10 أهداف تبتدئ بها رحلتك في التصوير الفلكي
من مسارات النجوم إلى كواكبك الأولى، يقدم توم كيرس Tom Kerss هنا 10 مشروعات مثيرة لتبدأ بها رحلتك في تصوير سماء الليل
هناك نقاش طويل الأمد بين هواة الفلك: أيهما أفضل، مراقبة السماء بعينيك أو تصويرها بالكاميرا؟ ستكون الإجابة دائماً مسألةَ ذوق شخصي، ولكن الخبر السار هو أنه بالنسبة إلى أي شخص يتطلع إلى تجربة التصوير الفلكي، ليس هناك أفضل من الوقت الحالي لفعل ذلك. وسواء كان الأمر يتعلق بالتقاط صور عادية للنجوم، أو التعمق في تقنيات أكثر تقدماً ما يسميه الخبراء ”التصوير“ Imaging فهذه الهواية آخذة في الانتشار واسعاً. وبالفعل أصبح التصوير الفلكي أسهل بفضل تزايد أعداد الكاميرات ذات القدرات الفلكية والبرمجيات الرائعة. هل تريد تجربتها؟ إليك 10 أهداف لتبدأ بها.
ابدأ بأدوات بسيطة
ليس هناك ما هو أسهل من وضع كاميرتك أو هاتفك الذكي على حامل ثلاثي القوائم وبدء التصوير، كما سترى مع هذه المشروعات للمبتدئين.
1. مجرّة درب التبانة
صوِّرْ ذلك النهر الضوئي الذي يعبر السماء
تدعونا ليالي الصيف الدافئة وأوائل الخريف إلى البقاء خارجاً والاستمتاع بروعة مجرّة درب التبانة. إنها غنية بضوء بلايين النجوم، وهي فضاء مثالي لتجربة التصوير بكاميرتك. افحص عدساتك، واخترْ منها عدسة واسعة، كبيرة الفتحة وسريعة، مثل f/1.4، أو f/2.8، أو f/4. وبتوجيه الكاميرا إلى السماء، يجب أن تكون قادراً على رؤية كثير من النجوم الساطعة على شاشة الكاميرا للعرض المباشر. سيساعد هذا بالتركيز يدوياً وتأطير النواة الساطعة لمجرّة درب التبانة. ومع درجة حساسية ISO 800، أو 1600، خذ تعريضات ضوئية تتراوح بين 5 و15 ثانية. سيكون ارتسام ذيول النجوم واضحاً في التعريضات الأطول مدة، ولكن يمكنك استخدام ”قاعدة الـ 500“ لتجنب إفساد اللقطة. تنص هذه القاعدة على أن الحد
الأقصى للتعريض (بالثواني) يجب ألا يزيد على 500 مقسوماً على الطول البؤري للعدسة بالملليمترات. على سبيل المثال، مع عدسة 14 ملم يجب ألا يزيد تعريضك على 500 ÷ 14 = 36 ثانية. إذا كانت كاميرتك تحتوي على عامل اجتزاء (قص) Crop factor (راجع دليل الاستعمال الخاص بكاميرتك)، فاضرب البعد البؤري به أولاً. ولذلك، فمع عدسة 14 ملم على كاميرا رقمية DSLR بعامل قص 1.6X، سيكون الحد الأقصى لوقت التعريض: 500 ÷ (14 × 1.6) = 22 ثانية.
2. الشُّهب
التوفيق في تصوير الشُّهُب يعتمد على عامل المصادفة، ولكن يمكنك تحسين هذا الاحتمال.
عند تصوير سماء الليل، لن يكون شيئاً غيرَ مألوف التقاطُ خط ضوء في صورك. عادةً ما يكون هذا مسار قمر اصطناعي، ولكن نادراً ما تصادف خط ضوء طبيعي شهاب! يعود نجاح تصويره بنحو أساسي إلى عامل المصادفة، ولكن يمكنك زيادة فرصك زيادة كبيرة إذا كنتَ تصور في أوقات زخات الشهب، والتقاط تسلسل متواصل من التعريضات. باستخدام مؤقت الفاصل الزمني Intervalometer، أو جهاز التحكم من بُعد بالتسجيل المتقطع Timelapse remote، يمكنك ضبط كاميرتك والاستمتاع بمشاهدة الزخة بعينيك. في وقت لاحق، تصفح صورك، وشاهد ما حصلت عليه. سيكون من الصعب عدم التقاط الشهب الساطعة، مثل الكرات النارية، وغالباً ما تظهر مسارات متعددة الألوان في أثناء حركتها عبر الغلاف الجوي. وإذا كانت كاميرتك مزودة بميزة تخفيض الضجيج Noise reduction فإن إيقاف تشغيل هذه الميزة سيؤدي إلى تقليل الفواصل بين التعريضات الضوئية. وبالطبع، إذا كنت في كثير من الأحيان قليل الحظ جدا، مثلما يحدث لي، فقد لا تلتقط صورة أي شهاب، ولكن ما يزال في إمكانك استخدام تسلسل الصور المتطابقة جيداً لإنتاج ذيول النجوم Star trails.
3. الذيول النجمية
إن ارتسام أقواس النجوم المارة طريقة رائعة لتوضيح حركة دوران الأرض حول محورها.
عندما تحاول تصوير شهاب، فربما سينتهي بك الأمر إلى مئات من الصور المتماثلة موضعياً، والمتباعدة زمنياً بالتساوي. ستكون هذه مجموعات صور مثالية يمكنك بها إنشاء صور لذيول النجوم. توضح هذه الأعمال الفنية الجميلة حركة دوران الأرض المحورية، وبما أن كل نجم في السماء يرسم خطاً دائرياً حول القطب السماوي، يغدو التأثير أكثر إثارة عندما تواجه الشمال بكاميرتك. تبدو ذيول النجوم أم نجمية رائعة أيضاً مقارنةً مع أمامية ثابتة تماماً، مثل مبنى أو تشكيل صخري. هناك نوعان من البرمجيات المجانية الممتازة وسهلة الاستخدام التي تحول تسلسل صورك إلى ذيول: برمجية StarStaX من إنتاج Markus Enzweiler، وهي متوافرة لنظامي التشغيل macOS وWindows (الموقع الإلكتروني: (markus-enzweiler.de/software/starstax؛ وبرمجية Sequator من إنتاج Yi- Ruei Wu، وهي متاحة لنظام التشغيل Windows، (الموقع الإلكتروني: sites.google.com/view/sequator).
4. (صوِّرْ) عالمين معاً
يتطلب تصوير كل من القمر والأرض قليلاً من التوازن
بالطبع، يقدم رفيقنا السماوي موضوعاً رائعاً للتصوير الفلكي. من المحتمل أن يكون القمر هو الهدف الأسهل في السماء فهو واضح ودائم التغيّر، ويوفر كثيراً من الفرص للإبداع. عندما يكون القمر منخفضاً نسبياً فوق الأفق، يمكنك التقاط عالمين في صورة واحدة. هنا، وباستخدام عدسات واسعة الزاوية ستكتشف أن القمر يبدو صغيراً جداً؛ ضع في اعتبارك استخدام أطول عدسة لديك لمعرفة مقدار التفاصيل التي يمكنك إبرازها. يضيء القمر في تباين شديد السطوع مع السماء المعتمة، فيصعب تأطيره ضمن النجوم. ستُظهر اللقطات قليلة التعريض الزمني Underexposed معالم سطح القمر، ولكنها ستُخفق في إظهار النجوم. أما اللقطات طويلة التعريض (تعريض زائد) Overexposed فستظهر لك النجوم، ولكن تخرِّب مشهد القمر. هناك استثناء لهذا في طور الهلال الدقيق، حيث يمكن أن تكشف التعريضات الطويلة عن النجوم أيضاً، إضافةً إلى الجانب الليلي الخافت للقمر، والذي هو ذاته مضاء بسطوع الأرض.
المُضي عميقاً
جهاز التتبع أساسي لمعدات التصوير الفلكي، ليسمح لك بالتعريض الطويل، وكذلك هي العدسات الأطول لإبراز التفاصيل الخافتة.
5. سحب النجوم في كوكبة الدجاجة
يمكنك إبراز مزيد من التفاصيل من خلال تكديس صور متعددة معاً.
إن أسطع جزء في مجرّة درب التبانة هو نواتها، لكن هذه لا نراها إلّا وهي تلامس أفقنا الجنوبي؛ وبالنسبة إلينا فإن سحب النجوم في كوكبة الدجاجة Cygnus هي أكثر وضوحاً. عند النظر في اتجاه الشمال الشرقي من المثلث الصيفي Summer Triangle، ستجد نفسك تنظر على طول الذراع الحلزونية التي نعيش فيها في المجرّة. يرسم التركيز الغني للضوء البعيد المشهد حول النجم اللامع ذنب الدجاجة Deneb. على حامل التتبع Tracking device، استخدمْ عدسة تقريب سريعة لتمييز النجوم الكثيرة. يوفر هذا الموضوع فرصة جيدة لمحاولة محاذاة Aligning وتكديس stacking تعريضات متعددة لتخفيض الضجيج في صورتك. جرب أدوات برمجية مجانية مثل Siril (لأنظمة macOS وWindows وLinux؛ الموقع الإلكتروني: free-astro.org/index.php/Siril)، وبرمجية DeepSkyStacker (لنظام Window؛ الموقع الإلكتروني: deepskystacker.free.fr). وحتى لو كنت مبتدئاً في مجال التكديس، فالأمر يستحق التقاط كثير من الصور لكل هدف في أعماق السماء، حيث ستتمكن من العودة إلى البيانات لاحقاً وتحقيق نتائج أفضل مع تطور مهاراتك لاحقاً.
6. جواهر الجبّار
تمتاز الكوكبة الشهيرة بمجموعة أجرام رائعة في أعماق السماء
ستطل علينا كوكبة الجبّار الرائعة حالما يحل فصل الخريف. تُعَدّ هذه الكوكبة، التي هي نسيج رائع من النجوم الملونة والسُّدم، موطناً لسلسلة أجرام تسمى سيف الجبّار Orion’s Sword. ومن بينها أيضاً السديم العظيم في الجبّار Great Nebula in Orion (M42)، والذي يظهر في الصور الفلكية. باستخدام عدسة ذات طول بؤري من 50 إلى 70 ملم، يمكنك إجمالاً تأطير أهم أجزاء الكوكبة بنحو كامل، مع تمييز بعض التفاصيل التي تجعل السيف بالغ الروعة. قد تندهش من رؤية سديم رأس الحصان Horsehead Nebula (Barnard 33) بوضوح في صورك. يمكن استخلاص ألوان الجبّار المثيرة من خلال تكديس الصور ومعايرتها بنحو صحيح باستخدام برمجيات مثل AstroPixelProcessor (لأنظمة macOS وWindows وLinux؛ الموقع الإلكتروني: www.astropixelprocessor.com).
التقط صورك عبر العينية (مباشرة)
باستخدام محول خاص، يمكنك أن تستخدم هاتفك الذكي لالتقاط صور سريعة من خلال عينية تلسكوبك
7. قرص كوكب الزهرة
توفر الهواتف الذكية طريقة سريعة وسهلة لالتقاط مراحل أقرب الكواكب إلينا.
أقرب كوكب إلينا، كوكب الزهرة، هو متعة رصدية بالتلسكوب. وكما اكتشف غاليليو Galileo أول مرة قبل أكثر من أربعة قرون، فهذا الكوكب يُظهر أطواراً متغيرة في أثناء دورانه حول الشمس. ومن بين جميع الكواكب يعرض الزهرة أكبر حجم لقرص مع أسطع إضاءة كما يُرى من الأرض، وهو هدف مثالي لممارسة التصوير الفلكي بالهواتف الذكية. استخدم عينية عالية التكبير (50X على الأقل) وتأكد من ضبط تركيز تلسكوبك بالعين، ثم بدِّل إلى هاتفك الذكي. قد لا تحصل من الضبط البؤري التلقائي لكاميرتك على نتائج جيدة، وقد يصعب عليها أيضاً صنع تعريض ضوئي صحيح للتباين العالي في المشهد. ضعْ في اعتبارك استخدام إعدادات يدوية للتحكم في التعريض والتركيز. ربما تحتاج إلى تطبيق App لتتمكن من تحديد هذه الإعدادات. يجب عليك أيضاً أن تُصور باستخدام نسق الصورة الخام (RAW) بهاتفك إذا أمكنك ذلك. وبطبيعة الحال سيؤدي لمس الهاتف إلى اهتزاز التلسكوب، لذا استخدم مؤقِّت عد تنازلي Countdown timer، أو جهاز تحكم من بُعد بتقنية Bluetooth، أو مغلاق يعمل بالصوت Voice-activated shutter إذا كان هاتفك يدعمه.
8. كوكب المشتري وأقماره الغاليلية
صوِّرْ حركة الأقمار الأربعة حول الكوكب الغازي العملاق
مقارنةً بخلو كوكب الزهرة من معالم رئيسة واضحة – ما لم نستخدم مرشحات (فلاتر) وكاميرات خاصة – نجد أن أكبر كوكب في المجموعة الشمسية المشتري له وجه مثير جداً للاهتمام. يمكن لكاميرا هاتفك، عند تعريضها للضوء بنحو صحيح، أن تكشف أحزمة سحب الكوكب المختلفة والعواصف الكبيرة، بما في ذلك البقعة الحمراء العظيمة Great Red Spot الشهيرة. ربما يكون الأمر الأكثر إثارة هو الأقمار الأربعة الكبيرة التي ترافق المشتري الأقمار الغاليلية Galilean moons. ففي أي لحظة يمكن رؤية ما يصل إلى أربعة أقمار تحيط بالكوكب، مع اختفاء واحد منها أو أكثر خلف الكوكب، أو يظهر أمامه مباشرة من منظورنا. ومقارنةً بالزهرة ربما تجد أن هناك حاجة إلى تعريضات أطول لتصوير المشتري، ولكن هذه ستكون على الأكثر مجرد جزء من الثانية. استمر في التصوير، وستتضح أيضاً التأثيرات الضبابية Bluring effects للرؤية الفلكية مع التكبير العالي، لذا فإن بعض اللقطات ستكون أوضح من غيرها.
تلسكوبُك هو عدسة للكاميرا
يمكن تحويل كثير من التلسكوبات إلى عدسة عملاقة بتوصيلها بالكاميرا بما في ذلك الكاميرات الرقمية DSLR، والكاميرات عديمة المرآة Mirrorless cameras.
9. القمر مقرَّباً
يمكن أن يؤدي الجمع بين الكاميرا والتلسكوب إلى إبراز مشهد للقمر عادةً ما يكون خفياً.
يمكن حتى للتلسكوبات القصيرة أن تعادل العدسات المقرِّبة القوية؛ أما التلسكوبات الأطول فتتجاوز كثيراً المجال الذي توفره عدسات الكاميرا. على سبيل المثال، يمكن لتلسكوب بطول بؤري 1.5 م أن يُظهر وجه القمر عبر مستشعر Sensor كاميرا رقمية DSLR، من الحافة إلى الحافة تقريباً. وقد أمكن كشف تفاصيل رائعة بفضل آلاف البكسلات التي تسجل عينات من سطحه الوعر. وبسبب سطوعه، يُعَدّ القمر هدفاً سهلاً لمثل هذه الأبعاد البؤرية الطويلة. لا تحتاج إلى حامل تتبع لتحقيق نتائج رائعة (مع أنه يساعد فعلاً). كما لا يقتصر المشهد على عرض التفاصيل المكانية فقط. فمن خلال الصور عالية الدقة للقمر، يمكننا استخلاص ألوانه الدقيقة باستخدام برمجية معالجة الصور. وبتحسين تشبع Saturation الصورة وحيويتها Vibrance، يمكننا رؤية التباين الكيميائي لسطح القمر. هذه الألوان تكاد تكون غير محسوسة للعين، حتى بوجود تلسكوب كبير، وكثير من تجارب الرصد.
10. عنقود نجوم الثريّا
باستخدام عدسة قوية، ستتمكن من تصوير كثير من أقرباء الأخوات السبع
كما هي الحال مع نظرتنا السابقة على أهداف في أعماق السماء، يُعَدّ تثبيت حامل تتبع محاذٍ بنحو دقيق أمراً ضرورياً عند استخدام تلسكوبك لتصوير النجوم، لكن النتائج تستحق الجهد المبذول. وباستخدام تلسكوب سريع واسع المجال، يمكنك تحويل كاميرتك إلى أداة تصوير فلكي قوية، ويُعَدّ عنقود نجوم الثريّا Pleiades هدفاً مثالياً لصقل مهاراتك في التصوير الفلكي. والهدف من ذلك هو إظهار أعضاء في العنقود أكثر خفوتاً، واللون الأزرق الغني لنجومه البارزة، والسديم الانعكاسي الدقيق في جواره. وبالتدرُّب على تكديس التعريضات الضوئية ومعالجة الصور، ستتمكن من الحصول على نتائج تؤدي إلى تحسين كبير لأي شيء تعطيه صورة واحدة. ستبدو أخطاء التتبع مثل عقوبة، لكن عنقود الثريّا هو واحد من أسطع أجرام السماء البعيدة، وستكون قادراً على اجتناب التعريضات التي تتراوح بين 10 و30 ثانية، اعتماداً على حجم فتحة التلسكوب وقيمة الحساسية ISO على الكاميرا. استمتع بالتجربة، ونتمنى لك التوفيق في خطواتك الأولى في التصوير الفلكي!