مأوى صالح للحياة
في أماكن أخرى في المجموعة الشمسية، توجد عدة بيئات قد تدعم وجود حياة
ما دام كان كوكب المريخ مكاناً مفضلاً لدى علماء الفلك للبحث عن حياة في أماكن أخرى حول الشمس. في عام 1976 حفرت بعثتا فايكنغ Viking missions تربة المريخ وأجرتا تجارب بحثاً عن نواتج عمليات استقلاب بيولوجي. ولبعض الوقت بدت الأمور واعدة، لكن تجارب الفايكنغ الأخرى لم تكشف أي دليل داعم؛ فلا علامات تدل على وجود الجزيئات العضوية اللازمة للحفاظ على الحياة. في عام 1996 سُلّط الضوء على المريخ مرة أخرى مع اكتشاف ما بدا أنها بكتيريا متحجرة في نيزك عرف أنه أتى من المريخ. وفي غضون ذلك استنتج معظم العلماء أن كلا التقريرين لا يزال غير حاسم في أحسن تقدير.
في الآونة الأخيرة اتجهت تكهنات وأفكار العلماء إلى الأقمار الجليدية حول الكواكب العملاقة الغازية وخاصة إنسيلادوس وتايتان ويوروبا. فالقمر تايتان هو أكبر أقمار كوكب زحل، وهو شديد البرودة، لكنه يحظى بغلاف جوي كثيف من النتروجين. ويقول بعض العلماء إن الظروف هناك تعكس ما كانت عليه ظروف كوكب الأرض عندما بدأت الحياة عليها أول مرة. ومن المعروف أن كلاً من القمر إنسيلادوس، الموجود أيضا في منظومة أقمار زحل، والقمر يوروبا، الذي يدور حول كوكب المشتري، يحتويان على طبقات من قشرة جليدية تطفو فوق محيطات دافئة ومالحة نسبياً.
هل يمكن أن تكون هذه الأقمار حافلة بالحياة؟ الطريقة الوحيدة لمعرفة هذا تتمثل بالحصول على عينات من هذه البحار البدائية ربما بإرسال مسبار يغوص تحت سطح القمر يوروبا، أو يحلِّق عبر نفاثات إنسيلادوس لأخذ عينات من نوافير الماء المنبعثة من تحت جليده وتحليل تلك المادة.