الظواهر البصرية الجوية
كيف تُعالج صورَك لتُظهر الهالات، وأقواس الضوء، والشموس الكاذبة، والأقمار الكاذبة
معظم الناس تقريباً رأى قوس قزح، لكن قلة قليلة منهم تمكنت من رؤية أي نوع من المعالم البصرية الجوية المختلفة، على الرغم من تكرار حدوثها. تتشكل هذه الهالات والأقواس عندما ينكسر ضوء الشمس (أو ضوء القمر) عبر بلورات جليدية صغيرة سداسية الشكل في طبقات السحب الرقيقة، التي توجد على ارتفاع 5 10 كم. ينكسر شعاع الضوء مرة عند دخوله، ومرة أخرى عند خروجه من بلورات الجليد، وهذا يسبب انحراف أشعة الضوء وتشتُّتها لتشكل الهالات والأقواس الضوئية. تُظهر بعض الأقواس فواصل ملونة، في حين يبدو بعضها الآخر بلون أبيض.
المعالم البصرية الجوية جميلة ورائعة للرصد. ومع أن تصويرها قد يكون صعباً بسبب وهج الشمس، إلّا أن الكاميرات يمكنها التقاط هالات وأقواس ضوئية خافتة أكثر مما يمكن رؤيته بالعين المجردة. وقد يكون هناك مزيد من التفاصيل الباهتة مختبئاً في صورك أيضاً، وهي تفاصيل يمكن كشفها من خلال تطبيق طريقة طرح الألوان Colour subtraction التي سنتعرف عليها هنا الآن.
1. يجب أن يكون الناتج بتدرج رمادي، لذا تأكد من تحديد
صندوق ’Monochrome‘ في نافذة مزج القنوات.
2. قد تتطلب الهالات البيضاء إعدادات مختلفة لإظهارها،
لذا عليك تجربة أشرطة تمرير القنوات الملونة.
3. للحصول على نتائج أفضل مع صور الصيغة JPEG،
حاول طرح القناة الحمراء من القناة الخضراء.
أسهل طريقة لتنفيذ طرح الألوان هي استخدام خلاط القنوات Channel mixer في برنامج Photoshop. نستعرض هنا الخطوات التي استخدمناها لمعالجة الصورة الأولية (أعلى اليمين) للكشف عن قوس تماسي علوي بارز بوضوح، وقوس باري Parry arc خافت، والشموس الكاذبة Parhelia (Sundogs) وقوس سمتي محيطي خافت Circumzenithal arc. في هذا المثال استخدمنا البرنامج Photoshop CS2، ولكن يمكن اتباع الخطوات ذاتها باستخدام إصداراته الحديثة. لا تستطيع الإصدارات القديمة من البرنامج Photoshop فتح الملفات الخام، ولكن يمكنك استخدام برنامج مجاني مثل FastStone Image Viewer لحفظ الصورة الخام كملف TIFF غير مضغوط، وهو ملف متوافق مع البرنامج Photoshop.
بعد فتح البرنامج Photoshop، سحبنا الصورة وأسقطناها فيه. من القائمة العلوية، نقرنا على: Image > Adjustments > Channel Mixer
الصورة > التعديلات > خلاط القنوات (انظر لقطة الشاشة 1).
في صندوق Channel Mixer، ضبطنا القناة الحمراء على قيمة 100%، والقناة الزرقاء على +100%، ووضع علامة في مربع ‘Monochrome’ لجعل الصورة بتدرج رمادي.
إزالة السحب
بعد ذلك انتقلنا إلى تعديل كل من أشرطة تمرير قناة الألوان بدرجة أكبر حتى أزلنا معالم بنية السحابة، وحصلنا على أفضل تمييز ممكن لهالات وأقواس الضوء (انظر لقطة الشاشة 2). لاحظ أن نفاثات الطائرة ستظل مرئية. استخدمنا شريط التمرير ’Constant‘ لزيادة السطوع الإجمالي بحسَب الحاجة. قد تحتاج بعض الهالات الباهتة وعديمة اللون إلى مجموعة مختلفة من التعديلات عن التعديلات الملونة، لذا ستكون هذه الخطوة خاصة بالعرض الذي التقطته وبظروف السماء. مع صورتنا انتهى بنا الأمر بالقناة الحمراء عند القيمة 92%، والقناة الخضراء عند +12%، والقناة الزرقاء عند +124%، وشريط التمرير ’Constant‘ عند +10% (انظر لقطة الشاشة 3). نقرنا على ’OK‘ لتنفيذ التغييرات، ثم حفظنا صورتنا. إذا لزم الأمر يمكنك إجراء تعديلات على التبايُن باستخدام برنامجك المعتاد لتحرير الصور في هذه المرحلة.
تحتوي صور الصيغة JPEG على قناة زرقاء ذات جودة رديئة جداً بسبب طريقة ضغط الصورة، وإذا كانت هذه الصيغة (أي JPEG) هي ما تعمل معه، فقد تحصل على نتائج أفضل باتباع الخطوات المذكورة أعلاه، ولكن بطرح القناة الحمراء من القناة الخضراء بدلاً من الزرقاء.
ومع أن بعض الهالات والأقواس الضوئية يندر رؤيته، إلا أن كثيراً منها ليس كذلك. في الواقع تحدث بعض التأثيرات البصرية بنحو متكرر أكثر من ظهور قوس قزح. ولذا، في حين يمكنك رؤية ما يقرب من 10 إلى 15 قوس قزح سنوياً من أي مكان، يمكن للراصدين المتحمسين مشاهدة ما يزيد على 10 أضعاف هذا العدد من الظواهر البصرية.
أكثر هذه الظواهر البصرية شيوعاً هي هالة الدرجة 22°، والشموس الكاذبة Parhelia، أو الأقمار الكاذبة Paraselenae، والأقواس المماسية، والأقواس السمتية المحيطية. كانت بعض هذه العناصر مرئية في صورتنا الأولى، لكن الصورة النهائية التي طرحت الألوان منها تظهر قوس باري نادر المشاهدة، وهالة بدرجة 46° وأقواس لويتز Lowitz arcs متوسطة. ومن المفيد دائماً تنفيذ عملية طرح الألوان على جميع صور الهالات، لأنك لا تعرف مطلقاً ما قد يكون مختبئاً فيها.