كارثة مكوك الفضاء كولومبيا
بعد عشرين عاماً، تعود إيمي آرثر إلى الوراء بالزمن إلى الرحلة المشؤومة STS-107
استمر برنامج المكوك الفضائي التابع للوكالة NASA من العام 1972 إلى العام 2011، بما في ذلك سلسلة نجاحاته: عمليات إطلاق تلسكوب هابل الفضائي، ومختبر سبيسلاب الفضائي Spacelab، وبناء محطة الفضاء الدولية ISS.
غيرَ أن البرنامج واجه مشكلاته الخاصة به؛ وقد وُجِّه اللوم إلى ضغوط الجدول الزمني، وتقليص الموازنات بعد خسارة إحدى مركباته المدارية الخمس، وهي تشالنجر Challenger، وطاقمها المكون من سبعة أشخاص في العام 1986. فأجريت تغييرات تنظيمية. ولكن مع إطلاق المكوك كولومبيا Columbia في المهمة STS-107 بتاريخ 16 يناير 2003، عادت المشكلات.
كانت التقارير الأولية بعد الإطلاق إيجابية، وتطلّع الطاقم قُدُماً إلى مدة 16 يوماً من البحث العلمي تنتظرهم. وعلى الأرض، لاحظ فريق يدقق في لقطات عملية الإطلاق أن شيئاً ما قد سقط من خزان وقود كولومبيا وضرب الجانب السفلي من جناحه الأيسر، حيث من المفروض أن تعمل ألواح ألياف الكربون المقوى كدرع حرارية عازلة ضد حرارة تبلغ 1,600 درجة سيليزية سيتعرض لها في أثناء عودته إلى الأرض.
كان ذلك الشيء هو قطعة من الفوم العازل، أبعادها 60 سم X 38 سم، وصدمت المكوك بسرعة تبلغ 877 كم في الساعة. كانت صدمات قطع الفوم الصغيرة أمراً شائعاً في مهمات المكوك، ولكن من أجل تقييم ما إذا كان الضرر يمثل تهديداً حقيقياً، طلب الفريق صوراً عالية الدقة من وزارة الدفاع الأمريكية. وقد رُفض هذا الطلب ومعه الطلبان الآخران اللذان قُدِّما في الأسبوع التالي.
”لا داعي للقلق على الإطلاق“
وخلصت الإدارة، التي تدرك أن المركبات المدارية كانت قد نجت من اصطدامات قطع الفوم سابقاً، إلى أن وضع كولومبيا قد مثّل ”خطراً معروفاً بدرجة مقبولة“. وأُعلم الطاقم أخيراً في يوم 23 يناير. وأكد لهم فريق مراقبة المهمة أنه “لا يوجد قلق على الإطلاق بشأن العودة والدخول”.
بحلول يوم 1 فبراير، عندما بدأ مكوك كولومبيا عودته، لم يكن فريق رحلة STS-107 يتوقع حدوث مشكلات. ولكن بعد دخول الغلاف الجوي للأرض عند الساعة 8:44 صباحاً (بالتوقيت الشرقي القياسي EST)، بدأت الدرع الحرارية للجناح الأيسر في التفكُّك والانهيار. وعندَ الساعة 8:48 صباحاً، اكتشفت أجهزة الاستشعار درجات حرارة عالية غير طبيعية، لكن وحدة التحكم في المهمة لم تتلقَّ هذه القراءات. وبدأ المشاهدون يرون حطاماً يتساقط من كولومبيا عند الساعة 8:53 صباحاً. وعلى حد علم الوكالة ناسا، كانت الأمور لا تزال تمضي بسلاسة.
عند الساعة 8:54 صباحاً، أُعلم مدير الرحلة الأرضية بأن قراءات ”منخفضة خارج المجال“ كانت تظهر على أربعة أجهزة استشعار في الجناح الأيسر، ولكن لم يتخذ أي إجراء. وعلى متن المكوك، لم يكن الطاقم على دراية بارتفاع درجات الحرارة وزيادة السحب على الجناح. وعند الساعة 8:59 صباحاً، فُقدت القراءات من اثنين من معدات إطارات الهبوط.
عند الساعة 8:59:15 صباحاً، أبلغ فريق مراقبة المهمة طاقمَ المكوك بالمشكلة. وجاء رد قائد المهمة ريك هازبند Rick Husband عند الساعة 8:59:32 صباحاً مبتدئاً بكلمة: ”روجر….“ قبل انقطاع الاتصال بكولومبيا تماماً.
والتقط أشخاصٌ على الأرض صور تحطم المكوك كولومبيا في أثناء انتظارهم عودة رواد الفضاء إلى الوطن. وعند الساعة 9:16 صباحاً، وهو موعد هبوط المركبة المدارية، أعلنت الوكالة ناسا عن خطة “طوارئ المكوك”. وفي غضون ساعتين شُكِّلت هيئة التحقيق في حادث كولومبيا (CAIB). وفي وقت لاحق، خاطب الرئيس بوش الأمة قائلاً: “لقد فقدنا كولومبيا. ولم ينج من الرواد أحد”.
في الأسابيع التالية، غطت عمليات البحث عن الحطام مساحة بلغت أكثر من 2,000 كم2. وعُثر على أكثر من 84,000 قطعة حطام، شكلت نحو 38% من جسم المركبة المدارية. وجمعت هيئة التحقيق بيانات البريد الإلكتروني ومكالمات الهاتف، وأجزاء الحطام، ونصوص الاجتماعات، والصور، وملفات من الوكالة ناسا، لتستكمل تحرياتها التي دامت سبعة أشهر.
أما السؤال الذي دار في أذهان الجميع، فهو: هل كان ممكناً منعُ الكارثة؟ هل كان يمكن إصلاح كولومبيا أو إنقاذ الطاقم؟ وفي حين بدا الإصلاح ممكناً باستخدام المعدات التي كانت موجودة لدى الطاقم على متن المركبة، لم تكن الوكالة ناسا واثقة بأن مركبتها كانت ستنجو من إجهاد الضغط في أثناء عودتها. ومع ذلك فقد كان من الممكن أن يُرسَل المكوك آتلانتس Atlantis في مهمة إنقاذ عاجلة، لكن هذا ربما كان سيتعرض لضربة مماثلة بقطعة فوم، وكان هذا سيقلل من قدرة تحمُّل كولومبيا ومواردها. وخلصت هيئة التحقيق إلى أنه كان يمكن فعل ذلك، لو اتخذت ناسا القرار في غضون سبعة أيام من ضربة قطعة الفوم.
كاتبة ومحاضرة علمية
طاقم المكوك كولومبيا في المهمة STS-107
1. خبير المهمة ديفيد براون David Brown
الميلاد: 16 إبريل 1956.
الرحلات الفضائية: STS-107.
طبيب جراح سابق في البحرية الأمريكية. تدرب براون على قيادة الطائرة النفاثة T-38 الأسرع من الصوت، والتابعة للوكالة ناسا.
2. قائد المهمة ريك هازبند Rick Husband
الرحلات الفضائية: STS-96, STS-107.
الولادة: 12 يوليو 1957.
الرحلات الجوية: STS-96, STS-107.
قاد أول عملية التحام بين مكوك الفضاء ومحطة الفضاء الدولية ISS في رحلته الأولى في العام 1999 على متن المكوك ديسكفري.
3. خبيرة المهمة لوريل كلارك Laurel Clark
الولادة: 10 مارس، 1961.
الرحلات الفضائية: STS-107.
كانت كلارك طبيبة جراحة في البحرية الأمريكية. انضمت إلى الوكالة ناسا في العام 1996، وكُلفت بمهمتها الأولى والوحيدة على الرحلة STS-107.
4. خبيرة المهمة كالبانا شاولا Kalpana Chawla
الميلاد: 17 مارس، 1962.
الرحلات الفضائية: STS-87، STS-107.
حصلت على درجة الدكتوراه في هندسة الطيران، ثم عملت في مركز الأبحاث آميس Ames التابع للوكالة ناسا. وهي أول امرأة من أصل هندي تحلق في الفضاء، على متن الرحلة STS-87.
5. قائد الحمولة مايكل أندرسون Michael Anderson.
الميلاد: 25 ديسمبر 1959.
الرحلات الفضائية: STS-89، STS-107.
التحق بالقوات الجوية الأمريكية بعد حصوله على شهادة جامعية في الفيزياء وعلم الفلك.
أول رحلة فضائية له مع الوكالة ناسا في العام 1998، على متن المكوك إنديفر Endeavor.
6. الطيار ويليام ’ويلي‘ ماكول William ‘Willie’ McCool
الميلاد: 23 سبتمبر، 1961.
الرحلات الفضائية: STS-107.
انضم إلى الوكالة ناسا في العام 1996، وأدى أدواراً فنية إلى أن اختير لرحلته الفضائية الأولى والوحيدة STS-107.
7. خبير الحمولة إيلان رامون Ilan Ramon
الميلاد: 20 يونيو، 1954.
الرحلات الفضائية: STS-107.
عقيد وطيار مقاتل في سلاح الجو.