هل مازال المريخ نشطاً بركانياً؟
في 20 مارس، كان هذا النيزك هو ثاني كرة نارية كبيرة تُرى في السماء البريطانية في الشهر نفسه، على الرغم من عدم وجود علاقة بين الحادثتين
كريس لينتوت Chris Lintott
يشارك في تقديم برنامج سماء الليل The Sky at Night
بعد كل النقاشات، ربما لا يكون المريخ ذلك الكوكب الميت من الناحية الجيولوجية. إذ يشير أحد المعالم البركانية المكتشفة حديثاً إلى احتمال حدوث نشاط على السطح خلال الـ 50,000 سنة الماضية، وفقاً لدراسة حديثة أجراها باحثون في مختبر القمر والكواكب Lunar and Planetary Laboratory بجامعة أريزونا ومعهد علوم الكواكب Planetary Science Institute في تكسن، بولاية أريزونا.
ويقول د. ديفيد هورفاث David Horvath، من معهد علوم الكواكب، والذي قاد الدراسة: “قد يكون هذا هو أحدث مادة رسوبية بركانية Volcanic deposit موثقة على المريخ حتى الآن”.
كشفت الصور المدارية الحديثة لمنطقة سهل إليسيوم Elysium Planitia عن شق بركاني Volcanic fissure بطول 32 كم تحيط به ترسبات بعرض 13 كم من المواد المعتمة. ويعتقد الجيولوجيون أنها نتيجة اندفاع حمم بركانية، حيث تتسبب الغازات الموجودة في الصخور المنصهرة بانفجارها بعنف، بدلاً من تحولها إلى
صهارة بطيئة التدفق التي تنتشر عبر معظم أنحاء الكوكب الأحمر.
حدث معظم النشاط البركاني على المريخ قبل ثلاثة إلى أربعة بلايين سنة. وحتى الآن، لم يكن هناك دليل يشير إلى أن المريخ ما زال نشطاً بركانياً.
يقول هورفاث: “يغطي هذا المعلم تدفقات الحمم البركانية المحيطة ويبدو كأنه رواسب رماد وصخور حديثة نسبياً، تمثل نمطاً للثوران مختلفاً عن معالم الحمم البركانية التي جرى تحديدها سابقاً. وربما قذف هذا الثوران بالرماد إلى ارتفاع إلى 10 كم في الغلاف الجوي للمريخ. ومن الممكن أن هذه الأنواع من الرواسب كانت أكثر انتشاراً، ولكنها تآكلت أو دفنت”.
قاس مسبار إنسايت lnSight التابع لناسا، والذي يتنصت حالياً على الهزات المريخية، زلزالين ناتجين من المنطقة حول الشق، وهو ما يشير إلى وجود نشاط بركاني تحت السطح. وتقع المنطقة أيضاً على بعد 10 كم فقط من أحدث فوهة كبيرة على المريخ، ما يشير إلى احتمال أن يكون النشاط نتيجة لاصطدام حديث.
يقول البروفسور جيفري أندروز هانا Jeffrey Andrews-Hanna، من جامعة أريزونا: “يبدو أن معظم البيانات تحكي القصة ذاتها: المريخ لم يمت”.
https://news.arizona.edu
مع وجود أربعة جوالات آلية عاملة على سطح المريخ، وأسطول من المركبات المدارية، يخضع الكوكب الأحمر لفحص دقيق بنحو لم يسبق له مثيل. وتأتي النتائج الأكثر إثارة عندما يمكن ربط الأرصاد المختلفة معاً. وقد يتناسب النشاط البركاني، مثل النوع الذي وجده الفريق باستخدام بيانات من مركبة مارس ريكونيسانس المدارية Mars Reconnaissance Orbiter التابعة لناسا، مع أرصاد جوالة كيورياسيتي لـ“انبعاث” الميثان، ووجوده المحتمل في الغلاف الجوي.
الميثان الذي ربما نتج من نشاط بركاني، أو عمليات بيولوجية فقط، هو الهدف الأساسي لمركبة تتبع الغازات المدارية Trace Gas Orbiter التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (اختصاراً: الوكالة ESA)، على الرغم من أنها لم تنجح في رصد مثل ذلك حتى الآن.