التقاط صورتك الفلكية الأولى
تُعتبر الكوكبات الساطعة، مثل الجبّار Orion، هدفاً رائعاً لتبدأ به
أحد جوانب التصوير الفلكي التي يجدها الوافدون الجُدد أكثر صعوبة هو ضبط تركيز Focus الكاميرا. من السهل تصوير حفل زفاف أحد الأصدقاء، أو قطتك الصغيرة النائمة في النهار، ولكن في المرة الأولى التي تحاول فيها ضبط تركيز الكاميرا على سماء الليل، فقد ترغب في رميها في الأدغال لما تسببه لك من حالة إحباط. معرفة ضبط التركيز هو في الواقع أمر سهل حالما تعرف كيف. أولاً، انزع غطاء العدسة (نصيحة شخصية هنا: تعوَّدْ وضعَ أغطية العدسة في جيبك الأيسر دائماً، فكر في حيلة ”اليسار للعدسة“، حتى لا تنسى مكانها). بعد ذلك اضبط تركيز الكاميرا على ”يدوي“ Manual بدلاً من ”التركيز الأوتوماتيكي“ Auto Focus ثم وجِّهْهُ إلى ضوء مصباح الشارع، أو الضوء على طرف مبنى بعيد وليس على نجم. ركز عليه تقريباً باستخدام محدد المشهد، ثم استخدم ميزة ”العرض المباشر“ Live View على شاشة الكاميرا لضبط التركيز البؤري إلى أن يصير حاداً. الآن حرك الكاميرا نحو جسم ساطع في السماء ربما نجم الشعرى اليمانية Sirius، أو كوكب المريخ، وكلاهما سيكون حاد الظهور مثل الأسطر التي تقرؤها هنا واستخدم ”العرض المباشر“ Live view للتركيز عليه بحدة قدر الإمكان؛ ثم اتركه وشأنه.
بعد ذلك، وجِّه الكاميرا نحو كوكبة الجبّار E، المحيطة تقريباً بحزام الجبّار Orion’s Belt. لا تقلق بشأن التأطيرFarming، أو أمامية الصورة Foregrounds، فأنت تحاول فقط تصوير بعض النجوم في أول تجربة لك الآن. عندما يمكنك رؤية النجوم بوضوح على شاشة الكاميرا، اضبط ”الوضع“ Mode على ”يدوي“ Manual من خلال تدوير القرص المناسب، أو تحديده من قائمة ”الإعدادات“ Settings. بعد ذلك، اضبط درجة حساسية الكاميرا ISO (التي تحاكي سرعة فيلم كاميرات الأفلام) على قيمة 1600. ثم اضبط ”مدة التعريض“ Exposure Time على 15 ثانية إذا كنت تستخدم عدسة واسعة الزاوية، أو 4 ثوانٍ إذا كنتَ تستخدم عدسة قياسية 50 مم.
وهناك بعض التعديلات الإضافية، وستكون جاهزاً حينها. اضبط ”التأخير الزمني“ Time Delay على 3 أو 10 ثوانٍ، اعتماداً على نوع الكاميرا حيث سيمنح هذا بضع ثوان لتقليل اهتزاز الكاميرا بعد ضغط مفتاح التصوير، مع الحفاظ على نجومك كنقاط ضوء بدلاً من ظهورها كاهتزازات. أو بدلا من ذلك، يمكن استخدام جهاز تحكم من بُعد Remote shutter release لتحرير مغلاق shutter الكاميرا إذا كان موجوداً لديك لالتقاط الصورة من دون لمس الكاميرا.
أخيراً، اضبط ”تنسيق الصورة“ Image Format على ’RAW‘ إذا كنتَ تريد ذلك، ولكنه ليس ضرورياً في هذه المرحلة المبكرة، وذلك بغض النظر عما قد يقوله لك بعضهم. تسجل الصور بتنسيق RAW مزيداً من المعلومات، ولذا فهو يعطي نتائج معالجة أفضل، ولكن من الجيد تماماً الالتزام بتنسيق JPEG في الليلة الأولى إذا كنتَ مرتاحاً معه أكثر (أو أنك نسيت فحسب).
بعد ذلك خذ نفساً عميقاً، واضغط الزر لتلتقط صورتك الأولى.
ستشعر كأن الوقت قد توقف في حين تمتص الكاميرا ضوء النجوم، ولكن في النهاية ستسمع صوت تكة يخبرك بانتهاء الوقت. إذا نجح كل شيء معك، فستكون قد التقطتَ من فورك أول صورة فلكية لك، لذا ألقِ نظرة على الشاشة E. إذا استخدمت عدسة واسعة الزاوية، فستكون كوكبة الجبّار بكاملها في الصورة، في حين أنك لن تحصل عليها كاملة مع العدسة 50 مم. إذا كانت الصورة مهتزة قليلاً، فلا داعي للقلق، ليس مهماً فهذه محاولتك الأولى فقط. ما عليك سوى إلقاء نظرة على عدد النجوم الموجودة عليها مقارنة بالصور الملتقطة بكاميرا هاتفك، ومدى تلوُّنها. هل ترى روعة ذلك؟ تهانينا!
التقاط صور أفضل
إذا لم تنجح محاولتُك الأولى، فهناك كثير من الأشياء التي يمكنك تجربتها
هناك عديد من المشكلات الشائعة التي قد تظهر في أول صورة فلكية لك. إذا كانت صورتك معتمة جداً، فيمكنك زيادة قيمة الحساسية ISO أو ”مدة التعريض“. إذا كانت صورتك ساطعة جداً، فيمكنك تخفيض قيمة الحساسية ISO أو ”مدة التعريض“. إذا بدت نجومك غير واضحة، وكأن شيئاً تحرك في أثناء عملية التعريض، فيمكنك إحكام تثبيت كل شيء، وبخاصةٍ على الحامل ثلاثي القوائم. إذا كانت صورتك تبدو برتقالية اللون، فيمكنك تغيير ”توازن اللون الأبيض“ White Balance من ضوء الشمس (رمز ”الشمس“) إلى ضوء اصطناعي (عادةً ما يكون رمزاً يشبه ”لمبة المصباح“ Lightbulb أو شريط ضوء)، والذي سيتخلص من الظل البرتقالي الخفيف الناتج عن التلوث الضوئي.
حاول الآن مرةً أخرى يجب أن تكون صورتك الثانية أفضل من الأولى
ثم استمرْ. جرِّبْ مجموعة متنوعة من درجات الحساسية ISO والتعريضات المختلفة، فقط لترى الفرق الذي يحدثه تغيير هذه الإعدادات الأساسية. عندما تجد مجموعة من الإعدادات التي تمنحك معاً صوراً جيدة، التزم بها. اترك كوكبة الجبّار وحاول تصوير أجزاء مختلفة من السماء، ربما المريخ، أو نجم الشعرى اليمانية، أو ذات الكرسي Cassiopeia لا يهم أيُها. لقد انتهيتَ من الجزء الصعب، حان الوقت الآن للتجربة والاستمتاع!