مع إيان أنيت Ian Annett من وكالة الفضاء البريطانية
أدت وكالة الفضاء البريطانية دوراً أساسياً في توجيه قطاع صناعة الفضاء البريطاني المتطور
يبدو أن هناك كثيراً مما يحدث لإعداد رحلات الفضاء في المملكة المتحدة. هل نحن على أعتاب شيء ما؟
هناك شيء كثير يحدث. أعتقد أننا في أكثر عقود الفضاء إثارة منذ ستينات القرن العشرين. لقد استحوذت على العالم، ليس فقط لإلهامها، ولكن لأنها حصلت على فوائد اقتصادية حقيقية على مستوى العالم، وبالتأكيد على المستوى الوطني للمملكة المتحدة.
نريد تأسيس قدرة إطلاق أقمار اصطناعية تجارية رأسية وأفقية من المملكة المتحدة. ما نهدف إليه حقاً هو بناء اقتصاد في مدار أرضي منخفض (LEO) وهذا أمر مزدهر. في العام 2012، جرى إطلاق نحو 50 قمراً اصطناعياً إلى مدار أرضي منخفض، وبحلول العام 2019 أعتقد أنه بلغ نحو 900؛ ولكن في العام الماضي أطلق 1,900 قمر اصطناعي إلى الفضاء، منها 1,700 في مدار أرضي منخفض. ولذلك فهذه فرصة اقتصادية سريعة النمو للمملكة المتحدة، سواء كان ذلك للاتصالات السلكية واللاسلكية، أو لرصد الأرض، أو بالفعل في مزيد من التقنيات العادية مثل واجهات التصنيع، يمكننا تنمية هياكل بلورية بطريقة أفضل وأكثر كفاءة [في الفضاء]. أنت فعلاً مقيد فقط بخيالك.
لماذا المملكة المتحدة؟ هل هناك مزايا جغرافية أو سياسية أو قانونية تجعل المملكة المتحدة مكاناً جيداً للرحلات الفضائية؟
أعتقد أنه كل ما ذكرت. المملكة المتحدة مكان جيد لممارسة الأعمال التجارية. لديها إطار قانوني مستقر. بموجب قانون صناعة الفضاء في العام 2020، قدمنا مجموعة أنظمة الفضاء الأكثر تقدماً ومرونة. إذا نظرت إلى سوق التأمين للأقمار الاصطناعية وعمليات الإطلاق، فستجد أن الغالبية العظمى منها تأتي إلى لندن.
لكن الأهم من هذا هو أن صناعة الفضاء لدينا تمتلك قدراً هائلاً من المهارة، من تصميم الأقمار الاصطناعية إلى بنائها. لقد جرى بناء أقمار اصطناعية صغيرة في غلاسكو أكثر من أي مكان آخر في أوروبا. توجد هنا مراكز تشغيل للشركات العالمية مثل Inmarsat وOneWeb. تعد المملكة المتحدة مكاناً رائعاً للمجيء إليه لتطوير التطبيقات التي يمكنها استغلال تلك البيانات [من الفضاء]، سواء كانت بيانات رصد الأرض أو بيانات ملاحية. الشيء الوحيد الذي كان مفقوداً حقاً في هذا الطيف الكامل من القدرات هو قدرة الإطلاق. وإذا كان في إمكانك تحقيق ذلك من أمة واحدة، فهذا يجعلها جذابة حقاً. لهذا السبب وضعنا 40 مليون جنيه إسترليني في برنامج الإطلاق.
ماذا عن رحلات الفضاء البشرية ودور المملكة المتحدة في برنامج آرتميس؟
تخطو المملكة المتحدة كثيراً إلى الأمام فيما يتعلق بالمشاركة في مشروعات رحلات الفضاء البشرية العالمية، لكننا نفعل ذلك كثيراً من خلال شراكتنا مع وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا). وبفضل ارتباطها بالوكالة إيسا ستقدم المملكة المتحدة مساهمات مهمة تجاه برنامج آرتميس: سواء كان ذلك بعناصر من البوابة القمرية Lunar Gateway التي يجري بناؤها، أو وحدة الخدمة الأوروبية كجزء من الكبسولة أورايون Orion هناك كثير من تقنيات المملكة المتحدة في ذلك، وكذلك بعض التفكير الأكاديمي في المملكة المتحدة عبر أمثال جامعة إمبريال كوليدج Imperial College.
هو نائب الرئيس التنفيذي لتطبيق
البرامج، والمسؤول عن برامج الفضاء
الوطنية في وكالة الفضاء البريطانية.
أحد الأشياء الرئيسة التي تجعلني أتقدم إلى الأمام مع الإطلاق، وآمل أن أتمكن من التأمل فيه في العام 2023، هو آلاف الشباب الذين ألهمناهم للبحث عن النجوم، والمشاركة في قطاع الفضاء، والمشاركة ضمن شيء يمكن أن يحسن حياتنا هنا في المملكة المتحدة، ويساعد أيضاً على تطويرنا اقتصادياً.
المراكز الفضائية، والشراكات، والجسور
تتقدم المملكة المتحدة كمركز للابتكار في الرحلات الفضائية
إضافةً إلى الموانئ الفضائية تساعد المبادرات الأخرى على تعزيز قطاع الرحلات الفضائية في المملكة المتحدة، ومن الأمثلة على ذلك مشروع مبادرة سبيس بارك ليستر Space Park Leicester، الذي افتُتح رسمياً في شهر مارس 2022.
يقول مارتن بارستو Martin Barstow، مدير الشراكات الاستراتيجية وأستاذ الفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في جامعة ليستر: ”هذه منشأة فضائية مملوكة للجامعة، وقد أُسست حول فكرة أننا نستضيف أعمالاً فضائية في المنشأة ذاتها التي يعمل بها الباحثون. استكشاف الفضاء هو أمر مكلف جداً. وكمثال، فإن بناء أشياء، مثل الغرف النظيفة، هو عمل مكلف. إنه يتجاوز إمكانات الشركات الصغيرة“.
ويضيف قائلاً إن إتاحة مثل هذه المرافق في سبيس بارك Space Park يقلل من تكلفة المشاركة بالنسبة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة. كما أنهم قادرون على الاعتماد على الخبرة الأكاديمية في الفضاء الموجودة بالفعل في الجامعة، التي تضم 300 شخص تقريباً يعملون في المنطقة.
وإضافة إلى الشركات الصغيرة والشركات الناشئة والشركات المنبثقة عن الجامعات، انضم أيضاً بعض عمالقة الطيران مثل لوكهيد مارتن Lockheed Martin ونورثروب غرومان Northrop Grumman، حيث أنشؤوا مجموعات صغيرة تعمل جنباً إلى جنب مع منشآتهم الأكبر في المملكة المتحدة.
كاتبة ومحررة علمية ومؤلفة قصص قصيرة
كما أن عمل المملكة المتحدة على بناء علاقات دولية قوية يجعلها مركزاً جذاباً للوصول إلى أسواق جديدة. وقعت المملكة المتحدة بالفعل عديداً من الشراكات مثل جسر الفضاء بين المملكة المتحدة وأستراليا، ومذكرة تعاون مع الوكالة اليابانية (جاكسا) لاستكشاف الفضاء بهدف زيادة التعاون الدولي مستقبلاً، وتعزيز مكانتنا كقوة فضائية على المسرح الدولي.
أفضل ما في الصناعة الفضائية البريطانية
نسلط الضوء على ثلاثة من عشرات المشروعات الفضائية الجارية حالياً في المملكة المتحدة
آرييل
آرييل Ariel هي مهمة تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، وتهدف إلى توصيف 1,000 كوكب نجمي. تقود المشروع جامعة يونفيرسيتي كوليدج لندن University College London، ويجري صنعها أساساً من قِبل شركة إيرباص في ستيفنيغ Stevenage، ومن المقرر إطلاقها في العام 2029
محطة غونهيلي إيرث
يعمل موقع الاتصالات الراديوية من كورنوول منذ العام 1962، لكنه يجدد اهتمامه بتقنيات الاتصال مع البعثات القمرية
سبيسبيت
شركة بريطانية أوكرانية تأمُل إرسالَ أول عربة متنقلة إلى القمر على متن مركبة الهبوط بيريغرين Peregrine