صورة فسيفسائية هائلة لمجرة درب التبانة
جــب ميتسافاينيو J-P Metsavainio
هو فنان تشكيلي ومصور فلكي فنلندي
عملي هو فضول لا نهاية له: أحب أن أرى وأظهر مدى روعة كوننا حقاً. قد تكون مجرتنا واحدة من بلايين كثيرة في الكون، لكنها موطننا. هذا يجعلها مميزة ليس فقط بالنسبة إليَّ، بل لنا جميعاً هنا على الأرض. من المهم معرفة ما يحدث في فنائنا الخلفي من الكون، وقبل إنشاء هذه الصورة الفسيفسائية لم تكن هناك صورة مثلها أعرفها. أنا سعيد بكل التفاصيل التي تمكنت من الحصول عليها من السُّدُم الانبعاثية في هذه الصورة الفسيفسائية، والتي تحتوي أيضاً على كثير من بقايا السوبرنوفا الذي شوهد أول مرة بكامل روعته.
التصوير الفلكي Astrophotography هو أحد أصعب أنواع تصوير الطبيعة. أوقات التعريض Exposure طويلة، خاصةً للتصوير ضمن مجال ضيق، وأيضاً عندما تحتاج إلى تصوير أجسام خافتة. هناك عديد من الإطارات المفردة في هذه الصورة الفسيفسائية، يحتوي كل منها على 100-200 ساعة من التعريضات الضوئية، وقد استغرق الأمر عدة سنوات لجمع ما يكفي من الضوء لإظهارها بنحو جيد. لقد جربت عديداً من الكاميرات والمجموعات البصرية، لكن الأمر لا يتعلق كثيراً بالمُعَدات الفاخرة؛ بل بالخبرة والمعرفة.
يجب تصوير كل إطار ثلاث مرات، ولما كانت كاميرات التصوير الفلكي غالباً ما تحتوي على مستشعر تدرج أحادي Grayscale sensor، فيجب تصوير كل قناة ملونة Colour channel على حدة. بعد معالجة الصورة بالمعايرة Calibration والتكديس Stacking والتمديد غير الخطي Non-linear stretching، يجري دمج القنوات في صورة RGB، ويضبط توازن اللون Colour balance والنقاط البيضاء والسوداء White and black points والمستويات Levels والمنحنيات Curves بدقة.
لقد خططتُ لهذا المشروع منذ أكثر من عقد من الزمن، وعلى مر السنين صورتُ أهدافاً داخل مجرة درب التبانة كلقطات مفردة، لكنني دائماً أبقيت هدفي بعيد المدى في الاعتبار. ومع ذلك كانت لدي شكوك حول سبب اضطلاعي بذلك بالضبط، وتأثيره الضار في حياتي الاجتماعية والمالية! غير أنني في كل مرة أرى فيها صورة جديدة منتهية، سأشعر بسعادة غامرة كما حصل عندما التقطتُ أول صورة لي.