سايمون وينشكوم Simon Winchcombe
عمل سايمون وينشكوم Simon Winchcombe في (برامج) BBC Factual على مدار العشرين عاماً الماضية، وكان مُنتجا لسلسلة حلقات سماء الليل The Sky at Night في عام 2018
عندما تبدأ عدة دول رحلتها إلى الكوكب الأحمر، يعود بنا منتج برنامج سماء الليل The Sky at Night، سايمون وينشكوم Simon Winchocombe، عبر أرشيف الـ BBC لنرى كيف تغيرت تصوراتنا عن المريخ في الـخمسين سنة الأخيرة
بحافز من البعثات المتجهة إلى المريخ قريباً، قادنا نقاش في المكتب إلى التساؤل عن عدد حلقات برنامج Sky at Night الماضية التي ركزت على الكوكب الأحمر. وتبين لنا أنها أكثر من 50 حلقة، بثت الأولى منها في عام 1961. وكشف بحث آخر في أرشيف الـ BBC عن أكثر من عشر حلقات من برامج هورايزن Horizon عن الموضوع نفسه. وأدركنا أن هذا لا بد أن يكون كنزًا ثميناً من الصور والأفكار والاكتشافات، وهو أمر مثالي لإعداد حلقة شهر أغسطس من برنامج سماء الليل The Sky at Night.
وعلى مدار الأسبوعين التاليين كان كل ما فعلته هو مشاهدة الحلقات التلفزيونية القديمة، حتى غمرتْ ذهني صور السفر بين الكواكب، وأحلام اكتشاف الماء أو المريخيين وصور باتريك مور تتراءى أمامي.
كل ما كنت أحتاج إليه وقتها هو موقع لمقدمي العرض الحاليين ماغي Maggie وكريس Chris لأداء عملهم. ومكالمة سريعة مع إيرباص، دائمة المساعدة، عنت أنه يمكننا التصوير في ساحة المريخ Mars Yard التابعة لهم وهي حفرة رملية عملاقة في ستيفنيج Stevenage أعدت لتبدو كسطح المريخ، وهذه كانت هي ساحة تدريب الجوالة روزاليند فرانكلين Rosalind Franklin.
وقد بدا أن كل برنامج يعود دوماً إلى السؤال نفسه: ’هل هناك حياة على المريخ؟ ‘. إن ما تغير في مدة الـ 55 عاماً منذ أول تحليق لمركبة مارينر 4 (Mariner 4) قرب الكوكب والتي التقطت 22 صورة فقط حينها هو ماذا تعني كلمة ’حياة‘ في الواقع. فقد ابتعدنا عن توقعات الرجال الخضر الصغار وغطاء المريخ النباتي، وخاب أملنا لفشل بعثة فايكنغ Viking في العثور على ميكروبات. وفي وقت قريب اكتشفت الجوالة باثفايندر Pathfinder أدلة على حدوث فيضانات سابقة، وكشفت كيوريوسيتي أن المريخ يتمتع بعدد من الشروط اللازمة لإطلاق شرارة الحياة، حتى ولو بصورة بدائية.
واستمرت مواضيع أخرى بالظهور أيضاً: كيف نصل إلى المريخ؟ هل يمكننا استيطان الكوكب؟ تختلف الإجابات هنا من معقولة، كتجارب يمكن إجراءها ضمن رحلات فضائية طويلة المدة، إلى أفكار مجنونة قليلاً، مثل اقتراح وضع مرآة حلقيّة بقطر 300 كم ’سهلة البناء‘ تحلق حول المريخ لتسخن سطحه!
كما ظهرت مع الوقت مسائل بسيطة أخرى أيضاً ومثيرة للفضول. ويتقدم باتريك في السن بشكل طبيعي، ولكنه يظل يتحدث بأسلوبه السريع نفسه. وتتطور أجهزة الحاسوب ولكنها أقل إثارة إلى حد ما في عام 1975 افتخر عالم المركبة فايكنغ Viking جينتري ليGentry Lee بـ «دماغ إلكتروني» وزنه 52 رطلاً داخل مركبة الهبوط، اشتملت ذاكرته على عدد من المفردات بلغ 18,000 كلمة. فهناك الكيفية التي تطورت بها تقنيات الدخول والنزول والهبوط Entry, descent and landing (اختصاراً: التقنيات EDL) لتجنب ‘الغول الفضائي المخيف’ Great Galactic Ghoul، ذلك الوحش الأسطوري الذي يقبع في مدار المريخ ويدمر المركبات المتجهة إليه (وحش خيالي اخترعه الصحفي دونالد نيف عام 1997 في مجلة تايم Time Magazine) وهو سبب فشل نصف عدد البعثات المريخية. بل حتى الجغرافيا السياسية قد تتغير. فمتى كانت آخر مرة قارن فيها أحد ما المسافة بعبارة ’من هنا إلى موسكو‘ كما فعل باتريك في عام 1969؟
ربما لا نجد أبداً دليلاً قاطعاً على وجود حياة على المريخ؛ ولكن، وكما تظهر برامج الأرشيف الرائعة هذه، ربما أن هذا لا يهم. فالمريخ ليس مجرد مكان. إنه قصة مستمرة عن الاستكشاف البشري والإنجاز العلمي والتكنولوجي. وبسهولة نرى المشاعر مرتسمة على وجوه فرق العلماء الذين نجحوا، أو لم ينجحوا، بإرسال مركباتهم الفضائية إلى الكوكب الأحمر على مرّ السنين.
في عام 2019 افترض مقدم حلقة برنامج هورايزن Horizon أن شخصاً ما يتابعه قد يكون هو أول من تطأ قدمه سطح المريخ. ربما يكون المنتج التالي الذي يعد برنامجاً مثل هذا محظوظا بما يكفي لتضمين حدوث هذا في حلقاته.