أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
كتب فلكيةمقالات الإشتراك

كتب فلكية

مراجعة كتب جديدة في علوم الفضاء والفلك

مقابلة مع المؤلف
جيم بيل Jim Bell:

ما صورتك الفضائية المفضلة؟
ليس لديَّ أي صورة مفضلة واحدة، لكنني انجذبت إلى صور أسطح عوالم مثل القمر والمريخ، أو أجواء الكواكب مثل كوكبي المشتري وزحل. مجال الألوان والأشكال يُذكر بالمشاهد الجيولوجية أو الغلاف الجوي على الأرض، لكن هذه البيئات مختلفة جداً عن بيئتنا، لذا فالمقارنة خادعة. يعجبني عنصر الجذب في الصورة بين ما يبدو مألوفاً مقابل ما سجلته الصورة فعلاً: جاذبية ساحقة، ودرجات حرارة قصوى، وإشعاع مميت.

هل يثيرك التلسكوب جيمس ويب الفضائي؟
من الذي لن يشعر بالإثارة! لقد بدت صوره الأولى مذهلة، وخاصة عند مقارنتها مع التي التقطها التلسكوب هابل الفضائي. من المثير فنياً، والآسر علمياً، أن ترى الكون بمجموعة جديدة من العيون التي ضُبطت لترى الأشعة تحت الحمراء. ستعمل دقة ويب وحساسيته للأشعة تحت الحمراء وتقنية معداته على إعادة صياغة كتب علوم الفلك، تماماً كما فعل التلسكوب هابل قبله.

ما العوالم التي ترغب في رؤيتها مصورةً أكثر من غيرها؟
قمم جبال القمر الصخرية المذهلة، والأخاديد الهائلة على سطح المريخ، وأعمدة الحمم البركانية الشاهقة التي تندفع على القمر آيو، وبلايين القطع الجليدية المتلألئة في حلقات زحل، وجُرف جليدي على القمر ميراندا، والأنهار الجليدية الوعرة على سطح بلوتو… والقائمة تطول! من المقرر أن تكون هذه الروائع وكثير من الأماكن الرائعة الأخرى جزءاً من نظام ”متنزَّه طبيعي بين الكواكب“ Interplanetary Natural Park مستقبلي سيقدره أحفادنا ويحافظون عليه.

جيم بيل Jim Bell:
أستاذ في كلية استكشاف الأرض والفضاء بجامعة ولاية أريزونا.

مقابلة مع جيم بيلفن الكون
المؤلف: جيم بل Jim Bell
الناشر: Union Square & Co
السعر: £30 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى

ربما يكون من الصعب عادةً بيعُ كتاب يقدِّم صوراً التقطت معظمَها آلاتٌ تعمل من بُعد، لكن الصور التي جُمعت هنا في هذا الكتاب تأتي من بعض أروع الآلات على الإطلاق: التلسكوبات العملاقة والمركبات الفضائية والمركبات الجوّالة التي تستكشف ما وراء حدود قدرة الإنسان. وكما يجادل المؤلف جيم بيل Jim Bell، وهو مهندس سابق في مختبر الدفع النفاث JPL، في النص المصاحب لهذه المجموعة الرائعة من الصور، فإن الأمر يحتاج إلى بشر لتخطيط التقاط هذه الصور وجمعها ومعالجتها.

قصة البدء لجيم بيل في التصوير الفوتوغرافي هي مثال على ذلك: فقد ساعد في الإشراف على مركبة سوجورنر Sojourner الجوّالة في العام 1997، وانضم إلى محاولة لتصوير غروب الشمس على كوكب المريخ. أظهرت صور مركبتي فايكنغ Viking قبل ذلك بعقدين سماءً تشع بأضواء الشفق، لكنها كانت تفتقر إلى المجال الديناميكي لإظهار الشمس ذاتها. وكشفت كاميرا سوجورنر الفائقة عن قرص شمسي أزرق مخيف، نتج عن امتصاص غبار المريخ لضوء مائل إلى الحمرة. وبينما صار غروب الشمس على المريخ مشهداً مألوفاً نسبياً الآن، ليوضح هذا كيف يحكم التقدم التقني ما نراه من الكون الأوسع.

يبدأ كتاب فن الكون The Art of the Cosmos بالشمس ويمضي مبتعداً عبر كواكب المجموعة الشمسية إلى أعماق الفضاء. يمكن قياس نجاح الكتاب من خلال حقيقة أن غالبية صوره المذهلة هي غير معروفة. يعتمد بيل على ثقافة الإنترنت الفرعية لـ”مستكشفين بالنيابة“ Vicarious explorers، ويتنقل في أرشيف بعثات الفضاء للكشف عن الصور المهملة بنحو غير عادل، مثل ذلك الجُرف الشاهق على المذنّب 67P/Churyumov – Gerasimenko الذي استطلعه المسبار روزيتا Rosetta التابع لوكالة الفضاء الأوروبية. والجدير بالذكر أن بيل هو أيضاً مصوِّر فوتوغرافي للمشاهد الطبيعية، قادر على إعادة سرد سبب قدرة عوامل مثل التأطير والتباين وعمق المجال في بعض الصور على لفت انتباهنا أكثر من غيرها.

من الواضح أن كوكب المريخ يمثل عنصر الجذب الأول في التصوير الفلكي، ويليه مباشرةً في المرتبة الثانية كوكب الحلقات زحل. وبعيداً وراء بلوتو تأتي مشاهد إبداعية مثيرة من نجوم ومجرّات، وتنتهي بحقل هابل العميق Hubble Deep Field الشهير، مع اختيار مجرّات لا نهاية لها مما كان يبدو سابقاً أنه ظلام فارغ. كما يعمل الآن تلسكوب جيمس ويب الفضائي على توسعة حدود أرصادنا، ليعني ذلك أن هذا الكتاب سيحتاج إلى تحديث، لكنه في الوقت ذاته يقدِّم دليلاً مرئياً جيداً إلى مجرَّتنا والمجرّات الأخرى.

*****

شون بلير Sean Blair: محرر أول في وكالة الفضاء الأوروبية لموضوعات التكنولوجيا والملاحة الفضائية


مقابلة مع جيم بيلالحقيقة كلها
المؤلف: فيليب جيمس إدوين بيبلز PJE Peebles
الناشر: Princeton University Press
السعر: £22 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى

لا يُكثر حائزو جائزة نوبل من مشاركة وجهات نظرهم حول طبيعة الواقع المادي وتقدُّم العلم. غير أن الفيزيائي في جامعة برينستن، جيمس بيبلز James Peebles، وهو أحد مؤسسي النموذج القياسي الحالي لعلم الكونيات، يقبل التحدي في كتابه الحقيقة الكاملة The Whole Truth.

يعود بيبلز بالنظر إلى الوراء متفحصاً تاريخ الكوزمولوجيا (علم الكونيات) خلال القرن العشرين، ويعلق على بحثنا عن الواقع الموضوعي، مقتنعاً بوجود حقيقة واحدة، وأن نظرياتنا لا يمكن أن تكون سوى مقاربات من تلك الحقيقة.

فلماذا وكيف وصلنا إلى آرائنا الحالية عن الواقع؟ وفقاً لبيبلز، إنه مزيج من الحدس والبحث عن الجمال والفرص، وتأثير التقليد. لقد جرى قبول كثير من الأفكار، مثل نظرية النسبيّة العامة لآينشتاين، في الأصل، حتى من دون أدلة تجريبية كثيرة. وهو يخلص إلى أن نظرياتنا، في معظم أمثلتها، هي بُنى اجتماعية.

نسمع عن كثير من الأمثلة المدهشة للتقدم المتزامن أو المتوازي في الاكتشافات العلمية. يصف بيبلز عدداً من ”تواريخ بديلة“ ويخلص إلى أن وجهات نظرنا الكونية الحالية كانت ستتطور وتنضج في أي حال، بمعزل عن أبطال مثل آينشتاين وغامو Gamow، وهو نفسه.

هذا الكتاب ليس سهلاً. قد لا يقدِّر الجميع تماماً تأملات بيبلز المُمَحِّصة بعمق في الجوانب الفلسفية والاجتماعية لعملية بحثنا عن المعرفة؛ ولكن إذا كنتَ مهتماً بمعرفة واسعة وشاملة لطبيعة الاكتشاف العلمي، فهذا الكتاب لك. 

*****

غوفرت شيلنغ Govert Schilling: كاتب في علوم الفلك، ومؤلف كتاب تموجات في الزمن Ripples In Time.


مقابلة مع جيم بيلهل أنا مصنوع من غبار النجوم؟ حقائق للأطفال
المؤلف: ماجي آدرين بوكوك
الناشر: Michael O’Mara
السعر: £12.99 جنيه إسترليني
الغلاف: ورق مُقوَّى

كما يعلم أي شخص حاول التحدث إلى طفل عن الفضاء، فإن العقول اليافعة تأتي بأسئلة غريبة ومذهلة ولا نهاية لها، على الرغم من حقيقة أنه كثيراً ما يصعب الرد عليها بإجابة مُرضية وسهلة. في كتاب هل أنا مصنوع من غبار النجوم؟ Am I Made of Stardust? تمكنتْ ماجي آديرين بوكوك من فعل ذلك بالضبط.

هذا كتاب أسئلة وأجوبة رائع، مع رسوم توضيحية ملهمة. يغطي الفصل الأول الأسئلة الكبيرة عن الفضاء، من الانفجار الكبير (العظيم) Big bang ومدى ضخامة الكون، إلى الشكل الذي قد تبدو عليه الكائنات الفضائية. ويركز الفصل الثاني على مجموعتنا الشمسية كيف نهبط بمركبة على المريخ، وما إذا كان بلوتو كوكباً (موضوع خلافي!). ويركز الفصل الأخير على استكشاف الإنسان للفضاء، بما في ذلك كيف تبدو رائحة الفضاء، وكيف يمكنك أيضاً أن تكون رائد فضاء.

تقدم آدرين بوكوك إجابات مدروسة وذكية لكل هذه الأسئلة وأكثر. إنها إجابات موجزة وجذابة ومتاحة؛ ولكن من دون إعطاء أنصاف الحقائق فإن المطاف سينتهي بنا غالباً إلى إخبار الأطفال الصغار عن العلوم. هناك أيضاً عدد قليل من التجارب لتجربتها في المنزل وهي رائعة لعلاج الضجر في يوم ماطر. ربما تكون فئة السن المعلنة، 9-11 سنة، صغيرة أمام الجزء الأكبر سناً في الجمهور المثالي: وسيكون هذا كتاباً رائعاً للقراءة مع الأطفال الأصغر سناً.

هذا كتابٌ سيستمتع به أي طفل مفتون بالفضاء (وبصراحة، معظمهم كذلك)، ولكنه أيضاً أداة قيمة لأي بالغ كثيراً ما يتعثر في الأسئلة الغريبة والمتنوعة للأطفال في سن المدرسة الابتدائية. نأمُل أن يشبع هذا (الكتاب) فضولهم، ولو فترةً وجيزة على الأقل. 

*****

كيتي ساورز Katie Sawers: كاتبة علمية متخصصة في تاريخ علم الفلك.


أورانوس ونبتون
المؤلف: كارولين كينِت Carolyn Kennett
الناشر: Reaktion Boo
السعر: £25 جنيهاً إسترلينياً
الغلاف: ورق مُقوَّى

على عكس الكواكب الأخرى في مجموعتنا الشمسية، فقد اكتُشف ”العملاقان الجليديان“ أورانوس ونبتون في العصر الحديث، وبذا فهما مجرد عنصرين علميين ليس لهما روابط ثقافية قديمة. هذا الكتاب الأخير من تأليف كارولين كينت Carolyn Kennett في سلسلة كتب كوزموس Kosmos من دار Reaktion Books هو ملخص وجيز لما نعرفه عن كلا الكوكبين، إضافةً إلى أقمارهما الكثيرة.

نبتون هو الكوكب الوحيد الذي حدث التنبؤ باكتشافه نتيجة الاضطراب في مدار أورانوس. ويكشف الكتاب بعناية عن القصة المعقدة لهذا الاكتشاف، ويوضح من الذي يجب أن يُعزَى إليه الفضل في أي وجه.

نتعرف على أوجه التشابه بين الكوكبين: النواة الصخرية لكل منهما، وغلافهما الجوي الخارجي الذي يحتوي على غاز الميثان، وحقولهما المغناطيسية غير المنطبقة على محور دورانهما. كما نتعرف أيضاً على الاختلافات بينهما: فعلى سبيل المثال يبدو المحور الشاذ لدوران أورانوس والقائم تقريباً على مستوى مداره، فريداً من نوعه في المجموعة الشمسية، ومن المحتمل أنه نتج بفعل اصطدام في الماضي؛ أما كوكب نبتون فيُشع حرارة أكثر بكثير مما يمتصه من الشمس.

يُعد التعامل مع تاريخ هذين الكوكبين أمراً مهماً ليس فقط لفهم مجموعتنا الشمسية، ولكن أيضاً للتعرف على تكوين الكواكب في الكون بصورة عامة. فبعد كل شيء، صُنِّف ثلث الكواكب النجمية المكتشفة حتى الآن على أنها كواكب شبيهة بنبتون.

يعتمد كثير مما نعرفه عن كوكبي نبتون وأورانوس على رحلة المركبة فوياجر 2 (Voyager 2) في أواخر ثمانينات القرن العشرين وصورها التي لا تُنسى. وهذا الكتاب هو بحق سردٌ للانتصارات التقنية للمركبة فوياجر 2 بقدر ما هو قصة عن هذين الكوكبين، وهو يصف سيناريو مهمة مستقبلية مخصصة لهذين العالمين الأزرقين، والغامضين. 

*****

بيبا غولدشميت Pippa Goldschmidt: كاتبة في العلوم والتاريخ، وعلوم الفلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى