مطر من الإلكترونات يصنع الشفق القطبي على عطارد
تحدث ظواهر الشفق القطبي بأشعة X بفعل الرياح الشمسية التي تضرب الكوكب
وأخيراً أمكن حل لغز الشفق القطبي Aurorae لكوكب عطارد، وذلك بمساعدة البيانات التي التقطتها البعثة بيبيكولومبو BepiColumbo الأوروبية اليابانية أثناء أول تحليق قرب الكوكب. لن تدخل البعثة في المدار قبل العام 2025، لكنها عبرت من مسافة 200 كم فقط فوق سطح الكوكب في يوم 1 أكتوبر 2021.
كان مسبار مسنجر MESSENGER، التابع لوكالة ناسا، هو الذي رصد الشفق القطبي بأشعة X على عطارد أول مرة. وهنا على الأرض، تكون الرياح الشمسية Solar winds التي تتفاعل مع الغلاف الجوي الخارجي هي المسؤولة عن إحداث الشفق القطبي، ولكن نظراً لأن الغلاف الجوي لعطارد رقيق جداً، فلم يكن واضحاً كيف يمكن أن يكون له شفق قطبي. أثناء تحليق المسبار بيبيكولومبو قرب الكوكب، أخذ يقيس تدفق الجسيمات المشحونة حوله، ووجد أن الإلكترونات المحصورة في غلافه المغناطيسي على جانب الكوكب حيث يشرق الفجر تُنقل إلى منطقة ذيل Tail الكوكب، حيث تنهمر كمطر على سطحه. ومع عدم وجود غلاف جوي يمنعها من ذلك، فقد تفاعلت الإلكترونات مباشرة مع السطح، وأصدرت أشعة X.
تقول ساي آيزاوا Sae Aizawa، من معهد أبحاث الفيزياء الفلكية والكواكب في فرنسا: ”على الرغم من أن الغلاف المغناطيسي لعطارد هو أصغر كثيراً من غلاف الأرض المغناطيسي، وله هيكل وديناميكيات مختلفة، فلدينا تأكيد على أن الآلية التي تولّد الشفق القطبي هي نفسها في جميع أنحاء المجموعة الشمسية“.