رقصة قمري كوكب نبتون المذهلة
تساعد حركات تابعي العملاق الجليدي نبتون على الحفاظ على استقرار مداريهما
ينتظم اثنان من أقمار كوكب نبتون الداخلية في ‘رقصة تباعد’ Dance of avoidance في سماء نبتون. فقد كشفت عملية تحليل حديثة لصور التقطها تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope مدار إحدى حركات انزياح القمر، وهو ما يشير إلى عبوره من مسافة أبعد عن القمر الآخر مما كان سيفعل بخلاف ذلك.
لنبتون، وهو أبعد الكواكب عن الشمس، 14 قمراً معروفاً، بما فيها القمرين ثالاسا Thalassa وناياد Naiad اللذين يبلغ طول قطر كل منهما 100 كم تقريباً. وتستغرق دورة ناياد عدة ساعات فقط حول نبتون، فيما يحتاج ثالاسا إلى 30 دقيقة إضافية. وعندما يعبران قرب بعضهما، يجب أن تكون المسافة بينهما 1,850 كم فقط. لكن مدار ناياد يبدو أنه يتأرجح إلى الأمام والخلف. وفي كل مرة يدرك فيها ثالاسا الأبطأ منه، ينحرف مدار ناياد بعيداً، بحيث لا يقترب الثنائي من بعضهما إلى مسافة تقل عن 3,540 كم.
وإذا كنت تقف على سطح القمر ثالاسا؛ فسترى القمر ناياد يعبر في اتجاهات مختلفة الميل بدرجة كبيرة، بحيث يعبر مرتين فوق ثالاسا، تتبعها مرتان تحته.
تقول مارينا بروزوفيتش Marina Brozovic، العالمة في مختبر الدفع النفاث JPL، والتي قادت الدراسة: «نشير إلى هذا النمط الحركي المتكرر باسم الرنين المداري Resonance. وهناك أنواع مختلفة كثيرة من ‘الرقصات’ التي يمكن للكواكب والأقمار والكويكبات أن تؤديها، لكن هذه رقصة لم يسبق رصد مثلها من قبل».
يعتقد العلماء أن قمري نبتون وقعا في هذا النمط الحركي عندما التقط الكوكب قمراً أكبر بكثير، هو ترايتون Triton، وهذا ما أحدث اضطراباً في توازن الجاذبية Gravitational balance بين أقماره الموجودة قبلاً.
ويقول مارك شوالتر Mark Whowalter، من معهد أبحاث الحياة العاقلة خارج كوكب الأرض SETI، والذي شارك أيضاً بجزء من الدراسة: «نشعر بالإثارة دائماً لاكتشاف هذه الارتباطات المتبادلة بين الأقمار. من المحتمل أن ناياد وثالاسا كانا قد ارتبطا معاً بهذه الصورة منذ وقت طويل جدّاً؛ مما جعل مداريهما أكثر استقراراً. إنهما يحافظان على السلام بينهما من خلال عدم الاقتراب مطلقاً إلى مسافة قريبة جدّاً من بعضهما».