أين كل هؤلاء الفضائيين؟ الذكرى 75 لحادثة روزويل
ينظر نيك بوب Nick Pope إلى الماضي في أشهر قصة على الإطلاق عن الأجسام الطائرة المجهولة UFOs، ولماذا يبلِّغ مزيد من الناس عن مشاهدات غريبة في السماء
يشهد هذا الصيف الذكرى 75 لحادث روزويل Roswell، التي يقول من يصدقها إن مركبة فضائية من خارج الأرض قد تحطمت في صحراء نيو مكسيكو- مع احتمال حصول الحكومة الأمريكية على بعض الحطام وأجسام كائنات غريبة منها، ومُضي عقود طويلة من التستر عليها. ما الذي حدث هناك فعلاً؟ ولماذا لا يزال هذا السر يثير مثل هذا الاهتمام والجدل بعد مضي عقود عليه؟
في يوم 24 يونيو من العام 1947، كان الطيار كينيث آرنولد Kenneth Arnold يحلق فوق جبال كاسكيد Cascade Mountains بولاية واشنطن في الولايات المتحدة، للمساعدة في البحث عن طائرة عسكرية محطمة. وفي أثناء تحليقه رأى تسعة أجسام، على شكل هلال، تحلق ضمن تشكيل على ارتفاع 3 كم تقريباً، وبسرعة قُدِّرت بـ 1,900 كم/سا تقريباً: بدا الأمر مستحيلاً في ذلك الوقت. وصف آرنولد حركة القفز المجنونة لتلك الأجسام بأنها ”… مثل صحن عندما تقذفه فوق سطح الماء“.
ويبدأ اللغز
وضعت وسائل الإعلام يدها على القصة، وصاغت مصطلح ”طبق طائر“ Flying saucer وولد معها لغز حديث. لم تكن هذه أول مشاهدة لما نسميه الآن جسم طائر مجهول الهوية UFO، لكنها كانت أول قصة مشاهدة تستحوذ على مخيلة الناس، وتصدرت عناوين الأخبار في معظم أنحاء العالم. تلا ذلك مزيد من التقارير، وهو ما يشير إلى أن هذه المشاهدات كانت شائعة ولكن من دون الإبلاغ عنها من قبل. ومع تطور ”صيف الصحون الطائرة“ هذا، تكثفت التغطية الإعلامية إلى حد يشبه الهستيريا، حتى وصلت الأمور إلى ذروتها وبدا أن اللغز قد يحل.
في يوم 7 يوليو، اتصل مالك مزرعة مواشٍ محلي يُدعى ”ماك“ بريزل Mac Brazel بالعمدة في روزويل ليقول إنه اكتشف حطاماً غريباً منتشراً فوق مزرعته. كان قد وجده قبل أيام، لكنه لم يفكر كثيراً بشأنه قبل انتشار قصص الصحون الطائرة. وقد أخبر السلطات بعد تفكيره باحتمال حدوث اتصال والتخمين أن شيئاً ما ربما يكون قد تحطم في أثناء عاصفة حديثة. وقد أحضر بعض عينات الحطام، وعندما اتصل العمدة بقاعدة الجيش الجوية القريبة، ذهب ضابط المخابرات جيسي مارسيل Jesse Marcel إلى موقع التحطم مع بريزل واستعاد مزيداً من الحطام.
ثم عمل ضابط الإعلام بالقاعدة العسكرية، والتر هات Walter Haut، مع صحافي محلي لإصدار تقرير إخباري عن الحادثة:
”صارت الشائعات العديدة المتعلقة بالقرص الطائر حقيقة واقعة بالأمس عندما كان مكتب المخابرات التابع لمجموعة القصف الرقم 509 التابعة لقوة سلاح الجو الثامنة، في مطار روزويل العسكري، محظوظاً بما يكفي للحصول على طبق بعد تعاون أحد مربي الماشية المحليين ومكتب عمدة مقاطعة تشافيس.
سقط الجسم الطائر في مزرعة بالقرب من روزويل في وقت ما من الأسبوع الماضي. ونظراً إلى عدم وجود مراكز هاتفية، فقد احتفظ المزارع بالطبق إلى أن سنح له وقت للاتصال بمكتب العمدة، والذي أخطر بدوره الرائد جيسي مارسيل من مكتب استخبارات مجموعة القصف الرقم 509.
اتخذ الإجراء على الفور، ورفع القرص من منزل المزرعة. ثم فُحص في مطار روزويل الجوي العسكري، ثم أعاره الرائد مارسيل لاحقاً إلى مقر قيادة أعلى.
أحدثت الأخبار صدمة في معظم أنحاء العالم، لكن عنوان الصفحة الأولى الشهير لصحيفة Roswell Daily Record المحلية (في اليمين) كان أشهرها: ”قاعدة روزويل العسكرية الجوية RAAF تلتقط صحناً طائراً من مزرعة في منطقة روزويل“.
وفي غضون 24 ساعة كان هناك تطور مذهل. وفي انعكاس كامل لموقفهم، قال الجيش الأمريكي أن خطأ قد وقع، وأن ”الصحن الطائر“ كان منطاد طقس محطماً. ثم نشرت صحيفة Roswell Daily Record قصة متابعة للحادثة يقول نصها ”الجنرال ريمي Gen. Ramey يفرغ صحن روزويل“- الجنرال روجر ريمي هو قائد القوة الجوية الثامنة التي نُقل الحطام إلى مقر قيادتها في فورت وورث Fort Worth. نُشرت سلسلة صور تظهر ريمي ومارسيل وعسكريين آخرين يحملون بعض الحطام. من المؤكد أنها بدت غير مثيرة، وكانت متوافقة تماماً مع ”رقائق الألومنيوم“ التي ذكرها الجيش في تفسيره.
في الوقت الحاضر، مع وجود نشرات الأخبار على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومع الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومجتمع ناشطين من باحثي الأجسام الطائرة المجهولة، فإن مثل هذا الادعاء- متبوعاً بمثل هذا الانقلاب في الخبر- من شأنه إثارة الجدل ونظريات المؤامرة من دون شك، وعلى نطاق واسع. هذا صحيح خاصةً بالنظر إلى مجموعة القصف الرقم 509 كانت في ذلك الوقت هي السرب الجوي الوحيد في العالم، الذي يمكنه حمل قنابل ذرية. وكان من الصعب تخيل أفراد هذه النخبة- وكثير منهم على دراية ببالونات الطقس- أن يُخدَعوا بهذه البساطة. لكن أمريكا ما بعد الحرب كانت مختلفة تماماً عن اليوم، وفي ذلك العصر الأكثر هدوءاً، والأكثر ثقة بالسلطات، كان يُعتقد أن تفسير منطاد الطقس يمكن تصديقه كلياً تقريباً. وبينما مضى الاهتمام بالأطباق الطائرة والأجسام الطائرة المجهولة من زخْم إلى زخْم، فقد انقطع ذكر قصة حادثة روزويل.
صوت من الماضي
في العام 1978، عاد الفيزيائي النووي ستانتن فريدمان Stanton T Friedman الذي انتقل إلى اختصاص دراسة الأجسام الطائرة المجهولة- إلى اكتشاف قصة تحطم الجسم الطائر المجهول في روزويل، بعد إبلاغه أن رجلاً عسكرياً متقاعداً لديه قصة مثيرة للاهتمام ليرويها: ولم يكن ذلك الرجل سوى جيسي مارسيل. أخبر مارسيل فريدمان أن تفسير منطاد الطقس كان قصة ظاهرية، وأن الصور لُفقت، مع استبدال حطام منطاد الطقس بالحطام الحقيقي. وادعَى أن كل من شارك في استعادة الحطام كان متأكداً أن الجسم كان بالفعل مركبة فضائية من خارج كوكب الأرض.
على مدى السنوات القليلة التالية، تعمق الباحثون في اللغز، وتعقبوا عديداً من اللاعبين الرئيسين، وتحديد أماكن شهود إضافيين ومحاولة تجميع ما حدث معاً. أكد عدد من الأفراد العسكريين المتقاعدين الذين كانوا متمركزين في روزويل بعض عناصر رواية المركبة الفضائية المحطمة، وأضافوا تفاصيلهم الخاصة. جادل المشككون بأن هؤلاء كانوا يخبرون الباحثين ببساطة بما يرغبون في سماعه، ويضعون أنفسهم في القصة إما كمزحة، أو لأنهم كانوا يبحثون عن الأضواء. في كلتا الحالتين جرى تأليف كتب، وبرامج وثائقية، ومسلسلات درامية، وفيلم سينما، وصارت فكرة تحطم الجسم الغريب جزءاً من ثقافة البوب إلى درجة أنه حتى غير المهتمين أو المؤمنين بالأطباق الطائرة المجهولة من المحتمل جداً أنهم سمعوا بروزويل.
ملفات X في المملكة المتحدة؟
أدت الحكومة البريطانية ذات مرة دورَها في التحقيق حول قصص الأجسام الغريبة في سماء الليل
بين العامين 1953 و2009، بحثت وزارة الدفاع البريطانية، وحققت في تقارير الأجسام الطائرة المجهولة لتقييم الآثار الدفاعية. تضمنت التحقيقات إجراء مقابلات مع شهود، والتحقق من أشرطة الرادار، وتحليل صور ومقاطع الفيديو، والتحقق من النشاط العسكري، وإطلاق بالونات الطقس، ومسارات الأقمار الاصطناعية، وزخات الشهب، وغير ذلك. تبين أن معظم المشاهدات أخطأت في تحديد ظواهر عادية، ولكن بقي منها نحو 5% من دون تفسير، بما في ذلك مشاهدات من طيارين وحالات حدث فيها تعقب الأجسام الطائرة المجهولة على الرادار، مما أدى- على ما يبدو- إلى سرعات ومناورات وتسارعات مستحيلة.
في السنوات الأخيرة رفعت وزارة الدفاع السرية وأصدرت ما يقرب من 60 ألف صفحة من وثائق الأجسام الطائرة المجهولة. كانت أغرب حالة في هذه الملفات الواقعية هي حادثة غابة رندلشام Rendlesham Forest في شهر ديسمبر 1980، بالقرب من قاعدتين عسكريتين في سافولك Suffolk. هبط جسم فترةً وجيزة في الغابة المجاورة، تاركاً مساحات فارغة في الأرض المتجمدة، وعلامات احتراق على جوانب الأشجار ومستويات إشعاع قدَّر علماء وزارة الدفاع أنها ”أعلى بكثير من معدل الخلفية المحيطة“. وكانت هناك دراسة استخباراتية أخرى عالية السرية أشارت إلى أن بعض المشاهدات قد تُعزَى إلى ظاهرة بلازما جوية غير معروفة سابقاً.
في شهر يونيو 2021، نشرت الحكومة الأمريكية تقييماً استخباراتياً يفيد بأن الأجسام الطائرة المجهولة ”تشكل بوضوح مشكلة تتعلق بسلامة الطيران، وقد تُشكل تحدياً للأمن القومي للولايات المتحدة“. وبحلول ذلك الوقت كانت المملكة المتحدة، التي لم تُستشر بشأن الدراسة الأمريكية، قد أنهت تحقيقاتها الخاصة ورفضت العودة للانخراط في هذا الموضوع.
مع استمرار الحكومة الأمريكية في التحقيق، يبدو أن الحقيقة قد تكون موجودة هناك- لكن حكومة المملكة المتحدة لن تعاود البحث فيها في أي وقت قريب.
مادة الأسطورة
بحلول ذلك الوقت بدأت حدود الحقائق والخيال تتداخل، وكانت الروايات تضم مؤامرات أخرى عن أجسام طائرة مجهولة أخرى. زُعم، على سبيل المثال، أن الحطام قد نُقل إلى المنطقة 51 (منشأة بعيدة في صحراء نيفادا طوّرت الولايات المتحدة واختبرت فيها طائرات مثل U-2 وبلاك بيرد SR-71 Blackbird ومقاتلات وقاذفات شبحية)، حيث جرت هناك محاولات لإعادة إنشاء المركبة الفضائية. ستظهر مثل هذه الأفكار لاحقاً كموضوعات في أفلام مثل فيلم يوم الاستقلال Independence Day وعروض تلفزيونية مثل ملفات X The X-Files.
في العام 1995 ظهر مقطع فيديو زُعم أنه يُظهر ”تشريح جثة كائن فضائي، وكان يقصد به أنه ذو صلة بحادثة روزويل. كان الفيلم مزيفاً بالطبع، لكنه أثار أخباراً دولية، حيث شكلت اللقطات الخادعة لاحقاً أساس فيلم كوميدي من بطولة المذيعين التلفزيونيين آنت Ant وديك Dec“.
أثناء تسعينات القرن العشرين خضعت الحكومة الأمريكية لضغوط وسائل الإعلام والجمهور، وأطلقت تحقيقاتها الخاصة بأثر رجعي ونشرت تقريرين، أولهما في العام 1994، والثاني في العام 1997. وكان الاستنتاج أن الجاني كان بالفعل منطاداً للطقس على ارتفاعات عالية، لكنه كان يحمل معدات مصممة للبحث في الغلاف الجوي عن أدلة على التجارب النووية السوفييتية كجزء من شيء يسمى مشروع موغول Project Mogul. يقول المشككون إن الطبيعة السرية جداً لمشروع المراقبة هذا تفسر أي غرابة واضحة في التعامل مع الحادث. من الممكن أيضاً أن تكون قصة الطبق الطائر مبادرة محلية صُمِّمت لإبعاد وسائل الإعلام عن القصة الحقيقية، مع إقدام القيادة العليا لاحقاً بإلغاء الخطة والقول إنها منطاد طقس.
يمكن القول إن التقرير الحكومي الثاني، الذي تزامن إصداره مع الذكرى الخمسين للحادثة، قد أخطأ بإفراطه في المبالغة. لم يذكر أي من التقارير الأصلية أجساد كائنات غريبة، وحتى جيسي مارسيل نفى هذا الجانب من القصة، والذي ظهر لاحقاً فقط. لكن القوات الجوية للولايات المتحدة شعرت بأنه يتعين عليها معالجة هذه المشكلة، واقترحت نظريتهم المعقدة أن الناس قد خلطوا بين حادث تحطم العام 1947 واختبارات في خمسينات القرن العشرين، أُسقط فيها دمى اختبار التصادم المجسمة من أجل اختبار فعالية المظلات العسكرية. وحتى بالنسبة إلى متابعين محايدين، فقد كان هذا استطراداً للتكذيب، وقوبل بسخرية متوقعة.
غير أن قصة روزويل كانت بحلول هذا الوقت قد صارت القضية الرئيسة لمجتمع الأجسام الطائرة المجهولة. احتضنت مدينة روزويل تراثها، وافتتح متحف UFO، وعقدت فعاليات سنوية للاحتفال بهذه المناسبة. تحظى روزويل الآن بمثل هذا الاعتراف بالاسم الذي ألمح إليه كثير من الرؤساء الأمريكيين عن حادثة الجسم الغريب في خطاباتهم ومقابلاتهم، وهم عادة ما يمزحون، ولكن في بعض الأحيان- ـكما يبدو- يلعبونها بطريقة مباشرة بما يكفي لجعل الناس يتساءلون.
البحث عن حياة ذكية خارج الأرض
يكشف فرانك ماركيس من معهد SETI كيف يبحث العلماء عن حياة ذكية خارج الأرض
”معهد البحث عن ذكاء خارج الأرض“ The Search for Extra-Terrestrial Intelligence (اختصاراً: المعهد SETI) هو منظمة غير ربحية من علماء الفلك وعلماء الأحياء والفلاسفة: أي شخص يبحث عن حياة ذكية في كوننا. نحن نبحث عن بصمات تكنولوجية يمكن أن تكون آتيةً من حضارة متقدمة. تخيل شخصاً يعرف أننا هنا ويطلق أشعة الليزر ليرسل الرسائل إلينا. قد يستغرق الأمر مئة عام حتى نستقبلها، ولكن هذا هو نوع الإشارة التي نريد اكتشافها.
ربما ليس من المفترض أن يعيش الذكاء والذكاء التكنولوجي فترة طويلة. ولكن إذا وجدنا حضارة ذكية، فسنعرف أننا- كنوع بيولوجي وتكنولوجي- لدينا مستقبل. سيكون لدينا أحدٌ ما لنتحدث إليه، ونتبادل المعلومات معه.
أحب قصة روزويل. إنها بداية معرفة الأجسام الطائرة المجهولة الحديثة. حالياً يمكن لأي شخص تسجيلُ مقطع فيديو في ثوانٍ على هاتف ذكي، لذلك لدينا تسجيلات متعددة لأشياء غريبة تحدث في السماء. هناك حركة الآن في معهد SETI لتشكيل مجموعة لتحليل هذه اللقطات، أو حتى جمع بيانات جديدة. هناك شيء غريب يحدث في السماء لأن الناس يسجلونه، فلندرس هذا بالطريقة العلمية.
لقد بدأنا من فورنا في البحث عن حياة ذكية في الكون. يوجد 400 بليون نجم في مجرتنا، و3 تريليونات مجرّة في الكون، لذا فالأمر سيأخذ وقتاً طويلاً.
”أعتقد أننا سنجد حياة ميكروبية على كوكب آخر في غضون 10 إلى 15 عاماً، لكنني أراهن على أننا سنجد قريباً إشارة لاسلكية من المحتمل أن تكون آتية من حضارة ذكيةً، حضارة مماثلة كيميائياً للأرض. وسيجادل العلماء بأن هذا الكوكب عليه حياة مثل حياتنا“.
المعلومات عن معهد SETI، تفضل بزيارة seti.org
هل أُفصِح عن الحقيقة؟
وتسارعت الأحداث وصولاً إلى يومنا هذا. كان موضوع الأجسام الطائرة المجهولة ينتقل بثبات من أمر هامشي إلى أمر رئيس على مدى السنوات القليلة الماضية- ـعلى الأقل في الولايات المتحدة. بدأت هذه العملية في شهر ديسمبر 2017 بخبرين مثيرين من صحيفة نيويورك تايمز: أولاً، الكشف عن أن البحرية الأمريكية لديها مقاطع فيديو لأجسام غريبة مأخوذة من بعض طائراتها السريعة؛ وثانياً، وجود برنامج التعرف على التهديدات الفضائية المتقدمة Advanced Aerospace Threat Identification Program (اختصاراً: البرنامج AATIP). ما زال الدور الدقيق لعمل البرنامج AATIP محل خلاف، لكن البنتاغون أكد أنه درس- جزئياً- بيانات الجسم الطائر المجهول. وهذا مهم لأن الحكومة الأمريكية قالت سابقاً إن الاهتمام الرسمي بالموضوع توقف في نهاية العام 1969، عندما أُنهي برنامج قديم- هو مشروع الكتاب الأزرق Project Blue Book- للقوات الجوية.
التُقطت قصة صحيفة نيويورك تايمز من قِبل الكونغرس، وتبعت ذلك جلساتُ إحاطة سرية، مع عدد من السياسيين الرفيعين- الجمهوريين والديموقراطيين على حد سواء- الذين تحدثوا عن هذه القضية. في صيف العام 2021، نشر مكتب مدير المخابرات الوطنية تقييماً أولياً غير حاسم ذكر أن معظم المشاهدات التي درست ظلت غير مفسرة. في الآونة الأخيرة جرى تضمين عديد من البنود المتعلقة بالأطباق الطائرة في مشروع قانون الدفاع، مما يتطلب من وزارة الدفاع والجيش ومجتمع المخابرات العمل معاً لحل اللغز. يريد الكونغرس معرفة ما إذا كانت هذه الأجسام الغامضة هي طائرات من دون طيار يديرها خصم مثل روسيا أو الصين، أو شيء آخر. وعلى ما يبدو، لم يصدر شيء إلى العلن، وقد أدى هذا إلى دخول مجتمع الأجسام المجهولة في حالة اهتياج متوقعة.
كل هذا يعني أن الذكرى 75 لحادث منطقة روزويل مهمة. إنها ليست مجرد فرصة للمجتمع المحلي لتنظيم عروض المسيرات والمؤتمرات المعتادة. بدلاً من ذلك عادت روزويل إلى دائرة الضوء مرة أخرى، لتمثل شكلاً ما من ”نقطة الصفر“ لظاهرة الأجسام الطائرة المجهولة. ومع انتقال الحدث من الذاكرة الحية إلى التاريخ، فقد لا نحل اللغز أبداً، لكن القصة تخاطب افتتاننا الكبير بأحد أكبر وأعمق الأسئلة التي يمكننا طرحها: ما إذا كنا وحدنا في الكون أو لا.
عمل في وزارة الدفاع مدة 21 عاماً. وقد اشتملت واجباته من العام 1991 إلى 1994، على التحقيق في مشاهدات الأجسام الطائرة المجهولة لتقييم أثرها في الأمن القومي