أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
التصوير الفلكيمعالجة الصور الفلكية

كيف تُبرِز جمالَ المجرّات التي تظهر من طرفها

نصائح لتحسين شكل خطوط الغبار في الصور الفلكية

غالباً ما يسعى المصور الفلكي الذي يلتقط صوره في حديقة المنزل الخلفية إلى الحصول على نتائج بمستوى عالمي. ربما يكون ذلك جزءاً من طبيعتنا. لكن مواجهة هذا التحدي تتطلب تطوراً مستمراً في تقنيات ما بعد المعالجة، وأيضاً دراسة دقيقة للأهداف التي يمكن تحقيقها لكل مشروع.

في السنوات الماضية شرُفتُ بتكريم بعملي وعرضه في معرض التصوير الفلكي APY السنوي ومنحي جائزة. وحدث ذلك مرة أخرى في العام 2022، حيث أُدرجت صورتي، ’Edge-On‘، في القائمة المختصرة للمشاركين ضمن فئة ”المجرّات“. ومن الجيد العودة إليها هنا، وإدراك ما الذي يجعل هذه الصورة على وجه الخصوص تتميز أمام آلاف المشارَكات الأخرى.

استهدفت الصورة المجرّة NGC 891، وهي مجرّة حلزونية جميلة تبعد مسافة 30 مليون سنة ضوئية. تقع زاوية رؤيتنا الجيدة على طول مستوى قرص المجرّة. إننا نحظى بإطلالة رائعة على حافة المجرّة: هالة نجمية منتشرة يتخللها شريط غبار داكن، ومعقد، مع إضاءة خلفية. يخلق التباين داخل هذه المعالم الدقيقة والناعمة مشهداً بصرياً درامياً يجذب العين إلى داخل المجرّة. وكان إبراز شريط الغبار هذا هو هدفاً محدداً للصورة منذ البداية.

إذا اعتبرنا كل جزء من سير العمل رحلة إبداعية فريدة في نوعها، فإن تلك الرؤية الفنية للنتيجة النهائية يمكن أن تكون مثل دليل لخيارات المعالجة لدينا. الهدف هو ببساطة خدمة الصورة، وتقييم ما هو مطلوب، وتعديل العمل باستمرار بحسب الضرورة. يمكن استخدام مجموعة كفؤة من الأدوات للمضي في العمل، مع تصحيحات خفيفة، للوصول إلى ذلك الهدف النهائي. وفيما يلي نظرة عامة مختصرة على بعض مفاهيم ما بعد المعالجة لتحسين مظهر شريط الغبار، والتي يمكن تطبيقها على مجموعة واسعة من صور المجرّات.

العودة إلى تنسيق Raw
لقد بدأت مع صور مكدسة من نسق Raw لمرشح الإضاءة Luminance، حيث تنقل هذه القناة التفاصيل المرئية في الصورة (انظر الخطوة 1). يعمل خيار إزالة تشوش الصورة Deconvolution في برنامج PixInsight على زيادة حدة الصورة رياضياً بناءً على البيانات فيها. عندما عالجت صورة ‘Edge-On’ الأصلية، استخدمت سير عمل تفصيلي لإنشاء القناع وإزالة تشوش الصورة. يمكن في النهاية استبدال هذا بالأداة الإضافية BlurXTerminator الجديدة من RC-Astro (www.rc-astro.com). عند إعادة معالجة هذه الصورة، يمكنني التأكد من أن النتائج قابلة للمقارنة مباشرة مع عمليتي السابقة، وبنقرة زر واحدة فقط!

تعمل ميزة تقليل الضجيج في برنامج PixInsight على تقليل الضجيج دون إتلاف التفاصيل الدقيقة في الصورة. من أجل هذا العرض التوضيحي، تستطيع أداة أخرى من RC-Astro، هي NoiseXTerminator، أن تؤدي عملاً ممتازاً في حماية التفاصيل ضمن المجرّة، مع تقليل ضجيج الخلفية بنحو فعّال.

بعد تمديد اللون Stretching وتطبيقه على النتيجة السابقة في برنامج Photoshop (انظر الخطوة 2)، انتقلت إلى تحسين درجة التباين. يمكن لعدة برامج أن تنجز هذا، لكن برنامج Photoshop يوفر ميزة العمل ضمن طبقات ذات عتامة متفاوتة، مع رؤية التغييرات في الوقت الفعلي. يُمكن أن يؤدي إنشاء مشروعات مكونة من عدة طبقات باستخدام عمليات تحسين مختلفة، ودمجها معاً بطرق إبداعية، إلى نتائج لا يمكن الحصول عليها من عمليات فردية تنفذ بطريقة متسلسلة.

إحدى الطرق الفعّالة لتحسين التباين متعدد المقاييس Multi-scale contrast هي استخدام المرشحات عالية النفاذ High-pass. ابدأ بتكرار الطبقة الأصلية. بعد اختيار الطبقة الجديدة، انتقل إلى الخيارات Filter> Other> High pass. يسمح لك شريط التمرير ”نصف القطر“ Radius باختيار مقياس التأثير (أنصاف الأقطار الأصغر ستبرز الأشكال الأصغر). انقرْ فوق ’Ok‘ ثم غيِّر وضع مزج الطبقة إلى ”تراكب“ Overlay (أو ”ضوء ناعم“ Soft light لتأثير أقل). يمكن تقليل عتامة الطبقة لإعطاء تحسين تباين دقيق. كررت هذه الطريقة عدة مرات بأنصاف قطر مختلفة ودرجات مختلفة لعتامة الطبقة. واستخدمت الأقنعة لجعل التأثير ممكناً حيث كان لازماً فقط في قلب المجرّة (انظر: الخطوة 2).

تتضمن الأدوات المهمة الأخرى لمحاولة تحسين التباين المحلي: مرشح Camera Raw (الوضوح/البنية/إزالة الضباب Filter > Other > High pass)، وأداة الضبط Shadows/Highlights في برنامج Photoshop، جنباً إلى جنب مع الأدوات الملحقة الإضافية من شركة Topaz Labs. يحتوي برنامج PixInsight على الكود البرمجي DarkStructureEnhance، وعملية LocalHistogramEqualization، وعملية HDRMT.

من السهل المبالغة في استخدام هذه الأدوات. ستكون اللمسة الخفيفة البارعة مهمة هنا. حاول تنفيذ تغييرات صغيرة، ومنتقاة، ومتواصلة (خطوات صغيرة جداً!) حتى لا تكون النتائج قاسية أو غير طبيعية. باستخدام طبقات عتامة منخفضة Low-opacity وإخفاء فعال Effective masking، يمكن دمج تقنيات متعددة للحصول على التأثير المطلوب تدريجياً، كما هو موضح في النتيجة المعادة معالجتُها (انظر: الخطوة 3).

آمل أن يوفر هذا نظرة عميقة مفيدة للتفكير في الأعداد لسير العمل. ضعْ في اعتبارك رؤية أولية. اعمل بهدف، ولكن أيضاً بدرجة عالية من العناية، لكي تسمح لذلك الجمال الكوني الطبيعي بالحضور والتألق.

جيسون غينزل Jason Guenzel:
من هواة التصوير الفلكي؛ يعشق ممارسة التصوير الفلكي في حديقة منزله الخلفية، ويهدف إلى مشاركة الجمال الطبيعي لسماء الليل مع الآخرين.

ثلاث نصائح سريعة

1. الهدف، ببساطة، هو تحسين جودة الصورة؛ تقييم ما هو لازم وتعديل العمل باستمرار بحسب الضرورة.

2. يمكن للطبقات الممزوجة معاً بطرق إبداعية أن تقدم نتائج لا يمكن الحصول عليها باستخدام طرق العملية الواحدة.

3. من السهل المبالغة في أثناء استخدام هذه الأدوات. حاول استعمالَها بلمسات خفيفة!


جمال المجراتالخطوة 1: مجموعة صور خام Raw أصلية (في الأعلى) التُقطت باستخدام كاميرا ZWO ASI1600MM وتلسكوب Celestron EdgeHD, 8 بوصات، وتعريض ضوئي 696X90“، بطول إجمالي مدته 17.4 ساعة؛ (في الوسط) الصورة بعد تطبيق الأداة الإضافية BlurXTerminator في برنامج RC-Astro بنقرة واحدة؛ (في الأسفل) بعد تطبيق الأداة الإضافية NoiseXTerminator.


جمال المجراتالخطوة 2: الصورة الناتجة بعد تمديد وتطبيق لون RGB (في اليسار) وتطبيق مرشح نفاذ عالٍ (في اليمين) بأنصاف قطر 3 و6 و12 و24 و48 لتحسين التباين قبل المزج في وضع ”التراكب“ Overlay كطبقات في برنامج Photoshop.


الخطوة 3: الصورة النهائية المجتزَأة، بعد إعادة معالجتها باستخدام مجموعة من أدوات التحسين والأدوات الإضافية الملحقة، والأكواد البرمجية، لإبراز جمال أشرطة الغبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى