أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أحدث التطورات

الفُوهات المزدوجة هي دليل على نهاية كويكبات مزدوجة

تخبرنا الفوهات الصدمية بالشيء الكثير عن كويكبات يستحيل رصدُها بطرق أخرى

تثير الفوهات المزدوجة بعض الفضول: فهي أكثر من مجرد فوهتين تشكلتا جنباً إلى جنب. بل يُعتقَد أنها نشأت في وقت واحد نتيجة لاصطدام كويكب ثنائي جِرم أكبر يدور حوله تابع طبيعي له. ويُعتقد أن ما يقرب من 15% من جميع الكويكبات الصغيرة يدور حولها قمر صغير تابع، ولذا فإن الفوهات المزدوجة، التي تشكلت نتيجةَ اصطدام بكويكب وقمره في الوقت ذاته، هي شائعة نسبياً في الواقع.

بناءً على ذلك يمكن للفوهات المزدوجة أن تخبرنا أيضاً بشيء بالغ الفائدة عن تعداد الكويكبات الثنائية Double craters. يمكن اكتشاف الكويكبات الثنائية في الفضاء حالياً مباشرة باستخدام الرادار، ولكن هذا ممكن فقط مع الكويكبات القريبة من الأرض. ويمكن أيضاً استنتاج وجودها من رصد تغيُّر التغير الدوري في سطوعها، وقياسه تلسكوبياً. لكن هذا لا يعمل جيداً إلا مع الكويكبات الثنائية التي تفصلها مسافة صغيرة بعضها عن بعض، ويجب أن يدور قمرها في مدار يواجه الأرض. ولذا فإن هذه التقنيات الرصدية تعاني تحيزاتٍ كبيرة لأنواع الكويكبات الثنائية التي يمكنها العثور عليها.

غيرَ أن النظر إلى الفوهات المزدوجة التي تشكلت عندما اصطدمت هذه الكويكبات التوأمية بأسطح الكواكب يكشف عن مزيد من المعلومات حول تعداد الكويكبات الثنائية في المجموعة الشمسية. فقد وجدت دراسة حديثة لسطح كوكب المريخ، على سبيل المثال، 150 مثالاً للفوهات الثنائية.

اصطياد التوائم
يركز بحثُ هذا الشهر على سطح أكبر كويكبين، سيريس Ceres وفِستا Vesta، اللذين أمكن تصويرُهما ورسم خرائط عالية الدقة لهما باستخدام المسبار دون Dawn التابع للوكالة ناسا. بدأ الفريق بقيادة كاريانا هيريرا Carianna Herrera، التي كانت في ذلك الوقت طالبة تُعِد لنيل درجة الماجستير في جامعة كوت دازور في فرنسا بقواعد بيانات تضم ما يقرب من 45,000 فوهة على الكويكب سيريس، ونحو 12,000 فوهة على الكويكب فِستا. وقد بحثوا عن فوهات قريبة المسافة بعضها من بعض تبدو أنها تشكلت في وقت واحد، بناءً على وجود جدار مستقيم تتلامس عنده الفوهات المتجاورة، وعلى غياب العلامات التي تشير إلى امتلاء جزئي لإحدى الفوهات بمادة مقذوفة من فوهة أخرى. وقد استبعدوا أزواج الفوهات التي تبدو إحداها أقل سلامة بوضوح، ومن ثم أقدم عمراً بكثير من الأخرى.

”تشير الفوهات إلى وجود كويكبات ثنائية يكون الشريكان فيها متساويين تقريباً في الحجم ومنفصلين نسبياً“

حدد الفريق مجموعة من 39 فوهة ثنائية على سيريس و18 على فِستا، ثم درسوا معالم هذه الفوهات المزدوجة، مثل مسافة الفصل بين الاثنتين والأحجام المستنتَجة للجسم الصادم الأصلي وقمره. وقد وجدوا أن هذه المعالم تمثل تلك التي وجدت للفوهات المزدوجة على المريخ. ولكن الأهم من ذلك، أن هذه الأجسام المكونة للفوهات الثنائية هي مختلفة تماماً عن مجموعة الكويكبات الثنائية المعروفة من الأرصاد. تشير الفوهات على سيريس وفِستا (والمريخ أيضاً) إلى كويكبات مزدوجة يكون الشريكان فيها متعادلين تقريباً في الحجم ومنفصلين نسبياً.

البروفيسور ليويس دارتنل
عالم أحياء فلكية في جامعة ويستمينستر
وكما رأينا في الأعلى، فبسبب التحيزات الرصدية، فإن الكويكبات الثنائية المكتشفة في المجموعة الشمسية غالباً ما تكون أزواجاً مختلفة بدرجة كبيرة في الحجم، وفي مدارات قريبة بعضها حول بعض. ومن ثم فإن الفوهات الثنائية التي درستْها هيريرا هي آثار خلفتها أجرام تبخرت منذ زمن طويل. وهي تكشف عن مجموعة من الكويكبات التي لم ترصد بعد في الفضاء.

ليويس دارتنل كان يقرأ… Binary Craters on Ceres and Vesta and Implications for Binary Asteroids by Carianna Herrera et al. – اقرأها على الرابط: arxiv.org/abs/2405.18460

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى