للتصوير على التلسكوبات الكبيرة، ومهاراتهم التقنية للحصول على أفضل النتائج من البيانات المجمعة.

وفي الآونة الأخيرة قرروا النظر إلى حشد سديم Gum 14/15، وهو زوج من السُّدُم الانبعاثية المجاورة في كوكبة الشراع Vela. توجد صور قليلة من إنتاج الهواة لهذه المنطقة، ولكن باستخدام تلسكوب تشيليسكوب T5 (Chilescope’s T5) في صحراء آتاكاما، تمكنت المجموعة من التقاط صورة واسعة المجال، دقيقة ومذهلة، تظهر هنا.

بدأت الأمور تثير الاهتمام حقاً، عندما لاحظ أعضاء المجموعة جرماً صغيراً في أعلى يسار الصورة له المظهر النموذجي لسديم كوكبي. كشفت بعض عمليات البحث في قواعد البيانات والفهارس الفلكية أن هذا يجب أن يكون هو الجرم He 2-11، الذي وصفه العالم الفلكي ورائد الفضاء الأمريكي كارل هينيز Karl Henize أول مرة في العام 1967.

حدث تأكيد اقتراح هينيز بأن هذا كان سديماً كوكبياً عبر مزيد من البحث في العام 1999. أما في العام 2014 فقد كشف تحليل أعمق استناداً إلى بيانات من مرصد شاندرا Chandra Observatory أنه واحد من ثلاثة فقط من هذه السدم المعروفة بامتلاكها نظاماً ثنائياً متغيراً مثل نجمها المركزي (أو نجومها المركزية).

كل ذلك كان مثيراً للاهتمام؛ ولكن عندما يتعلق بالصور، فكل ما كان موجوداً في مثال السديم He 2-11 كان مجرد حفنة من صور ضبابية بالأبيض والأسود. ولذلك فقد حجز فريق ShaRA وقتاً إضافياً على مرصد Chilescope، وهذه المرة باستخدام تلسكوب T1 الخاص بهم وهكذا، فبعد ساعات عديدة من الرصد والمعالجة لاحقاً، تمكنوا أخيراً من إنتاج الصورة الملونة المفصلة والأولى من نوعها التي تظهر في الصورة الداخلية.

أطلق فريق ShaRA منذ ذلك الحين على سديم He 2-11 اسم ”سديم سبين“ Spin Nebula في إشارة إلى أن نظامه الثنائي المركزي هو سريع الدوران ويقولون إن أملهم هو أن تشجع صورتُهم هذه هواةَ الفلك الآخرين على المضي أبعد من ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى