بول داي الناشر: Hachette
السعر: 20 جنيهاً إسترلينياً
غلاف مجلد فنيا
استمر تطبيق برنامج مكوك الفضاء التابع لوكالة ناسا من عام 1981 إلى عام 2011، وأطلق 135 مهمة، وفي ذلك الوقت كان بول داي Paul Dye هو مدير عمليات التحليق الأطول في مدة خدمته. وبالنسبة إليه، فقد كان المكوك هو “… مركبة فضائية تبدو كأنها طائرة، ويمكنها العودة إلى المدرج… وهذا الشيء الذي كنا نحلم به جميعاً أثناء مشاهدة الرسوم المتحركة صباح أيام السبت وعند مشاهدة أفلام السفر في الفضاء”.
بصوت واضح منذ البداية، يصوغ داي ببراعة قصة سنواته العديدة في العمل في برنامج المكوك حول قصة أوسع لناسا في ذلك الوقت، بما في ذلك تصميم، وتخطيط، وتنفيذ مهام المكوك، فإلى مختبر الفضاء سبيس لاب Spacelab، ومحطة الفضاء مير Mir، ومحطة الفضاء الدولية ISS، وتلسكوب هابل الفضائي. ولكن الشيء الجذاب بشكل خاص في هذه المذكرات هو قصة ذلك الجهد البشري والتخطيط الدقيق وراء كل مهمة من تلك المهمات التي بلغت 135 مهمة.
بدأ مهندس الطيران داي المتخرج حديثاً عمله كمتدرب بعد أن وظفته وكالة ناسا في عام 1980، ثم تدرج عمله في أدوار متعددة داخل برنامج الفضاء الأمريكي، قبل أن يصير في النهاية مدير عمليات التحليق. ويشاركنا داي لحظات مهمة من حياته المهنية كمراقب طيران، ثم مدير، ونجاحاته، وإخفاقاته، لنحصل بذلك على لمحة عن الأعمال الداخلية لوكالة ناسا، وتلك متعة نادرة: زيارته الأولى إلى غرفة التحكم في البعثات، والعمل عبر القاعة من مكتب رواد الفضاء، رحلات إلى روسيا للتخطيط لمهمات المحطة مير، وتدريبه من قبل مدير تحليق مهمة أبولو جين كرانز Gene Kranz، وآخر مهمة للمكوك، إضافة إلى كارثتي تشالنجر وكولومبيا.
يخصص الكتاب فصولاً كاملة لوظائف المركبات الفضائية والميكانيكا المدارية، إضافة إلى قصص ساعات التدريب، وإجراءات وعادات الفرق المشاركة في التحكم بالمهمات؛ لذا يبدو هذا الكتاب مرجعياً وذاتياً بوجه ما، وذلك بفضل مهارات المؤلف الممتازة في الكتابة.
يحفل الكتاب بالحكايات الرائعة من كل مهمة فضائية، ويسمي داي الأشخاص، وخبرة المهندسين، وأوقات ردة الفعل السريع للفرق الفنية، كمقياس حقيقي للنجاح في حياته المهنية، والامتياز الذي حصل عليه بتدريبه من قبل الأفضل والأكفأ. وبالنسبة إلى أي شخص لديه اهتمام عابر برحلات الفضاء البشرية، فهذا كتاب لا بد من قراءته. ★★★★★
– نيما شو Nimah Shaw: مهندسة، ومحاضرة، ومحاورة علوم.