مع أول مركبة فضائية لها بين الكواكب، أمل Hope، التي وصلت إلى كوكب المريخ بتاريخ 9 فبراير، تحتضن الإمارات العربية المتحدة حقبة جديدة من السفر الفضائي
إليزابيث بيرسون تحاور حصة المطروشي
حصة المطروشي Hessa Al Matroushi:
المسؤولة عن تحليل البيانات العلمية في بعثة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ
ما الذي يبحث عنه مسبار الأمل الإماراتي في المريخ؟
بعثة الإمارات لاستكشاف المريخ تبحث في الطبقات المختلفة للغلاف الجوي للكوكب الأحمر. إذ سيدرس المسبار الجزء السفلي من الغلاف الجوي للمريخ لفهم المناخ ومكوناته المختلفة، ولنرى كيف تتباين يوميا وموسميا. وسننظر أيضاً إلى الجزء العلوي من الغلاف الجوي وتحديداً الغلاف الحراري، فسنفحص أول أكسيد الكربون والأكسجين. كذلك سندرس الطبقة العليا -الغلاف الخارجي- فسننظر إلى الهيدروجين والأكسجين. نحن مهتمون بمعرفة كيف تفلت هذه الغازات من الغلاف الجوي للكوكب، ونريد معرفة ما إذا كان هناك اتصال بين طبقتين العليا والسفلى، وكيف تتفاعل العمليات فيهما. مثلا، إذا كانت هناك تغيرات في الغلاف الجوي السفلي، فنحن نرغب في معرفة كيف يؤثر ذلك في الغلاف الجوي العلوي. أيضاً، إذا رصدنا أحداثا مثل العواصف الترابية، فنحن نرغب في معرفة كيفية عمل هذه الآليّات.
ما هي الأسئلة العلمية التي ستساعد البعثة على الإجابة عنها؟
حالياً، كوكب المريخ هو أرض قاحلة، ولكن قبل أربعة بلايين سنة ربما كان يبدو مثل كوكب الأرض. فقد كان للكوكب الأحمر جو كثيف ومياه متدفقة. يمكن لفهم التغيرات على المريخ خلال هذه الفترة الزمنية أن يمنحنا معلومات قيمة عن كوكب الأرض نفسه، لأننا موجودون في مجموعة شمسية واحدة.
نظرت العديد من المركبات في الغلاف الجوي للمريخ. بماذا سيختلف هذا المسبار عنها؟
أحد الأمور الرئيسية التي أرادت دولة الإمارات العربية المتحدة فعلها هو تقديم نهج مبتكر لمجتمع العلوم. فقد نظرت البعثات السابقة إلى الغلاف الجوي للمريخ في أوقات محددة مثلا، في الساعة 2 صباحاً و 2 ظهراً وهو ما يعني أنه ليس لدينا فهم شامل لما يحدث في الغلاف الجوي في كل ساعة؛ فهناك حلقات ومعلومات مفقودة. كذلك، قد نعرف تفاصيل الغلاف الجوي في مكان معين من المريخ، لكننا لا ندرك كيف يتصرف على مستوى الكوكب بكامله. سيزودنا برنامج الأمل بصورة شاملة عن الغلاف الجوي للمريخ يومياً وموسمياً وعلى مدار العام.
ما هي المعدات العلمية الموجودة على المسبار؟
هناك ثلاث أدوات علمية: الأول هو مصوّر الإمارات الاستكشافي Emirates Exploration Imager (اختصاراً: المصوّر EXI) وهو كاميرا بدقة 12 ميغابكسل. وستعطينا الكاميرا EXI صوراً ملونة للمريخ، ولكنها تحتوي أيضاً على ثلاثة نطاقات فوق بنفسجية ستزودنا بمعلومات عن جليد الماء والأوزون. ولدينا مطياف الإمارات للأشعة تحت الحمراء على المريخ Emirates Mars Infrared Spectrometer (اختصاراً: المطياف EMIRS) والذي سيعطينا معلومات عن حرارة الغلاف الجوي، وحرارة السطح، وتوزع الغبار، وجليد الماء، وبخار الماء في الجزء السفلي من الغلاف الجوي للمريخ. أما الأداة الثالثة، فهي مطياف الإمارات للأشعة فوق البنفسجية على المريخ Emirates Mars Ultraviolet Spectrometer (اختصاراً: المطياف EMUS)، الذي سينظر إلى الغلاف الجوي العلوي وسيزودنا بمعلومات عن أول أكسيد الكربون والأكسجين وحتى الهيدروجين.
هذه أول بعثة كوكبية كبيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة. لماذا تذهبون إلى الكوكب الأحمر؟
نحن نرغب في تطوير قطاع العلوم والتكنولوجيا في دولة الإمارات العربية المتحدة والبعثات الفضائية تسرّع من تطوير هذين القطاعين. كما نرغب في تطوير القدرات العلمية الإماراتية وزيادة مساهمتنا في مجتمع العلوم العالمي في مجال الفضاء وعلوم الكواكب.
ما هي الأهداف بعيدة المدى لدولة الإمارات على المريخ؟
في عام 2017 وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة رؤيتها “المريخ 2117” Mars 2117، وهو برنامج مدته 100 عام يبحث في استيطان الكوكب الأحمر. إنه يظهر التزاماً كبيراً بتطوير القدرات عندما يتعلق الأمر باستكشاف الكواكب والنظر إلى المريخ على المدى الطويل. إنها خطة واقعية جداً تحدد الكثير من الخطوات على الطريق؛ وبعثة الأمل هي الأولى فقط من تلك الخطوات. فهناك العديد من المشروعات قيد التنفيذ، إذ نعمل على تطوير تقنياتنا لمساعدتنا على تحقيق رؤيتنا العلمية، وسيكون هناك أيضاً الكثير من أعمال التوعية لإلهام الطلبة للانخراط في العلوم والتكنولوجيا. اسم مسبار الفضاء هو أمل Hope، لأنه مصدر إلهام للجميع: إلهام الشباب، وإظهار أن دولة صغيرة مثل الإمارات العربية المتحدة تحاول القيام ببعثة فضائية ضخمة وتنجز هذا بنجاح.