أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
في سماء الليلمواضيع غلاف العدد

برنامج سماء الليل التلفزيوني، في الماضي والحاضر والمستقبل

زارت جورجينا درانسفيلد القارة القطبية الجنوبية للبحث عن الكواكب النجمية، وصوَّرت فيلماً عن مدة عملها هناك لحلقة شهر إبريل من برنامج سماء الليل

برنامج سماء الليل
… حيث استخدمت تلسكوب 40 سم الخاص بالمشروع

يمكن للغيرة أن تكون حافزاً صحياً، على الرغم من أنها قد لا تبدو كذلك. في حياتي السابقة كمدرِّسة فيزياء في مدرسة ثانوية، كنت كثيراً ما أشعر بالغيرة من تلاميذي. كانوا يأتون إلى نادي الكواكب النجمية في وقت غدائي، أو يأتون إلى جلساتي التحضيرية لأولمبياد علم الفلك، أو حتى يقضون عطلات نهاية الأسبوع معي في مسابقة التصاميم الفضائية في المملكة المتحدة. كانت رؤيتهم وهم متحمسون جداً لعلوم الفضاء، وكيف كانوا يرسمون طموحاتهم وخططهم المستقبلية، تدفعني فعلاً إلى القول: “أريد فعل ذلك أيضاً”.

وهذا كان ما فعلته، لأجد نفسي بعد أربع سنوات أحتفل بحلول العام 2022 في أحد أكثر الأماكن في العالم تطرفا: القبة C في القارة القطبية الجنوبية. لماذا كنت هناك؟ كانت مهمتي هي تثبيت بعض البرامج (البرمجيات) Software على حاسوب أحد التلسكوبات في محطة أبحاث نائية.

عندما تتوقف وتتأمل في الأمر، سترى شيئاً جميلاً في التضاد بين مرصد آستب ASTEP والبيئة المحيطة به. الأحرف ASTEP هي اختصار الاسم الكامل لمرصد البحث عن الكواكب النجمية العابرة في القارة المتجمدة الجنوبية Antarctic Search for Transiting ExoPlanets، وهو تلسكوب 40 سم في محطة كونكورديا للأبحاث Concordia Research Station‎، في القبة سي Dome C. هدف المشروع هو اكتشاف عوالم بعيدة تدور حول نجوم بعيدة، بأمل العثور في يوم ما على كوكب قادر على إيواء حياة. وسبب شعوري بشاعرية هذا التضاد هو أن منطقة القبة سي غير قادرة مطلقاً على استضافة الحياة. أولا، الظروف وحشية البرودة (بين – 30°س و- 50°س صيفاً، وباردة بدرجة تبلغ – 85°س شتاءً). وأيضاً هناك ذلك الهواء الجاف إلى درجة الاستحالة، ورفض الشمس أن تتصرف بصورة طبيعية (دورات النهار والليل تبدو مجنونة في مناطق بهذا القرب من القطبين)، والضغط الجوي شديد الانخفاض. كل هذه العوامل تجعل الإقامة في القارة القطبية الجنوبية تجربة مضنية ومكلفة، لكن القارة أيضاً تقدم أفضل مكان على الأرض للبحث عن الكواكب النجمية باستخدام طريقة العبور Transit method.

إشارات حياة

في سعينا إلى العثور على كواكب ليست شديدة القرب وعلى علاقة خاصة مع نجومها الأم، يجب علينا حتماً البحث عن إشارات تتصف بطول مدتها، وقلة تكرارها. ستلقي أرضنا، كما يراها علماء فلك فضائيون أذكياء (مفترضون) في أثناء عبورها أمام شمسنا، بظلها عليها مدة 8 ساعات تقريباً، وذلك بمعدل مرة واحدة فقط كل 365 يوماً. تحتاج إشارات كهذه إلى ليالٍ طويلة وصافية وغير متقطعة مع ظروف مستقرة جداً. يتمتع المرصد ASTEP بكل هذا بسهولة، وذلك بحكم موقعه.

طوال فترة إعدادي لنيل درجة الدكتوراه، كنت أعمل مع فريق المرصد ASTEP، الذين يعمل معظمهم في مرصد كوت دازور Côte d’Azur، في مدينة نيس الفرنسية. مهماتي هي الأشياء الممتعة: أختار الكواكب (النجمية) المرشحة التي سنرصدها؛ وأحاول ضبط وتوفيق الجدول الزمني لضمان تحقيق أقصى استفادة من وقت الرصد المتاح لنا؛ وأحلل بيانات الكواكب التي نعتقد أننا قد تحققنا من صحتها. وأخيراً بدأتُ أيضاً في تطوير برنامج (برمجية) جديد لتحليل بيانات التلسكوب تلقائياً، وهو ما عنى أنني يجب أن ألتحق بمهمة صيفية إلى القارة المتجمدة الجنوبية لتثبيت الحزمة واختبارها.

جورجينا درانسفيلد
Georgina Dransfield:

معلمة بريطانية، من أصل أوروغوياني،
تحولت إلى طالبة لنيل درجة الدكتوراه
في جامعة برمنغهام
في أثناء إقامتي في محطة كونكورديا للأبحاث، فكرتُ في كل التقلبات والمنعطفات في حياتي التي أوصلتني إلى القارة القطبية الجنوبية للبحث عن كواكب تقع خارج المجموعة الشمسية. أنا متأكدة من أن آلاف اللحظات الصغيرة التي لا تقاس قد قادتني إلى هناك، ولكن أكبر المساهمين في ذلك، وإلى حد بعيد، كانوا هم تلاميذي الرائعين: لقد ألهمني حماسهم لعلم الفلك أن أعود لأتعلم مزيداً من الحقائق الرائعة عن الفضاء. آمل أن أعود يوماً ما إلى الصف الدراسي لأشاركهم كل ما تعلمتُه. 


باتريك مور (في اليمين) يزور مرصد فورست هول Forest Hall المنزلي الخاص بفرانك آكفيلد

عودة بالذاكرة: سماء الليل

في حلقة برنامج سماء الليل The Sky at Night بتاريخ 26 مايو 1970، زار باتريك مور Patrick Moore المرصد المنزلي لفرانك آكفيلد Frank Acfield-وهو فلكي هاوٍ ونائب رئيس جمعية نيوكاسل أبون تاين الفلكية Newcastle upon Tyne Astronomical Society‎.

قبل العام 1949، كان لدى آكفيلد تلسكوب نيوتوني 10 بوصات في حديقة منزله الخلفية، وقد عرض عليه زميله في الجمعية جون كروفتن John Croften بناء قبة مرصد خصيصاً. استغرق بناء القبة 12 شهراً، وصُنعت أساساً من الخشب الذي طُلي بعد ذلك بطلاء الألومنيوم الأبيض لعكس إشعاع الشمس والحفاظ عليه بارداً.

حرص باتريك على وجود غرفة مظلمة وجهاز إسقاط Projector في الموقع. ولأن هذا كان قبل فترة طويلة من أيام الكاميرات الرقمية، فقد كان على كاميرا التلسكوب استخدامُ شرائح التصوير Photographic plates لالتقاط النجوم. وكان وجود مركز لمعالجة الشرائح المصورة حال التقاطها يعني أن آكفيلد كان على يقين من حصوله على أفضل الصور، وأن حركة تتبُّع المتتبع Mount- الذي عمل بمحرك كهربائي مأخوذ من جهاز غراموفون كانت تعمل بنحو جيد.

أرسل آكفيلد أرصاده إلى الجمعية الفلكية البريطانية (BAA)، لتستخدمها المؤسسات العلمية. وقد حرص مع باتريك على الإشارة إلى أن علم الفلك هو علم يمكن للهواة المساهمة من خلاله في الاكتشافات العلمية فعلاً.

إذا كنتَ مهتماً ببناء مرصد منزلي، فانضم إلى سلسلة Telescope Masterclass الخاصة بنا على الرابط: bit.ly/3Li3xEU.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى