علم الفلك كدواء
يكشف عازف موسيقى الروك جاك ستيدمان Jack Steadman عما تعنيه سماء الليل له
إن علم الفلك مصدر إلهام لكثيرين، لكنه بالنسبة إليَّ هو دواء لصنع الموسيقى. الموسيقى هي شيء ذاتي جداً: يمكنك أن تمضي في التساؤل: ”هل هذا صحيح أو خطأ؟ هل هذا جيد أو سيئ؟“. لكن علم الفلك كله هو شيء موضوعي جداً. عندما كنت أدرس علم الفلك في الجامعة المفتوحة، أحببت الرياضيات، وطرق حل المشكلات، والحصول على إجابة راسخة في النهاية. غير أنك لا تحصل على ذلك دائماً مع الموسيقى.
الشيء المميز في علم الفلك بالنسبة إليَّ هو أنه يجمع تلك الموضوعية مع شيء رومانسي جداً وغامض جداً. لقد اهتممتُ بالمذنّبات خاصةً كجزء مقرر مطلوب لأني وجدت شيئاً بالغ الرومانسية مع هؤلاء الزوار الصغار الذين يأتون هنا ويقولون ”مرحباً“ من حين إلى آخر ثم يختفون وراء ملايين الأميال. ومن المؤكد أن ما رأيتُه منهم يوجد الآن على الطرف الآخر من المجموعة الشمسية!
لم أتمكن من إنهاء البرنامج الدراسي. لقد التزمت على مدار عام، ثم قررتْ الفرقةُ العودةَ للعمل معاً [صدر الألبوم الخامس للفرقة، بعنوان Everything Else Has Gone Wrong، في العام 2020]؛ ولكن لأنها الجامعة المفتوحة، فلدي وقت طويل لإنهائها. لذلك ربما أستطيع إكمالها في جولة. أحمل منظاري المزدوج على الطريق، وحصلت على تلسكوب، والذي ربما يجب عليّ إحضاره معي في الحافلة السياحية أيضاً.
الشيء الجميل في التجوال هو أنك تجد نفسك أحياناً بالقرب من سماء معتمة. لقد قدمنا عروضاً موسيقية في فينيكس، أريزونا، ويمكنك أن تقطع مسافة قصيرة خارج المدينة وتشاهد تلك السماء المذهلة هناك. إنها طريقة رائعة للسفر حول العالم ورؤية سماوات مختلفة.
لقد كان المنظار المزدوج هو أول ما أدخلني في علم الفلك. كنت قد اشتريته لمراقبة الطيور، ثم ذات ليلة فتحت نافذتي وفكرت في أن أنظر في سماء الليل. أول شيء رأيتُه هو عنقود الأخوات السبع Seven Sisters، أي الثريّا Pleiades، ولم أستطع التوقف عن التحديق فيه!
لو أنني شاهدت شيئاً أقل إثارة، فربما كنت سأترك المنظار جانباً مرة أخرى، ولكن شيئاً ما أدى إلى شيء آخر، وحصلتُ على التلسكوب وبدأتُ في دراسة علم الفلك لقد كنت مهووساً تماماً! أعتقد أن ما جذبني هو ذلك الهدوء والصفاء في السماء. أعيش في لندن وهي مدينة مزدحمة جداً في الليل، والسيارات تطلق ضجيجها، مع كل الأصوات الأخرى. لكن النظر عبر عينية التلسكوب يوقف كل شيء.
ولاحقاً، الشيء الذي أحببته في رصد سماء الليل لم يكن تلك اللحظة فقط، بل أيضاً ذلك الشعور بالبحث عن شيء ما ثم العثور عليه فعلاً. أعتقد أن هذا أمر يبعث الرضا بالفطرة للبشر. لقد أحببتُ وجود الخريطة السماوية والمصباح الأحمر والتجوال بين أجرامها. إنه مثل قراءة خريطة نظام تشغيل، وهو شيء آخر أجده مُرضِياً جداً.
أعتقد أنني الآن مرتاح أكثر، بسبب مشاهدة تلك الأشياء البعيدة جداً، وإدراك مدى صغر حجمك. أنا سعيد جداً بذلك؛ أعتقد أن هذا شيء صحي تماماً. وهذا إغراء فلكي رائع لأي إنسان هناك، لأن يشعر بهذه الرؤية في حياته.
مغني وعازف غيتار في فرقة الروك البريطانية Bombay Bicycle Club. الألبوم السادس للفرقة بعنوان: My Big Day صدر حديثاً.
تعليق واحد