جانا ليفن الناشر: Bodley Head
غلاف مجلد فنيا
السعر: 9.99 جنيه إسترليني.
كلنا نحب الثقوب السوداء
Black holes. فهناك أمر مثير حول هذه الأشياء الغامضة والمخيفة التي يمكنها تمزيق كل جسيم في أجسادنا إذا اقتربنا كثيراً. لكن، هل تعلم أن الثقوب السوداء، بالمعنى الحرفي للكلمة، هي “لا شيء”؟ هذا البيان الرائع لجانا ليفين، في نهاية الفصل الأول من كتاب دليل النجاة في الثقوب السوداء Black Hole Survival Guide، يمهد الطريق لكتابها الجديد.
عند القراءة حصلنا على معظم المعلومات التي نعرفها حالياً عن الثقوب السوداء، إضافة إلى بعض التصورات. تستكشف الفصول الأولى طبيعة قوة الجاذبية، والزمن، وأفق الحدث Event horizon، وماذا يعني أن تعبرها. هناك فصل مخصص للفيزياء الفلكية، يناقش الكوازارات Quasars والصورة العظيمة للثقب أسود فائق الكتلة التي التقطت بتلسكوب أفق الحدث Event Horizon Telescope. ومع ذلك، فإن فصول الكتاب، التي وجدتها أكثر إمتاعاً، والتي شعرت فيها ببعض الدوار، تستكشف الطبيعة الميكانيكية الكمّية Quantum mechanical للثقوب السوداء. وتشرح المؤلفة هنا شرحا واضحا كيف يمكن أن تتبخر الثقوب السوداء، والأزمة التي تمثل مفارقة فقدان معلومات الثقب الأسود، وكيف يمكن أن يكون كل شيء مجرد صورة ثلاثية الأبعاد. كما أنها تُشبّه الثقب الأسود بآلة الزمن تارديس TARDIS: فهل يمكن أن يوجد هناك كون آخر بداخله؟
لحسن الحظ، تمتلك جانا ليفين موهبة في شرح المفاهيم المحيرة للعقل. وليست هناك حاجة إلى معرفة مسبقة، ولا ضرورة لمعادلات تثير السخط. وعلى الرغم من ثراء محتواه، فالكتاب ليس طويلاً، والفصول قابلة للفهم، وتوفر فترات راحة جيدة تسمح لك بالتوقف والتفكير. فلغة الكتاب لغة محادثة، وفي بعض المواضعه تكاد تكون شعرية.
ربما يكون أعظم عنصر جاذب في الكتاب هو عنصر دليل البقاء. وقد استمتعت حقاً بحقيقة أن هذا مكتوب من منظور القارئ، موضحاً التجارب التي قد تتعرض لها إذا كنت سيئ الحظ بما يكفي لتسقط في ثقب أسود. وستحصل بالفعل على نصائح مفيدة حول كيفية تجنب الظواهر الفيزيائية الفلكية الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى تبخرك. احذر من نفاثات الثقب الأسود! سيجعلك هذا الكتاب تفكر حقاً، وتحك رأسك حيرة، وفي النهاية ستفهم طبيعة الثقوب السوداء. لماذا لا يوجد للثقوب السوداء شعر Hair؟ اقرأ كتاب دليل بقاء الثقب الأسود لتعرف ذلك.
لورا نوتال Laura Nuttall:
أستاذة محاضرة متخصصة بموجات الجاذبية في جامعة بورتسماوث.
