أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
كتب فلكية

كتب فلكية

مراجعة كتب جديدة في علوم الفضاء والفلك

الحياة السرية للكون

تأليف: ناثالي أ. كابرول
الناشر: Simon & Schuster
السعر: £22 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى

تحتوي مجرتُنا، درب التبانة، على ما يقدر بـ 100 بليون نجم. وتشير بيانات عدد كبير من التلسكوبات والمركبات الفضائية إلى أن كثيراً منها لديه أنظمة كوكبية، ومن ثم فإن بلايين الكواكب النجمية (كواكب تدور حول نجوم خارج مجموعتنا الشمسية) توجد في جوارنا المجرِّي. وعلى الرغم من كل هذه الكواكب النجمية الرئيسة فنحن لم نكتشف بعد وجودَ حياة عليها، كما لم نعثر على دليل يشير إليها، خارج ”نقطتنا الزرقاء الباهتة“. فهل تكون الأرض هي المهد الوحيد للحياة في الكون؟ هل يمكن أن نكون وحدنا فعلاً؟

في كتابها الحياة السرية للكون The Secret Life of the Universe، تقدم ناثالي كابرول Nathalie Cabrol جولة إرشادية خبيرة في بحث البشرية عن حياة خارج الأرض، وتصف النظريات الحالية حول ماهية الحياة، والمكونات التي تحتاج إليها، وكيف ومتى بدأت هنا على الأرض. وبتسلُّحنا بهذه المعارف نمضي في رحلة تبدأ مع مجموعتنا الشمسية، وننظر في ظروف الكواكب الأرضية الشقيقة الأخرى، الزُّهَرة والمريخ، حيث ربما وُجدت عليها بيئات صالحة للحياة ذات زمن، وربما لا تزال توجد هناك واحات للحياة. ثم تأخذنا القصة أبعد إلى الخارج، لتكشف عن العوالم الجليدية الكثيرة ذات المحيطات الخفية التي تدور حول كواكبنا الغازية والجليدية العملاقة، بل ربما حتى تلك التي تدور بين أجرام حزام كايبر Kuiper Belt كما يُعتقد أن هذه هي الحال بالنسبة إلى بلوتو. لقد أحدثت هذه الأجرام ثورة في نظرتنا إلى المناطق الصالحة للحياة حول النجوم، بحيث إنه يجب علينا الآن عندما نبحث عن الحياة خارج المجموعة الشمسية أن نلقي شباكَنا على نطاق أوسع بكثير.

وفي بقية الكتاب يزود القارئ بملخص موجز للجهود المبذولة من أجل البحث عن عوالم صالحة للحياة، وعن حياة، وحتى حضارات خارج المجموعة الشمسية، في حين تلقي كابرول نظرة أيضاً على بعض الكواكب النجمية الغريبة والرائعة التي عثرنا عليها إلى الآن. ومع توسع آفاق صلاحية الحياة يجري تسليط الضوء على الطبيعة الرائعة والحساسة لكوكبنا الأرضي، وتبدو الرسالة الأساسية لنا عبر الكتاب بصورة تحذير: يجب أن نغير أسلوبنا، وأن نبدأ في رعاية هذا الكوكب، لأنه ومن المرجح أن يظل هو العالم الوحيد الصالح للحياة في متناول يدنا.

يقدم كتاب الحياة السرية للكون قراءة ممتعة، ويعرض لنا حقلاً علمياً مثيراً ومتسارع التقدم. ومن المؤكد أنه سيأسر القارئ من بدايته إلى نهايته. 

*****

بيني فوجنياكيفيتش Penny Wozniakiewicz: محاضِرة في علوم الفضاء، في جامعة كنت University of Kent. 


دليل علم الفلك دليل فلكي

تأليف: غوفرت شيلينغ
الناشر: Black Dog & Leventhal
السعر: £25 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى 

هناك شيء مناسب بالفعل لكل هاوٍ فلكي في كتاب دليل علم الفلك The Astronomy Handbook، الذي يحتوي على 256 صفحة وعلى 150 صورة ملونة بالكامل عبر صفحاته الصقيلة. لقد ألَّف غوفرت شيلينغ، وهو كاتب وصحافي علمي هولندي يكتب في علوم الفلك، وحاز جوائز، أكثرَ من 50 كتاباً تغطي موضوعات مختلفة في علوم الفلك. وسيكون هذا الكتاب، بغلافه المقوى، أحد كتبك المفضلة بسرعة.

ينقسم هذا الدليل إلى 6 أقسام مرمزة بالألوان، وهو مقدمة رائعة لكل ما يتعلق بسماء الليل، بدءاً بما نستطيع رؤيته وصولاً إلى ما لا نستطيع؛ وكيفية مراقبة السماء، ومعدات الرصد التي قد تحتاج إليها. إذا كنت لا تعرف الفرق بين التلسكوب الكاسر والعاكس، أو من أين تبدأ في التقاط صور لسماء الليل، فلا تقلق فالمؤلف شيلينغ يغطي لك هذه الأمور. ستساعد خرائط السماء المفيدة التي أنتجها الراحل الكبير ويل تيريون Wil Tirion الراصدَ الفضوليَّ في العثور على طريقه في سماء فصول العام، وحتى مشاهد القمر. لقد أفاد المؤلف من كل شبر من صفحات الكتاب، وملأها بالنصوص والرسوم البيانية، في حين تذيل أسفل كل صفحة حقيقة موجزة عن الموضوع المطروح.

ولكن هذا الكتاب ليس مجرد دليل للراصدين. إذ يتعمق شيلينغ في تاريخ علم الفلك، ويشرح بسهولة أصعب موضوعاته، بما في ذلك الانفجار الكبير (العظيم) Big bang، والمادة المعتمة (المظلمة) Dark matter، وكيف بدأت الحياة. ومن الكواكب إلى الشمس والمذنّبات والسُّدُم، وحتى الأجسام الطائرة المجهولة، سرعان ما تدرك أن شيلينغ لم يألُ جهداً في وضع كتابه الرائع هذا الذي لا غنى عنه. 

*****

كاترين راينر Katrin Raynor: كاتبة وزميلة في الجمعية الفلكية الملكية.


في قصر راصدي النجوم

تأليف: فيوليت مولر
الناشر: Oneworld
السعر: £25 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى 

لقد رسم جيرارد ميركاتور Gerard Mercator الخرائط، ورسم جون دي John Dee الكوكبات الفلكية، ورسم تيكو براهي Tycho Brahe النجوم. ولكن كل هؤلاء فعلوا أكثر من ذلك بكثير، وتشابكت حياتهم وحياة آخرين مثلهم بأوجه غير متوقعة. وعلى نحو غير معتاد في كتاب عن العلوم في القرن السادس عشر، لم يُذكَر كوبرنيكوس Copernicus إلا نادراً. وبدلاً من ذلك، يُركّز الكتاب على صُناع الآلات وعلماء الفلك والنبلاء الأقل شهرة الذين سكنوا شمال أوروبا، وبنوا مراكز وشبكات علمية، وهذا سمح للعلم بالتقدم والازدهار.

تأخذنا مولر عبر سلسلة من المواقع الرئيسة في أوروبا، حيث نلتقي مهتمين يبحثون عن طرق لكسب العيش أو تمكين العلوم. ساعد صعود البروتستانتية والطباعة في إعطاء سياق لكيفية تلقي الأفكار وتطويرها، وكيف زاد عدد القراء والمتابعين من الناس. هناك توازن بين قصص أولئك الذين يعتمدون على الرعاية والتجارة لتمويل أنشطتهم العلمية، ورعاة الأعمال والأنشطة الذين ساعدت مصالحهم على إنشاء المجموعات والشبكات.

هذا الكتاب هو مقدمة رائعة إلى فكر القرن السادس عشر، حيث يكشف عن عدد كبير من الروابط بين الشخصيات التي لم أكن أعرفها إلا كمهتمين مستقلين. لقد نجحت مولر ببراعة في وضع هذه الشخصيات في إطار سرد تاريخي متماسك، لا يقدم أولوية المعرفة العلمية على المعرفة الدينية أو الفلكية (بما يتماشى مع العصر)، بل يُظهِر ترابطهما المتبادل. لقد ذُكرت الزوجات والأخَوات في هذه الرواية، على الرغم من وجود مجال لمؤلفين مستقبليين لتوسعة نصيبهن من القصة.

هذا الكتاب هو قصة جيدة السرد عن إنتاج المعرفة وانتشار الأفكار في أوروبا في القرن السادس عشر، التي تعطي صوتاً لشخصيات غير معروفة في صناعة الآلات والكتابة والطباعة، وكانوا يصنعون موجات التغيير في الوقت الذي كانت فيه صناعاتُهم في بداياتها. 

*****

إيميلي وينتربيرن Emily Winterburn: مؤرخة علمية، ومؤلفة كتاب الثورة الهادئة لكارولين هيرشل The Quiet Revolution of Caroline Herschel.


تاريخنا الكوني

تأليف: تيم كولسن Tim Coulson
الناشر: Michael Joseph
السعر: £30 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى

إن وجود الحياة نفسها على الكواكب يبدو أمراً قليل الاحتمال. وفي الواقع تبدو العوامل التي تسمح بوجود البشر، ومعهم جميع أشكال الحياة على الأرض، عوامل دقيقة جداً. ويخلص العلم حالياً إلى أن الحياة مجرد نتيجة حتمية لقوانين الفيزياء. يتناول كتاب تاريخنا الكوني هذه القضايا ذاتها. فكيف أمكن للكون، بعد 13.8 بليون سنة من تطوُّره، أن ينتج البشر، وهم مجموعات من الجزيئات القادرة على التأمل في وعيها الخاص؟

إن رحلة الاكتشاف التي نواجهها طويلة ومعقدة. فعلى المستوى المجهري نتعلم كيف تنتج قوى الطبيعة بنى ذرية تفضي إلى كل من آليتي اشتعال الأفران النووية في النجوم وإطلاق العمليات الكيميائية الحيوية. وعلى المستوى المادي ندرس تطور الكون والمجرّات وكيف يمكن للنجوم أن تحتضن حياة ثمينة. ثم نتعمق في الميكانيكا المعقدة بنحو لا يصدق للكيمياء الحيوية: طي الجزيئات، والتلاعب بها، واستنساخها؛ ونتتبع أصولنا حتى ظهور الإنسان الحديث ونمضي إلى مجالات من العلم هي أكثر ذاتية، مثل طبيعة الوعي، والعوامل المجتمعية في التطور البشري.

يغطي هذا الكتاب كثيراً من المجالات، ويشمل كل العلوم تقريباً علم الكون، والفلك، والفيزياء الكمّية، والجيولوجيا، والكيمياء الحيوية، وعلم الأحافير، وعلم الاجتماع، وعلم الأعصاب؛ وموضوعات لا حصر لها. ومع ذلك يبدو النص غير مثقل بمصطلحات العلوم، في حين توصف الموضوعات الأكثر غموضاً بمهارة وصبر. وإن أي شخص يهتم بمعرفة مكاننا في الكون، وكيف سمح الكون بوجودنا، بل حتّمه، سيجد هذا الكتاب رائعاً وغنياً. 

*****

آلاستير غان Alastair Gunn: عالم فلك راديوي في مركز جودريل بانك للفيزياء الفلكية.


مقابلة مع المؤلفة
ناثالي كابرول Nathalie Cabrol

أين يمكن أن نجد الحياة في المجموعة الشمسية؟
أحد أهم الاكتشافات التي توصلنا إليها في الـ 50 سنة الأخيرة هو أن قابلية الحياة لا تقتصر على المنطقة الصالحة لها (حيث يمكن للماء السائل أن يوجد مستقراً على سطح ذلك العالم). فقد يكون ذلك العالم خارج المنطقة الصالحة للحياة، ومع ذلك فهو ما زال يتمتع ببيئة صالحة لها. وقد تكون الحياة ممكنة عليه إذا وجد الماء والطاقة والمغذيات ومصدر للكربون، ومأوى يحميها. وتُعَد الأجرام مثل المريخ ويوروبا وانسيلادس وتايتان من الأماكن المُرشَّحة الأكثر احتمالاً؛ ويمكن لأماكن أخرى أن تظهر مفاجآت أيضاً.

ماذا يقول لنا علم الكواكب النجمية؟
لقد غيّر اكتشاف الكواكب النجمية هذا المجال. فهي تظهر لنا كثيراً من البيئات والعوالم الكوكبية المختلفة: بعضها جامح وعدائي، في حين أن بعضها الآخر قد يكون أكثر قابلية للحياة من كوكبنا. يسمح لنا رصد الأنظمة الكوكبية الأخرى بفهم أفضل لكيفية آلية نشوء كوكبنا، ومعنى قابلية الحياة، وما عتباتها وحدودها، وهذه معارف أساسية عن كوكبنا المتغيِّر.

كيف أمكن للحياة أن تنشأ في وقت مبكر؟
ما زلنا في حاجة إلى معرفة هذا؛ فليس لدينا سوى نقطة واحدة من البيانات، هي نحن. وما قد صار أكثر وضوحاً هو أن الحياة هي عملية وليست شيئاً. إنها عملية تنتقل من مادة غير عضوية إلى مادة الحياة. ونحن نعلم على وجه اليقين أنه عندما بدأت هذه العملية على كوكبنا، فقد تغير كل شيء. وكان ظهور الحياة بمنزلة بَدء ”التطور المشترك“، حيث تؤثر الكائنات الحية وبيئتها بعضها على بعض، وتعدل بعضها بعضاً بمرور الوقت. ومنذ ذلك الحين، صار كوكبنا كوكبا حياً ”يتشابك“ عليه كلاهما.

ناثالي أ. كابرول Nathalie A Cabrol: عالمة أحياء فلكية، ومديرة مركز كارل سيغان في معهد SETI.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى