قمرنا: تاريخ بشري
تأليف: ريبيكا بويل Rebecca Boyle
الناشر: Sceptre Books
السعر: £22 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى
لماذا نحن كثيرو الافتتان بالقمر؟ إنه أرض قاحلة باردة، وخالية من الحياة؛ ولكن منذ أن مشى أسلافُنا القدماء على الأرض، كان القمر مصدراً للتعجب والفضول، ويثير المشاعر الروحية بداخلنا، ويظهر بكثرة في الفن والأدب والأغاني. لقد أدى قمرُنا الخالي من الحياة، والذي نشأ قبل 4.5 بليون سنة، دوراً مهماً في عملية التطور على الأرض: فقد أدى إلى استقرار مدارنا، وهو يؤثر في مناخنا، وفي عالمنا الطبيعي، وحركات المد والجزر فيه.
قمرنا: تاريخ بشري، الذي كتبته الكاتبة العلمية والصحافية حائزة الجوائز ريبيكا بويل Rebecca Boyle، هو قراءة ثاقبة وآسرة عن التأثيرات التاريخية، والثقافية، والطبيعية التي أحدثها القمر، ولا يزال، في البشر وفي كوكبنا. وبدءاً من الصفحات الافتتاحية للمقدمة، ينجذب القارئ إلى القصة من خلال سرد واقعي للحروب، وأهمية تأثير القمر في حدوث المد والجزر.
تُعيدنا بويل بلايين السنين إلى الوراء لشرح عملية ولادة القمر، قبل مُضيها قدماً في استكشاف تأثيرات أقرب رفيق لنا في عالمنا الطبيعي، مع بعض التفاصيل الممتعة والمثيرة عن كائنات حافظة للتقويم. إنها تُعرفنا على الفلكيين القدماء ورواد الثورة العلمية الذين غيروا فَهمنا للمجموعة الشمسية، ورواد الفضاء الذين خطَوا بجرأة على سطح القمر، وهذه موضوعات تقدمها بويل بسهولة وإيجاز.
وعبْر أنحاء الكتاب، تكتب بويل عن رحلاتها بحثاً في القمر، والأشخاص الذين التقتهم في أثناء دراستها للقمر، من علماء فلك الآثار إلى العلماء في الوكالة ناسا. يُعَد سجل رحلة المؤلفة إضافةً ممتعة للكتاب. لا توجد رسوم توضيحية، وهذا شيء مؤسف بالنسبة إلى القادمين الجدد إلى هذا الموضوع، والذين ربما كانوا سيستفيدون من الرسوم البيانية والصور لتساعدهم على الفَهم.
وبغض النظر عن هذا، فإن كتاب قمرنا هو حكاية رائعة ومثيرة للتفكير في ”القارة الثامنة“، حيث تدعونا المؤلفة إلى النظر في القمر في الماضي والحاضر، والتفكير فيما قد يحمله المستقبل.
وهناك شيء واحد واضح: حتى في هذا العصر الحديث من الاكتشاف والفهم، فإن انبهارنا بالقمر وآفاق الفرص والتوقعات التي قد يحملها، لم يتضاءل بالتأكيد.
*****
كاترين راينر Katrin Raynor: كاتبة في علوم الفلك، وزميلة في الجمعية الفلكية الملكية.
مقابلة مع المؤلفة
ريبيكا بويل Rebecca Boyle
ما مدى أهمية القمر؟
لا يمكنك المبالغة في أهميته. بفضل دوراته، اخترعنا آلات ضبط الوقت، والحضارة، والدين، والفلسفة، والمنهج العلمي، وحتى الخيال العلمي. وقد سحب تأثير القمر في حركة المد الفقاريات إلى الشاطئ، فأتاح تطور الحياة على اليابسة. نجح القمر في جعل مناخ كوكبنا مستقراً لآلاف السنين. إنه جميل: ملهم للشعر والفن، ورفيق في الليل.
ما المَعلم القمري المفضل لديك؟
أحب بحر الأمطار Mare Imbrium. إنه يجعلني أفكر في فصل الربيع، الوقت الواعد بالنمو والتطور. إنه أحد أكبر الأحواض الصدمية في المجموعة الشمسية: لا بد أن شيئاً ضخماً قد ضرب القمر لينحته، ويمكِّنه من الامتلاء بالصُّهارة الملساء لاحقاً. هبطت بعثات أبولو في المنطقة ذاتها تقريباً، وهناك احتمال أن تكون معظم العينات هي حجارة من بحر الأمطار، مما يجعل من الصعب استخلاص استنتاجات حول القمر ككل.
ما شعورُك تجاه البعثات القمرية المستقبلية؟
نحن نخاطر بتشويه جمال القمر البكر. وكنوع حي، نحن نميل إلى التصرف بجشع في توسعاتنا. على القمر لا توجد شعوب معرضة لخطر الاستغلال، لكن جهود استكشاف القمر مشبعة ببعض اللغة والدوافع التي سببت مآسي الماضي على الأرض. قد نرى منصات التعدين، والمستوطنات، وحتى شعارات الشركات، على القمر في مستقبل قريب. علينا أن نكون حذرين وأن نفكر في دور القمر في تاريخنا المشترك، قبل أن نحوله إلى مستودع للتعدين، أو ما هو أسوأ من ذلك، إلى ساحة حرب.
ريبيكا بويل Rebecca Boyle كاتبة علمية وشغوفة بالقمر مدى الحياة
عيون في السماء
تأليف: آندرو ماي Andrew May، وتحرير برايان كليغ Brian Clegg
الناشر: Icon Books
السعر: £10.99 جنيه إسترليني
الغلاف: ورقي
عيون في السماء: تلسكوبات الفضاء من هابل إلى ويب ليس في الحقيقة مجرد عنوان لهذا الكتاب الصغير واللطيف. نعم، الأمر كله يتعلق بتلسكوبات الفضاء، ولكن المؤلف يغطي في ستة فصول معظم مجال الطيف الكهرومغناطيسي، وليس فقط المناطق التي تشملها قدرات هابل وويب. في 150 صفحة، يؤخذ القارئ في رحلة عبر أجيال متتالية من تلسكوبات صُممت لدراسة كل شيء، بدءاً من الخلفية الكونية الدقيقة، والتي تشمل المراصد COBE وWMAP وPlanck، إلى المراصد المختصة بصيد الكواكب النجمية، مثل التلسكوبين تس TESS وكبلر Kepler.
وبالنظر إلى الطبيعة الوجيزة لكتاب عيون في السماء، فهو يقدم قراءة سريعة، مصمَّمة بوضوح لحث القارئ على مزيد من البحث. يستكشف الكتاب المساهمات العلمية الهائلة التي قدَّمها 15 تلسكوباً، بدءاً من أشهرها جميعاً: التلسكوب هابل الفضائي. ومع تطور القصة، يتطرق ماي إلى أكثر الاكتشافات إثارةً في الفيزياء الفلكية وعلم الكون في العقود القليلة الماضية، وهي اكتشافات شملت دورة حياة النجوم، وبنية المجرات، وتطور الكون.
يصف المؤلف بنحو جيد الأدوات التي توجد على متن كل تلسكوب، والغرض منها، والأسباب الكامنة وراء اصطلاحات التسمية الفردية. في بعض الأماكن تكون بعض أوصاف الأفكار الرئيسة مختصرة جداً، والفصل الأخير عن التلسكوبات المستقبلية لا ينصف الإثارة المتعلقة بالبعثات المخطط لها في العقد المقبل. ومع ذلك فإن الكتاب سهل الفهم وجذاب، وسيثير بلا شك خيال أي متحمس لعلوم الفضاء.
*****
لورا نوتال Laura Nuttall: زميلة في مجموعة قادة المستقبل Future Leaders، في جامعة بورتسموث
آستروتوبيا Astrotopia سباق الفضاء
تأليف: ميري جين روبنشتاين Mary-Jane Rubenstein
الناشر: مطابع جامعة شيكاغو University of Chicago Press
السعر: £15 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورقي
لا يظهر إيلون ماسك بنحو جيد في هذا الكتاب. ولا جيف بيزوس. هذه الحقائق وحدها تقدم قراءة مقنعة، لكنها لا تشكل سوى مناورة روبنشتاين الافتتاحية. هدفها أوسع بكثير، وهي تروي قصة محبطة في البَدء، عن محاولات الشركات العالمية العملاقة التي تهيمن الآن على الحياة على الأرض، وتتحكم فيها، أن تفعل الأمر ذاته مع الفضاء.
يقدم النصف الأول من الكتاب قراءة مثيرة للقلق. بالنسبة إلى كثير منا، علم الفلك يمنح شعوراً بالدهشة والفضول والرهبة، وعن التعلُّم والإدراك. وكما تقول روبنشتاين، فهذه ليست وجهة نظر الشركات التي تتولى الآن مسؤولية استكشاف الفضاء من الحكومات. بدلاً من ذلك فهذه الشركات تنظر إلى استكشاف الفضاء بذات الطريقة التي نظر بها المستعمرون الأوروبيون إلى استكشاف الأرض: كمصدر للموارد لجعل الأغنياء أغنى. ولحسن الحظ، يقدم النصف الثاني من الكتاب رسالة أكثر تحفيزاً، رسالة أمل، وطرق جديدة لرؤية بيئة الأرض وبيئة الفضاء.
يحلل كتاب آستروتوبيا بعمقٍ الاتجاهاتِ الحالية في استكشاف الفضاء بطريقة تبدو جديدة ومبتكرة. وبينما تعترف روبنشتاين بالحجج التي تتساءل: لماذا ينفق أصحاب البلايين كثيراً من المال على استكشاف الفضاء في حين يمكنهم حل مشكلة الجوع في العالم و/أو تغير المناخ، فهي لا تستنتج أنه لا ينبغي استكشاف الفضاء. بل الحجة هي أن نستكشف الفضاء بعناية واحترام. هذا كتاب ممتاز يعطي معنى كبيراً للتاريخ الحديث لاستكشاف الفضاء، في حين يترك إحساساً قوياً بالأمل في المستقبل.
*****
إميلي وينتربيرن Emily Winterburn: مؤرخة ومؤلفة في علوم الفلك
اختيار المناظير المزدوجة واستعمالُها
تأليف: نيل تي إنغلش Neil T English
الناشر: Springer
السعر: £24.99 جنيه إسترليني
الغلاف: ورقي
يُعد هذا ”الدليل الشامل لمراقبي النجوم والطيور وعشاق رحلات الهواء الطلق“ فريداً من نوعه، لأنه يصف، ويراجع، ويقارن أكثر من 100 نموذج مختلف من المناظير المزدوجة.
نُظِّم الكتاب في جزأين: الأول، مسح لسوق المناظير، يبدأ بمقدمة شاملة لأساسيات المنظار المزدوج، والتاريخ المثير للمنظار المزدوج، قبل النظر إلى ما هو متاح في فئات مختلفة من المناظير، إحداها ستكون فلكية. ويتضمن الجزء الثاني نظرة عامة على بعض العلامات التجارية المشهورة للمناظير، وبعض الملحقات الموصى بها و”أفضل الصفقات“، إضافةً إلى معلومات حول اختبار المناظير. كما أن هناك معجم مصطلحات، وفهرساً.
ويتضح إلمام إنغلش ببصريات المنظار المزدوج في الفصل الافتتاحي، المناظير المزدوجة 101، حيث يقود القارئَ من الأساسيات البسيطة إلى الصفات البصرية لأنواع مختلفة من الزجاج وقطع الموشور. ويسطع حبه للمنظار المزدوج في نثره وشعره: حتى أنه أورد أنشودة في مدح أحد مناظيره المفضلة!
يختلف أسلوب الكتابة بين الرسمي جداً (”هذا المؤلف“، ”القارئ“) إلى المحادثة (”آمل أنك ستوافق“). معظم المراجعات هي له، لكنه أدرج أيضاً آراء أشخاص يعرفهم، ومعلومات من مراجعات أخرى.
هناك عدد قليل من مشكلات الإنتاج وتحرير النسخة. مثلاً لم يرتب معجم مصطلحات المنظار المزدوج أبجدياً، وهناك تسميات غير متناسقة مثل BK7، BK-7، BAK7 للزجاج ذاته، لكن هذه لا تنتقص كثيراً من الفائدة العامة للكتاب.
إذا كنتَ ترغب في الحصول على نظرة عامة شاملة عن المناظير المزدوجة في مصدر واحد، فهذا الكتاب هو لك.
*****
ستيف تونكين Steve Tonkin: خبير فلكي مختص بالرصد بالمنظار المزدوج، ومحاضِر في علوم الفلك