تيري بيرس Terry Pearce
تَرأَّس جمعية كامدن لهواة التلسكوب طوال 38 عاماً
شهدت حلقة برنامج سماء الليل لشهر يناير عودةَ ماغي آديرين-بوكوك إلى صفها السابق لتُعلِّم صنع تلسكوب، والذي يقدمه تيري بيرس Terry Pearce. ويخبرنا هو عن ذلك فيما يلي:
عودة ماغي آديرين-بوكوك Aderin-Pocock، التي تشارك في تقديم برنامج Sky at Night، إلى نادينا أثناء تصوير حلقة جديدة، كانت تجربة مبهجة جدّاً بالنسبة إلي وإلى زميلي سايمون لانغ Simon Lang.
التقينا بماغي أول مرة قبل أكثر من 30 عاماً، عندما حضرت ورش صنع تلسكوب في جمعية كامدن لهواة التلسكوب Camden Amateur Telescope Society، التي ما زلنا نقدمها في مركز الجمعية بمنطقة هايغيت نيوتاون في لندن.
استلمت النادي من صديقي العزيز دوغ دانيلز Doug Daniels عندما كان النادي لا يزال مجرد صَفٍّ لعلوم الفلك، وبعد عدة سنوات من تلقي الأسئلة عن أين يستطيع الطلبة شراء معدات فلكية جيدة، قررتُ أن أُطلق دورات لتعليم كيفية صنع تلسكوب.
وفي السنوات الأولى كان صنع التلسكوب أرخص تكلفة بكثير من شرائه. إذ كان ممكناً صنع تلسكوب عاكس Reflector من قياس 6 بوصات بقيمة تتراوح بين 60 إلى 80 جنيهاً إسترلينياً، مقارنة بعدة مئات من الجنيهات لشراء تلسكوب من قياس مماثل. كان الطلبة يُتمُّون تعلم صنع المرايا في سنة، ثم يمضون السنة التالية في ورشة الأشغال المعدنية في الدور السفلي لتعلم صنع معدات الحامل Mounting والأنبوب Tube. ومع توفر معدات رخيصة نسبيّاً اليوم، فإن الأعضاء اليوم هم أكثر حماسة ورضا لقدرتهم على صنع معداتهم البصرية.
قبل عدة عقود قَبِلنا انضمام طالبة في سن المدرسة إلى دوراتنا: كانت ماغي. وبالتعاون مع سايمون وعضو آخر في الصف، بول كليمنتس Paul Clements، ساعدناها على صنع مجموعة من مرايا تلسكوب كاسغرين Cassegrain بقياس 6 بوصات، لكنها لم تكن بحاجة إلى مساعدة جمّة منَّا، فقد كانت واحدة من أكثر طلبتنا الأكثر كفاءة. وتابعت مشروعها عندما درست في جامعة يونيفيرسيتي كوليج لندن University College London.
كانت لدي فكرة عما يمكن توقعه عندما جاءت ماغي لترانا في برنامج The Sky at Night، إذ كنتُ قد ساعدت مؤخراً متحف العلوم في معرضه ‘مدينة العلوم 1550—1800’ الذي عرض أفلاماً لحرفيين معاصرين منخرطين في عمل لم يتغير مع مرور الزمن.
كان دوري في المشروع هو صنع مرآة من سبيكة معدنية مكونة من نحاس وقصدير تصقل وتلمع إلى درجة عاكسية عالية Polished to a high shine. استغرق التصوير فترة يومين لتغطية جميع مراحل عملية الصقل والتلميع، مع أنني كنت أعرف أن ما سيُعَرض في الفيلم هو في الواقع عدة دقائق فقط.
ومع الأسف، فإن طاقم عمل برنامج The Sky at Night لم يكن لديه وقتٌ كافٍ ليقدمني شخصيّاً أو أعضاءنا الكثر في الفيلم ونحن نصنع المرآة، لكنهم كانوا بالغي اللباقة معنا وتركوني أثرثر. وقد قرروا التوقف بسرعة بعد أن طلبتُ إلى ماغي أن تختبر ‘تجربة اليد الحارة’ Hot hand experiment. بالنسبة إلى صانعي المرايا، هذه التجربة هي تسلية مشوقة، لكن لأي شخص من العالم الأوسع سيبدو كطلب غريب. في الحقيقة، فإن ‘تجربة اليد الحارة’ هي اختبار يضع فيه شخص ما يداً، أو عوداً أو إبرة، أمام شعاع ضوء أثناء اختبار المرآة التي صنعها. ويؤدي الهواء المضطرب إلى تشوه المشهد الهادئ فوراً، وهذا تذكير مناسب بأنه بغض النظر عن مدى جودة صنع وضبط المرآة، فإن الهواء الساخن والمتحرك بيننا وبين النجوم سيتحكم بالنهاية في مشاهدتنا لسماء الليل.
أنا سعيد لعرض دروسنا ودوراتنا في برنامج The Sky at Night. فمن المثير أن نعرف ونرى أن صنع مرآة تلسكوب فلكي هو أحد أكثر الأعمال دقة وحساسية، ونحن نفعل هذا بإستخدام تقنيات عُمرُها مئاتُ السنين.