كشف النقاب عن كوكب الــزهــرة
مع الاكتشافات العلمية الجديدة، والتحليقات القريبة الأخيرة، والبعثات المستقبلية المبرمجة، هل نوشك أخيراً على اكتشاف أسرار الكوكب الجحيمي؟ عالمة الكواكب إميلي لاكداوالا تستكشف لنا ذلك.
يبدو كوكب الزهرة في حالة استهداف في هذا العام: فقد أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية NASA والأوروبية ESA مؤخراً عن ثلاث مهمات جديدة إلى أقرب كوكب لنا، واثنتان أخريان قد حلقتا قربه للتو في طريقهما إلى وجهات مختلفة. وفي وقت سابق في شهر أغسطس، أنجزت مركبة وكالة الفضاء الأوروبية سولار أوربتر Solar Orbiter، ومهمة بيبيكولومبو BepiColombo المشتركة بين الوكالة الأوروبية واليابانية JAXA، عمليات تحليق قريب بدعم من جاذبية الكوكب، لتكون هذه هي المرة الأولى منذ عام 1985 التي تجري فيها ثلاث مركبات فضائية أرصاد علمية في المكان لكوكب الزهرة في ذات الوقت. (الثالثة، مركبة آكاتسوكي Akatsuki التابعة لوكالة الفضاء اليابانية JAXA، كانت في مدار حوله منذ شهر ديسمبر 2015).
واضح أن مركبة سولار أوربتر هي مهمة لدراسة الشمس، وليس الكواكب، لذا فإن معظم كاميراتها لا تناسب كوكب الزهرة. لا تستطيع معظم الكاميرات الحساسة في مركبة بيبيكولومبو رؤية الفضاء أثناء رحلتها الطويلة إلى عطارد. لكن كلتا المركبتين تحملان مجموعات كبيرة من الأدوات المصممة لقياس شدة واتجاه المجالات المغناطيسية وغيرها من الأدوات التي تحصي عدد وطاقة الجسيمات المشحونة (إلكترونات وأيونات وجسيمات أكبر). تحمل بيبيكولومبو أيضاً مقياس تسارع يقيس التغيّرات في قوة الجاذبية أثناء تحليق المركبة الفضائية قرب كوكب، مما يعطي أدلة على تكوين باطنه.
عبر قوس الصدمة
ليس للزهرة مجال مغناطيسي خاص به، لكن الشمس تستحثه. عندما تتدفق الريح الشمسية خارجاً، فإن مجال الزهرة يُحدث قوس اصطدام بها، بصورة تشبه أثر موجة قارب سريع في المياه. اقتربت كل من بيبيكولومبو وسولار أوربتر من كوكب الزهرة من داخل ’موجة‘ الزهرة، وعبرتا فوق قوس الصدمة في وقت قريب من نقطة الاقتراب الأدنى. عبرت سولار أوربتر المسار قبل بيبيكولومبو بمدة 33 ساعة. إن وجود ثلاث مركبات فضائية مختلفة تحلق عبر مساحات شاسعة من المجال المغناطيسي في ذات الوقت في مواقع مختلفة سينتج مجموعة غنية من البيانات العلمية، وسيساعد الوكالة الأوروبية للتخطيط لمهمتها المستقبلية إنفيجِن EnVision إلى الكوكب (مقرر إطلاقها في عقد الثلاثينيات).