أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاءفلك وعلم الكونيات

اصطياد الشهب

نشأت شبكة رصد للشهب في المملكة المتحدة انطلاقاً من رغبة ريتشارد كيسيريك بالتقاط أحدها

لم تكن لدى ريتشارد كيسيريك Richard Kacerek نية تأسيس شبكة لرصد الشهب، ولم يخطط لذلك. ومع هذا، فهو أحد مؤسسي شبكة المملكة المتحدة لرصد الشهب United Kingdom Meteor Observation Network (اختصارا: الشبكة UKMON, ukmeteornetwork.co.uk) التي هي مجموعة من هواة فلك يستخدمون كاميرات الفيديو لرصد وتسجيل الشهب التي تلمع في سماء الليل.

يقول كيسيريك: “لم يكن هدفنا تأسيس شبكة. ما حصل هو محض صدفة. كنت أريد فقط أن أصطاد الشهب. عندما بدأت في عام 2012 بنشاط اكتشاف الشهب، لم يكن هناك في المملكة المتحدة سوى آلة تصويري، وأخرى في فرنسا”.

وسرعان ما بدأ يتحدث في لقاءات فلكية محلية، ويساعد الآخرين على إعداد وتوجيه كاميراتهم. ولم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ العمل مع عشرات الأفراد لرصد الشهب.

يقول كيسيريك: “يحب الناس حقيقة أنك تبدأ تشغيل كاميرتك في المساء، ثم تأتي صباحاً لترى ماذا التقطت. ففي بعض المرات ستجد أنك قد التقطت مشهد كرة نارية Fireball هائلة. وهذه فرصة رائعة لأنها ستشتهر إعلامياً، وتجعلنا جزءاً من الأخبار. إنه شيء يشبه صيد سمك فلكي Astrofishing، لأنك لا تعرف ماذا ستصطاد”.

ومع وجود الكثير من المشاركين، فقد صارت الشبكة UKMON قادرة على تسجيل عدة أرصاد للشهاب الواحد، وتحديد موضعه بدقة، وهو ما يزيد الفائدة العلمية للرصد. ومع أن الفريق يتعاون مع مؤسسات مثل جامعة باث Bath University، والمنظمة العالمية للشهب International Meteor Organisation، إلا أن العلم ليس هو الهدف الرئيس للشبكة”.

يقول كيسيريك: ” كانت هذه هواية تحولت إلى مشروع لعلوم المواطن Citizen Science، لكن أصل الفكرة ما زال هو ممارسة هواية. فإذا كنت تستمتع بهذا النشاط، فهذا هو المهم، وهذه هي سياستنا العامة”.

في السنوات القليلة الماضية عملت الشبكة UKMON مع متحف التاريخ الطبيعي Natural History Museum بهدف إدخال الكاميرات إلى المدارس، وإلى المتحف ذاته أيضاً، وذلك لأن هواية صيد الشهب هي طريقة رائعة لدفع الأطفال للاهتمام بعلم الفلك والعلوم عامة.

يقول كيسيريك: “كان سبب بداية اهتمامي بعلم الفلك هو أنني كنت أنظر إلى الأعلى واستمتع بمشهد سماء الليل، وهي تجربة بدأت تكون نادرة الآن. فحاليا، ومع انتشار التلوث الضوئي، أعتقد أن هذا الجيل يخسر الكثير”.

لحسن الحظ، تستطيع كاميرات رصد الشهب أن تعمل عن بعد، ويمكن وضعها على الأسطح، أو في زوايا مهجورة مصوبة باتجاه بعيد عن مصادر الضوء المؤذي للرصد.

يقول كيسيريك: “إذا كنت تريد التقاط الشهب، فيجب أن تنضم إلينا. نعلم أن التلسكوبات الجيدة غالية الثمن، ولكن بالنسبة إلى رصد الشهب، فقد استطعت الحصول على كل ما احتجت إليه مقابل 500 جنيه إسترليني فقط. وكان ذلك جيدا جدا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى