أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
كتب فلكيةمراجعات

الكون المضطرب

  • شاندا برسكود واينستين
  • الناشر: هاشيت Hachette
  • السعر: 20 جنيها إسترلينيا
  • غلاف ورق مقوى

يتناول الكتاب الأول للدكتورة تشاندا بريسكود واينستين Chanda Prescod-Weinstein موضوعين: رحلة إلى عالم علم الكونيات وفيزياء الجسيمات، ونظرة ثاقبة مثيرة ومنعشة للنظر في العلم الذي كثيرا ما يكون ساحة إقصائية للآخرين.
الفكرة الرئيسة للكتاب هي أن الفيزياء لا تؤثر فينا جميعاً كمجتمع فحسب، بل إنها تستفيد من رغبتنا الطبيعية في التعلم والفهم؛ ومع ذلك، فإن مجموعة واحدة ظلت تعتبر نفسها طوال عدة قرون، بل إلى يومنا هذا، أنها جديرة بالاستفادة من تلك المعرفة أكثر من الآخرين. فإذا كانت الفيزياء للجميع، فما مبرر الحاجة إلى حاجب البوابة؟
هناك أجزاء من كتاب الكون الفوضوي يمكن قراءتها ككتاب علمي للجمهور، لكن الكتاب يأخذ منظوراً مختلفاً بنحو منعش. إذ ليس من الشائع تقديم الفيزياء من وجهة نظر امرأة سوداء: في الحقيقة، هذا أمر غير معتاد، ولدرجة أنه نادر الحدوث بنحو مؤسف.
لا تَقْتَنِ هذا الكتاب معتقداً أنه سيكون مجرد عنوان آخر في فيزياء الجسيمات أو المادة المعتمة. صحيح أنه يستكشف هذه الساحات بطريقة جذابة وسهلة الفهم، من النموذج القياسي في فيزياء الجسيمات أصولها وأين تقف حالياً إلى أحدث النظريات عن المادة المعتمة، بل إن تجارب د. بريسكود واينستين، كامرأة سوداء تشق طريقها في مجال الفيزياء يتخللها الكثير من الأمثلة عن العنصرية والتمييز على أساس الجنس منسوجة في لحمة الكتاب.
أكثر ما استمتعت به في هذا الكتاب هو صدقه الحقيقي. فقد وجدت أن تناولها النابض بالحياة والجريء وغير التقليدي في مجال الفيزياء هو أمر منعش ومحزن ومحبط للقراءة في بعض الأحيان خاصةً لكوني امرأة سوداء ولكن هناك حاجة ماسة إلى مثل هذا الكتاب. وقد تتساءل: ما علاقة العرق بالفيزياء؟ والإجابة هي كل شيء، بما في ذلك سبب لون جلودنا (هذه النقطة موضحة بتفصيل آسر في فصل “الفيزياء والميلانين”).
إن صنف الكتابة العلمية للجمهور هو بحاجة ماسة إلى أصوات جديدة ليست هي المثال النموذجي الذي اعتدنا عليه عن غير قصد. وكبداية، أوصي بهذا الكتاب بشدة، خاصة بالنسبة إلى الأشخاص الملونين الذين يرغبون في دخول مجال ما قد يبدو كأنه مكان يبعث على الشعور بالوحدة، بسبب جنسهم أو عرقهم.
★★★★★

* ميليسا بروبي Melissa Brobby:
تعمل في مجال التواصل العلمي ومديرة قسم وسائل التواصل الاجتماعي في معهد الفيزياء Institute of Physics

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى