أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
مجال الرؤية

بانتظار آرتميس

تقول نيف شو إن الأمل، والمواظبة، والثقة هي حياة عشاق الرحلات الفضائية

لعبة الانتظار: نيف تقف مستعدة لإطلاق الصاروخ (لا يبدو الأمل قوياً)

عند الساعة الثالثة من مساء يوم القديس باتريك، 17 مارس 2022، وجدتُ نفسي في القسم الإعلامي في مركز كينيدي الفضائي التابع للوكالة ناسا، أقف جنباً إلى جنب مع الصحافة الأمريكية والأجنبية. انتظرنا بصبر، على أمل الحصول على أول لمحة إلى مجموعة صاروخ نظام الإطلاق الفضائي الهائل والكبسولة أورايون Orion التي كانت توشك على الخروج من مبنى تجميع المركبات الفضائية. وأخيراً، عندما زحفت المجموعة أمامنا عند الساعة 8 مساءً، استطعت بالكاد استيعاب المشهد. لقد كانت هائلة.

بعد أربعة أشهر أعلنت الوكالة ناسا أن آرتميس 1 (Artemis I) البعثة الأولى في برنامج الوكالة الجديد للهبوط على سطح القمر ستنطلق في يوم 29 أغسطس 2022. أعددتُ خطط سفري وعدت إلى كيب كانافيرال.

وحلّت الليلة الكبيرة أخيراً. كنت في الموقع عند الساعة 10:30 تقريباً مساءً، أستعد لفرصة الإطلاق التي تمتد بين الساعة 8:42 صباحاً والساعة 10:42 صباحاً. وقد أحضرت معي كثيراً من الطعام ومعدات التصوير لم أكن متأكدة مما أحتاج إليه، ولذلك أخذت كل شيء. كانت الإثارة بادية على الوسط الإعلامي، وكانت الحدث الأكثر ازدحاماً الذي حضرتُه. وقد فات الأوان للحصول على طاولة، لكنني وجدت كرسياً واستخدمته كقاعدة لي في أثناء الليل. تجول رواد فضاء ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية في مجموعات. كانت هناك بسكويت القمر Moon pies مزينة بعلامة آرتميس، وكعك الدونت Donuts وقبعات البيسبول وغيرها من الهدايا التي وُضعت حول غرفة الأخبار.

عند الساعة 11 مساء كنت أعد كاميرتي على العشب، ولم تكن موجة الأمطار الدافئة في الخارج سيئة كثيراً. وجلست في غرفة التحرير المكيفة وأنا أشعر ببرودة غير مريحة في ملابسي الرطبة طوال الليل. ومع كل مرة يذاع فيها تحديث معلومات من مركز التحكُّم الأرضي، كان الصمت يسود عبر أنحاء الغرفة، ونتجمع حول الشاشة لنعرف كيف تتطور الأمور. عند الساعة الواحدة صباحاً تقريباً، بدأت المشكلات في الظهور، في أثناء محاولات لملء خزان الهيدروجين السائل. أمكن حل إحداها؛ ثم ظهرت مشكلة أخرى. يمضي الوقت ببطء شديد إلى لحظة الإطلاق، وحاولت أن أبقى متفائلة بأن ذلك الحدث سيمضي قُدماً. توجهت إلى العشب لأصور شروق الشمس وأنتظر.

نيف شو Niamh Shaw:
صحافية فضائية
ومحاضرة علمية
عند الساعة 8:30 صباحاً تقريباً، تراجعت الوكالة ناسا عن قرار الإطلاق. كنا قد توقعنا جميعاً ذلك. حزمت أجهزتي وعدت إلى الفندق. ولحسن الحظ فقد أُعلن تاريخ إطلاق جديد في يوم 2 سبتمبر. وفي هذه المرة كان هناك عدد أقل من وسائل الإعلام، وقليل من الإثارة أيضاً. لا بسكويت القمر ولا كعك الدونت أيضاً، لكن على الأقل لم تكن السماء تمطر. ومع ذلك فقد عادت تسريبات الهيدروجين السائل ذاتها لتحدث من جديد، وأُلغي الإطلاق مرة أخرى. كنت حزينة عندما تركتُ العشب في ذلك الصباح، وحزمت معداتي. التقطت صورة أخيرة للصاروخ وقفزت في الحافلة.

في يوم 16 نوفمبر، عند تمام الساعة 6:47 صباحاً، تمكنتُ أخيراً من رؤية آرتميس 1، ولكن هذه المرة من خلال موجز إخباري على النت. كان رائعاً؛ وبالنسبة إليَّ كان المشهد حلواً ومراً. يمكنك جدولة عمليات الإطلاق، ولكن في رحلات الفضاء لا يمكن ضمان شيء على الإطلاق. السلامة يجب أن تأتي في المقام الأول. ولكن مع إطلاق آرتميس 1 بدأت حقبة جديدة من رحلات الفضاء، وأنا ممتنة لأن أكون جزءاً منها بطريقة صغيرة. كل ما يمكنني فعلُه هو أن آمل أن أكون هناك شخصياً في المرة التالية [أقلعت أرتميس في نوفمبر 2022]! 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى