أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
أحدث التطورات

هل يتصل إي تي بوطنه هاتفياً؟

يمكن لمفعول عدسة الجاذبية أن يعزز الإشارات الفضائية بين النجوم

أين يجب أن نبحث عن الكائنات الفضائية؟ كانت الإجابة المعتادة طَوال أكثر من 50 عاماً هي ”بين النجوم“، مع تركيز عمليات البحث عن ذكاء خارج كوكب الأرض Search for extraterrestrial intelligence (اختصاراً: المشروع SETI) على مسح السماء باستخدام التلسكوبات الراديوية الكبيرة. غير أن هذا قد يكون في طور التغيير، مع انضمام جيل جديد من العلماء وتجارب المشروع SETI إلى عمليات البحث. 

يريد البعض البحثَ عن آثار اصطناعية غريبة في المجموعة الشمسية، وهي خطة من المؤكد أنها ستنال إعجاب أي شخص يتذكر العمود الصخري المشؤوم في فيلم 2001: أوديسا الفضاء 2001: A Space Odyssey. تكمن المشكلة في وجود كثير من الفضاء في المجموعة الشمسية الذي يجب تحريه، ولذا فإن ما قد يساعدك في البحث هو ما إذا كانت لديك فكرة عما قد يوشك الفضائيون على فعله.

يبدأ مؤلفو بحث هذا الشهر بفكرة أن أي مسابير تابعة لكائنات فضائية تستكشف منطقة جوارنا ستحتاج إلى إرسال تقرير إلى نظامهم الكوكبي. ومع ذلك فإن فعل هذا أمر صعب، ويتطلب ما يُفترض أنه مسبار متواضع لاستخدام كمية هائلة من الطاقة لإرسال إشارة يمكن اكتشافها عبر مسافات فضائية شاسعة بين النجوم.

سيبحث أي مهندس لمركبة فضائية معقولة عن وسيلة اختصار للمسافات. ولحسن الحظ، يجب أن يعلموا أن موجات الراديو، مثل أي إشعاع كهرومغناطيسي، يمكن تركيزها بمفعول عدسة الجاذبية Gravitational lens وتضخيمها بفعل جاذبية الشمس. ضع مسباراً وراء الشمس بعيداً بمسافة تعادل 500 مرة من مثل المسافة بين الأرض والشمس، على استقامة تامة مع نجمك الأم، ويجب أن يكون ممكناً الحصول على تقرير عن حالة الأرض على ذلك الكوكب الأم باستخدام أجهزة إرسال ليست أقوى بكثير من التي تحملها مركباتنا الفضائية حاليا.

إذا انتبهنا عندما تعبُر الأرض المنطقة الواقعة بين الشمس والنجم المستهدف، بحثاً عن أي إشارات شاردة باستخدام التلسكوبات الراديوية، فقد نتمكن من التنصت على اتصالات الفضائيين. استخدم هذا البحث، الذي هو نتيجة مشروع صيفي لبعض الطلبة الجامعيين المحظوظين في المركز SETI بجامعة ولاية بنسلفانيا، تلسكوب غرين بانك Green Bank Telescope في ولاية فرجينيا الغربية الهادئة راديوياً لإنجاز هذا بالضبط.

وكما هي الحال دائماً مع مشروع SETI، تتمثل المشكلة الأكبر في التمييز بين ما يمكن أن يكون بثاً اصطناعياً من كامل الضوضاء والفوضى الناتجة عن حضارتنا الأرضية. في هذه الحالة، نتوقع أن يكون مصدر الإشارة الحقيقية قريباً من موقع ثابت بالنسبة إلى الشمس، ولذا يمكننا تركيز انتباهنا على تلك الإشارات فقط. لقد عثر على عدد قليل من الأحداث المرشحة في كل من نطاقي التردد اللذين استهدفهما علماء الفلك، لكن الفحص الدقيق يظهر أنها إشارات كاذبة. يبدو أقوى الترددات المعروفة باسم النطاق L، على سبيل المثال، ما هو إلا ثرثرة من أحد أقمار إيريديوم للاتصالات Iridium communications satellite.

وعلى الرغم من عدم اكتشاف أي شيء بعد، فإن هذه التقنية واعدة. فهذه مجرد مجموعة واحدة فقط من الأرصاد. ربما تقدم منارتنا Beacon تقاريرها لسكان نجم آلفا قنطورس مرة واحدة فقط في الأسبوع، أو مرة واحدة في السنة. أو ربما كان نجم آلفا قنطورس هو الهدف الخطأ.

”من الممكن تخيُّل شبكة اتصالات بين النجوم، مع أقمار اصطناعية لتقوية الإشارة تثبَّت في معظم أنحاء المجرّة“

يقول مؤلفو البحث أنه من الممكن تخيل شبكة اتصالات بين النجوم، مع وجود أقمار اصطناعية لتقوية الإشارة في معظم أنحاء المجرّة، ولإعادة توجيه الرسائل باستخدام عدسة الجاذبية. في مثل هذا النظام، تُعَدُّ أنظمة النجوم المتعددة مثل آلفا قنطورس Alpha Centauri، بعناصرها الساطعة، إضافةً إلى نجم بروكسيما Proxima الخافت، خياراتٍ سيئة، لأنها تُجبر مناراتها على ضبط الموقع باستمرار مع تحرك النجوم. من الأفضل بكثيرٍ البحث عن الإشارات التي تتنقل بين العقد Nodes المثبتة على نجوم أكثر بعثاً على الملل- تماماً مثل شمسنا. ربما يجب أن نتابع البحث.


البروفيسور كريس لينتوت:
عالم فيزياء فلكية يشارك بتقديم برنامج سماء الليل Sky at Night

* كريس لينتوت Prof Chris Lintott: كان يقرأ…
Search for Radio Technosignatures at the Solar Gravitational Lens Targeting Alpha Centauri بقلم نيك توساي Nick Tusay وآخرين. اقرأها على الرابط: https://arxiv.org/abs/2206.14807

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى