أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاءمجال الرؤية

اختراعات الفضاء التي لم تنجح تماماً

منطادٌ على كوكب الزهرة؟ يُلقي جوناثان باول نظرة على أفكار غريبة للرحلات الفضائية

جوناثان باول Jonathan Powell:
كاتب ومذيع مستقل. كان مراسلاً سابقاً في إذاعة BBC في ويلز، وقد ألف ثلاثة كتب في علم الفلك. وهو حالياً كاتب عمود عن علم الفلك في صحيفة ساوث ويلز آرغوس South Wales Argus

إن القول بأن “الحاجة هي أم الاختراع” معروف لنا جميعاً، وقد ظهر كثير من الأفكار العظيمة في لحظات “وجدتها” (يوريكا). ومع ذلك، وبغض النظر عن مكثف التدفق العبقري في فيلم العودة إلى المستقبل Back to the Future، فقد كانت هناك، وستظل، بعض الأفكار الذكية التي لم تتحقق إمكاناتها قط، وخزانة ملفات أفكار الفضاء مكتظة بها.

فلنأخذ “مصعد الفضاء”

Space elevator (الكناية مقصودة). اكتشف آرثر سي. كلارك Arthur C Clarke هذه الفكرة أول مرة في روايته ينابيع الفردوس

The Fountains of Paradise في العام 1979، حيث تصور برجاً هائلاً يصل إلى الفضاء. كانت الخطة تهدف إلى تجاوز جاذبية الأرض، ليمكن من ثم، باستخدام المصعد الفضائي، توصيل المواد والإمدادات إلى ارتفاع يبلغ نحو 36,000 كم في مدار متزامن مع الأرض.

المصعد الفضائي، جنباً إلى جنب مع الفكرة الموازية لـ“خط الفضاء” Spaceline- التي تقترح كابلاً مرتبطاً من سطح القمر إلى الغلاف الجوي للأرض- هما بالتأكيد فكرة ذات قيمة. ومع ذلك فإن محطة الفضاء الدولية، جنباً إلى جنب مع شغف الجنس البشري لدفع الأشياء من الأرض إلى الأعلى، قد ألغت بمرور الوقت الحاجة إلى تطوير مثل هذه الاختراعات.

ثم هناك “مدفع الفضاء” Space gun، أو “مدفع فيرن” Verne gun (على اسم جهاز الإطلاق الخيالي للروائي جول فيرن Jules Verne)، الذي يدفع المركبة إلى الفضاء بطريقة المدفع تقريباً، ولكن من دون شبكة أمان كما في السيرك. اكتسبت هذه الفكرة اهتماماً جاداً بعض الوقت، لا سيما في إطار المشروع HARP (مشروع أبحاث الارتفاعات العالية High Altitude Research Project) الأمريكي، وسلسلة اختبارات مارتليت Martlet التي أُجريت عليه في أوائل ستينات القرن العشرين، لكن الفكرة لم تنطلق فعلاً.

فكرة “ترام النجوم” StarTram لم تمت بعد، ولكنها تظل موضع تساؤل. سيستخدم النظام، الذي يقع على الأرجح على قمة جبلية عالية، الرفع المغناطيسي Magnetic levitation

(أو Maglev)، إذ تتنافر مجموعتان مغناطيسيتان وتدفعان دفعاً متساوياً لرفع جسم ودفعه إلى الأمام. يمكن للمرء أن يتخيل ذلك مثل دفع حبة طماطم بسرعة في خرطوم ولكن من دون لمس جوانبه.

مع سيادة مكوك الفضاء الأمريكي في السماء، يشعر المرء بالحزن إلى حد ما على النسخة السوفييتية التي طُوِّرت كمنافس محتمل. جرى بناء واختبار المكوك بوران BURAN، ويعني الاسم “عاصفة الثلج”، ولكن كان هذا الاختبار هو جلَّ ما بلغه المشروع.

أما المبدأ التشغيلي عالي الارتفاع على كوكب الزهرة High-Altitude Venus Operational Concept (اختصاراً: المبدأ HAVOC) المشكوك فيه، فهو فكرة تهدف إلى إرسال مناطيد تجريبية مملوءة بغاز الهليوم تحلق عبر غلاف الزهرة الجوي. يمكن للمرء أن يتوقع أن يكون المتقدمون إلى وظائف طاقم رواد الفضاء نحيفين على السطح في يوم التوظيف.

ومع ذلك، من أجل تقدير فكرة الاختراع بالكامل حقَّ قدرها، يجب على المرء أن ينظر إلى المخترع: ليس الشركات الكبيرة، بل الفرد الوحيد- شخص لديه عقل إبداعي رائع، شخص موجود بالفعل!

لا تنظر أبعد من المخترع البريطاني رولاند إيميت أوبي Rowland Emett OBE (1906-90) ودراجته القمرية المذهلة، والتي تستحق أعلى الثناء عند دراستها. مع مجرفة التراب المتحركة وفرشاتها لجمع غبار القمر، ووحدة مقارنة أجبان للتحقق من تركيب الأطعمة التي يُفترض وجودها على الجانب المظلم من القمر، وقطة لمطاردة فئران القمر، فاختراع إيميت كان سيكون بالتأكيد التطوير التالي على تكنولوجيا مشروع أبولو Apollo التابع لناسا بعد حدث “خطوة صغيرة للإنسان….” في العام 1969. إن رولاند إيميت، بروحه اللطيفة، هو من يلخص المعنى الحقيقي لكلمة “اختراع”… ونتمنى للاختراعات أن تستمر طويلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى