قمرٌ يكبر ويصغر
صوِّرْ رحلة القمر من نقطتي حضيضه وأَوجِه لصنع صورة مركبة مذهلة
اكتمل القمر في يوم 6 يناير بعد 34 ساعة و11 دقيقة من بلوغه موقع أوجِه Apogee، وهو تلك النقطة في مداره التي يكون عندها في أبعد مسافة له من الأرض. المكان المعاكس (لنقطة الأوج) هو نقطة الحضيض Perigee القمري، التي يكون القمر عندها في أقرب مسافة له من الأرض. ويعني وجود مدار إهليلجي حول المركز المشترك لكتلة الأرض والقمر (مركز الثقل المشترك Barycenter) أن القمر يمر عبر نقطة الأوج والحضيض مرة واحدة في كل شهر قمري.
من الناحية الفلكية لا يُعَد موقعا الأوج والحضيض كبيرَي الأهمية، ولكن عندما يكتمل القمر بالقرب من أحدهما، فهذا يمثل فرصة جيدة لتصوير القمر المكتمل (البدر) عندما يبدو في أكبر حجم له (عند الحضيض) أو في أصغر حجم (عند الأوج) في سمائنا.
تتفاوت المسافة بين القمر والأرض باستمرار، ولذا يتغير الحجم الظاهري للقمر باستمرار أيضاً. هناك اختلافات صغيرة ناتجة عن (تغيُّر) موقع القمر في السماء. عند الشروق أو الغروب، مثلاً، يكون القمر أبعد مسافةً بمقدار نصف قطر أرضي واحد منه لو كان فوق الرأس مباشرة. وليس هذا ما نريد تصويره. نحن مهتمون بالتغيرات في الحجم الظاهري Apparent size (للقمر) الناتجة عن تغير المسافة المدارية للقمر من الأرض.
لعبة صبر
يمنحك التقاط صورة للقمر عند موقع الأوج نقطةَ بداية جيدة لمشروع يستمر مدة عام، من خلال التقاط صور للقمر المكتمل كل شهر، باستخدام مجموعة المعدات البصرية ذاتها. وسيكون من الممكن وضعها جنباً إلى جنب لمقارنة أحجامه الظاهرية. سيظهر القمر المكتمل والأصغر حجماً عند موقع الأوج، وصور الأقمار المكتملة اللاحقة وهو ينمو حجماً ببطء إلى أن يتزامن طور اكتماله مع بلوغه موقعَ الحضيض، كما ستكون حاله في أغسطس من هذا العام. إذا كانت لديك قدرة التحمل، فإن متابعة القمر المكتمل بعد عبوره موقعَ الحضيض عائداً إلى موقع الأوج من جديد سيوضح كيف تتقلص أقطاره الظاهرية مرة أخرى.
إذا لم يكن لديك ذلك الصبر، أو الوقت، أو الثقة، لمحاولة مشروع يمتد عبر العام كله، فهناك خيار ”الحل السريع“. اختر فترة يكون الطقس فيها صافياً ومستقراً والتقط صوراً للقمر كل يوم في أثناء مروره بدورة أطواره. يجعل الطقس هذا تحدياً حقيقياً، ولكن في حين أن خسارة يوم أو يومين قد تكون أقل من شيء مثالي، فإن المبدأ سيظل قائماً. ومن خلال تسجيل القمر باستخدام ذات المعدات البصرية كل يوم، إضافة إلى القليل من الإبداع التصويري، يمكنك وضع لقطاتك بجانب بعضها لتظهر كيف يتغير قطر القمر الظاهري على مدار الشهر. إنه مشروع رائع يجب تجربته، ومن السهل نسبياً تنفيذه.
خبير في التصوير الفلكي، ومقدم فقرات في برنامج سماء الليل The Sky at Night
المعدات: كاميرا رقمية DSLR، أو ما يعادلها، متصلة بالتلسكوب.
خطوة بخطوة
الخطوة 1
مقياس الصورة هو عنصر مهم لهذا المشروع. إذا اخترتَه صغيراً جداً، فسيصعب رؤية أي اختلاف في الحجم. يجب أن يسمح لك الطول البؤري الذي يبلغ 1,000 مم تقريباً، وكاميرا رقمية DSLR، أو ما يعادلها، بالتقاط قرص القمر كاملاً بمقياس يكفي لإظهار الاختلاف. يمكن تحقيق ذلك عادةً بتوصيل الكاميرا بالتلسكوب.
الخطوة 2
ستعمل أيضاً مجموعة إعداد ذات معدل إطارات مرتفع بمقياس صورة أعلى لالتقاط صورة موزاييكية، وإن كان ذلك يتطلب كثيراً من العمل. هنا ستحتاج إلى تصوير القمر ضمن أقسام متداخلة. نوصي بتسعة أجزاء، أو أقل. فور الالتقاط يمكنك معالجة كل جزء، وادمجها باستخدام برنامج تحرير الصور المفضل لديك لإنشاء قرص مكتمل للقمر.
الخطوة 3
من المهم تنفيذ كل عملية التقاط باستخدام المعدات ذاتها ومقياس الصورة ذاته. تعد محاولة التصوير كل يوم طوال شهر قمري عملية شاقة؛ وما لم تكن محظوظاً جداً، فمن غير المرجح أن تنجزها. أيام قليلة ناقصة هنا وهناك لا تصنع مشكلة كبيرة، ولكن كلما التقطتُ صوراً أكثر، كانت النتيجة النهائية أفضل.
الخطوة 4
لاحظ أن الأشهر القمرية ليست متساوية. لا يمكنك التقاط صورة لقمر عمره 1 و2 و3 و5 أيام في الشهر الأول وإكمال التسلسل بقمر عمره 4 أيام من الشهر التالي، لأنه لن يعرض الحجم الظاهري الصحيح. يجب أن تكون التسلسلات متتالية في الوقت المناسب حتى ينجح المشروع.
الخطوة 5
حالما تحصل على تسلسل صور، فقد حان الوقت لجمعها لإظهار كيف يتغير الحجم. يجب أن تكون صورك بالمقياس ذاته، مما يعني أنه يمكن وضعها بعضِها بجوار بعض مباشرة لإظهار تغيُّر قطر القمر بمرور الوقت. سيساعد المقياس المجاور للصورة المركبة في إبراز وتوضيح هذه الحقيقة.
الخطوة 6
وبطريقة بديلة يمكنك إظهار التغيرات في الحجم من خلال قص كل صورة إلى نصفين، ودمجها بطريقة تقارن أطوال الحافة المقطوعة. وهناك طريقة أخرى تتمثل في قص شريط بقطر عرض متماثل من كل صورة ومحاذاتها بعضها ببعض لإظهار تغيُّرات القطر. تحقق أن كل شريط يحتوي على ملصق مرفق يبين تاريخ التصوير.