أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاءفلك وعلم الكونيات

بدء دورة شمسية جديدة

من المرجح أن يظل نشاط تشكّل البقع الشمسية دون معدله لبعض الوقت في المستقبل

لقد بدأت الدورة الشمسية رقم 25 رسمياً. فبعد مدة سنة ونصف خالية تقريباً من أي ظهور للبقع الشمسية، أعلنت مؤخراً مجموعةٌ من علماء الفلك، تعرف بلجنة توقع الدورة الشمسية 25 Solar Cycle 25 Prediction Panel، أن النشاط الشمسي قد بدأ يزداد بوتيرة ثابتة منذ شهر ديسمبر 2019.
يقول فريدريك كليت Frédéric Clette، العضو المشارك في اللجنة ورئيس مركز البيانات العالمي لمؤشر البقع الشمسية والأرصاد الشمسية طويلة الأمد World Data Centre for the Sunspot Index and Long-Term Solar Observations (اختصاراً: المركز SILSO): “نحتفظ بسجل مفصل للبقع الشمسية الصغيرة القليلة التي تحدد بداية الدورة الجديدة وزيادة نشاطها. إنها البدايات الصغيرة لألعاب نارية شمسية هائلة مستقبلية. فقط من خلال تتبع الاتجاه العام للنشاط الشمسي عبر شهور كثيرة نتمكن من تحديد نقطة التحوّل بين دورتين”.
وعلى الرغم من أن علماء الفلك يتعقبون الدورة الشمسية على سطحها، إلّا أنها تبدأ من حركة البلازما Plasma عميقاً في باطنها. فهذه الحركة تصنع مجالها المغناطيسي، ولكن مع دوران الشمس حول محورها فهي تخلط هذه البلازما. ومع مرور الوقت، تسحب هذه الحركة خطوط المجال المغناطيسي بعيداً عن قطبي الشمس، باتجاه منطقة خط الاستواء لتستقيم خارجاً، ولكن مع انقلاب اتجاهها. ويستغرق هذا الانقلاب مدة أحد عشرعاماً ليَحدُث، وهو الأساس الفيزيائي للدورة الشمسية.
إذا استمرت البقع الشمسية بالظهور على نسقها الحالي، تتوقع اللجنة أن تحدث ذروة النشاط الشمسي للدورة 25 في وقت بين شهر نوفمبر 2024 وشهر مارس 2026. وفي هذه الفترة لن يكون هناك المزيد من البقع الشمسية فقط، بل أيضاً ألسنة توهج شمسي Solar flares أكثر، وانبعاثات كتلية إكليلية Mass ejections أيضاً، وهذا ما يعني حدوث ظواهر شفق Auroral displays أكبر وأكثر سطوعاً هنا على الأرض.
من المهم أن نعرف متى تكون هذه الانفجارات الشمسية شديدة على نحو خاص، إذ يمكن لإشعاعها أن يؤذي المعدات الفضائية، والأقمار الاصطناعية والاتصالات وخدمات المواقع التي تعتمد عليها. وفي حالة الوكالة ناسا NASA هناك قلق إضافي من أن تحدث ذروة النشاط الشمسي ضمن الإطار الزمني الذي تأمل بأن ترسل فيه رواداً إلى القمر، بعيداً عن الدرع الواقية لغلاف الأرض المغناطيسي، وذلك أثناء تنفيذ برنامجها القمري آرتميس Artemis.
تتوقع اللجنة أن تكون هذه الدورة ضعيفة نسبياً، إذ بُدِئ النشاط الشمسي بتتبع منحنى هابط منذ ثمانينات القرن العشرين، لكن هذا ربما لا يكون مؤشراً كافياً لخلو الأمر من المخاطر.
يقول دوغ بيسيكر Doug Biesecker، الرئيس المشارك في اللجنة وعالم الفيزياء الشمسية في مركز التنبؤ بالطقس الفضائي التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (اختصاراً: الإدارة (NOAA: “إن مجرد كون الدورة دون المعدل فقط، لا يعني عدم حدوث طقس فضائي شديد الخطورة؛ فتأثير الشمس في حياتنا اليومية موجود، وهو شيء حقيقي”.
www.sidc.be/silso

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى