ليلة صاخبة تحت النجوم
ستيف براون يستمتع بلقاءاته مع الحياة البرية خلال الأمسيات والأنشطة الفلكية
ستيف براون Steve Brown:
مصور فلكي يقيم في شمال يوركشاير، وحاز على إطراءات رفيعة في التصفيات النهائية لمسابقة التصوير الفلكي لعام 2020، ونالت أعماله فيها استحسانا كبيراً
كهواة فلك، نقضي الكثير من الوقت في النظر عالياً إلى سماء الليل، ولكن يمكننا أيضاً الاستمتاع بالعالم الطبيعي في كل مكان من حولنا عندما نتأمل النجوم. وقد شهدت بعض اللقاءات الرائعة مع حيوانات ليلية أثناء أمسيات الرصد. وقبل بضع سنوات نادراً ما شاهدت قنفذاً قبل أن أبدأ بوضع تلسكوبي بانتظام في حديقتي لليلة رصد فلكي. مع خروج هذه المخلوقات من سباتها في فصل الربيع، لن يمر وقت طويل حتى يصاحب جلساتي الرصدية صوت ناتج من حركة قنفذ بين الشجيرات، يبحث عن وليمة شهية من الحشرات ليأكلها. وقد صنعت بيتاً للقنفذ، لجعل حديقتي أكثر ترحيباً بهذه الحيوانات.
ومع ذلك، فالقنافذ ليست هي الوحيدة التي يمكنك رؤيتها في حديقتك ليلاً. إذ ينشط العديد من أنواع العث في ساعات العتمة، مثل عثة بريمستون Brimstone والعثة الفضية Silvery. فإذا كانت لديك شجيرة العسلة Honeysuckle أو الياسمين أو زهرة الربيع المسائية Primrose في حديقتك، فقد ترى العث ينجذب إلى رائحة المساء. فالعث والحشرات الطائرة الأخرى هي طعام للخفافيش، والتي يمكن أن تراها تنقض عليها من فوق رأسك مع حلول عتمة الليل. وإذا كانت لديك بركة ماء، فابحث عن الضفادع أيضاً لأنها تستغل الأمسيات الباردة للبحث عن الطعام.
وعندما أرصد على أطراف المدينة، غالباً ما أسمع صوت بومة سمراء Tawny owl. وفي بعض الأحيان قد تقترب منك، وتراها على أسطح المنازل. أما في الربيع؛ فقد تسمع أيضاً صرير بومة الحظيرة Barn owl. وقد كان لي لقاء لا يُنسى في يوليو 2019، عندما كنت أرصد خسوفاً جزئياً للقمر. فقد طارت بومة الحظيرة بصمت عبر الحقل الذي كنت فيه، وشاهدتها وهي تصطاد لعدة دقائق. ومع خسوف القمر الجزئي في خلفية المشهد، كانت تلك أمسية مميزة لا تنسى.
غالباً ما أرصد السماء عند المستنقعات المحلية، ويمكن أن يبدو طائر الطيهوج Grouse غريباً جداً في منتصف الليل عندما أسدد عالياً في سماء الليل باحثاً عن الشهب. كما يمكن لصرخة الثعلب المؤرقة أن تزعجك، خاصة إذا لم تكن معتاداً على صوته. وأثناء المشي إلى موقعك للرصد، تمهل لبضع لحظات وانظر إلى الأرض حيث يمكنك اكتشاف بعض المخلوقات الليلية الأصغر حجماً، مثل السحلية الشائعة. وعندما أقود السيارة إلى المستنقعات المحلية، يجب أن أنتبه للأرانب والأغنام على الطريق ليلاً.
في بعض الأحيان، يظهر لك شيء غير متوقع تماماً. ففي الطريق المؤدي إلى مرصد كيلدر Kielder Observatory في نورثمبرلاند، اضطررت ذات مرة إلى الإبطاء، فقد كان حيوان غرير Badger يهرول على عبر الطريق. سرعان ما اختفى بأمان بين الشجيرات، ولكني كنت سعيداً برؤية أحدها: إذ كان هذه أول لقاء لي به، والوحيد حتى الآن، مع حيوان غرير بري حتى وإن كنت قد تمكنت من رؤية أطرافه الخلفية فقط وهي تبتعد عن مصابيح سيارتي الأمامية.
أثناء الرصد خارجاً، يجب أيضاً أن تنتبه لتلك المخلوقات الليلية جداً: هواة الفلك. فهؤلاء كائنات ودية ويمكن الاقتراب منها بسهولة. وإذا كنت محظوظاً، فقد يخبرونك بعضاً من تجاربهم الفلكية ولقاءاتهم بالحيوانات!