توهج انبعاث لأشعة غاما يرى عبر الكون
إنه أبعد دليل بصري لانبعاث قصير الأمد يرصد على الإطلاق
بقلم: كريس لينتوت Chris Lintott
رصد العلماء الوهج الناتج من أحد أعنف الانفجارات في الكون، ذلك الانبعاث قصير الأمد لأشعة غاما Short Gamma-ray Burst (اختصاراً: الانبعاث SGRB)،على مسافة هي الأبعد حتى الآن. وقد ذكرت دراسة حديثة أن مسافة هذا الانفجار بلغت عشرة بلايين سنة ضوئية، وهو ما يعني أنه حدث عندما كان الكون بعمر 3.8 بليون سنة فقط.
انبعاثات أشعة غاما قصيرة الأمد هي انفجارات شديدة القوة من أشعة غاما تومض عبر الكون، يعتقد العلماء أنها تنتج من اندماج نجمين نيوترونيين Neutron stars. وعلى الرغم من قوتها هذه، إلا أنها وصفت بـ ’قصيرة الأمد‘ ‘Short’؛ لأن الرصد البصري لها يدوم ساعات قليلة فقط، وهو ما يتيح للعلماءِ القليلَ من الوقت لالتقاط هذا الجزء من الانبعاث قبل أن يضعف ويتلاشى عن الرؤية.
عندما تلقى علماء الفلك في 22 نوفمبر 2018 رسالة مفادها أن مرصد نيل غيريلز سويفت Neil Gehrels Swift Observatory التابع للوكالة NASA قد رصد انبعاث SGRB، استطاعوا الاتصال عن بعد بتلسكوب جيميناي الشمالي Gemini North على جبل ماونا كيا Mauna Kea في جزيرة هاواي؛ و باستخدامه تمكنوا من تحديد المجرة التي صدر منها الانبعاث.
يقول ون فاي فونغ Wen-fai Fong، من جامعة نورث ويسترن Northwestern University، والذي شارك في الدراسة: “في مثال انبعاثات SGRBs، أنت لن تكتشف شيئاً إذا وصلت إلى مسرح الحدث متأخراً؛ ولكن إذا كانت ردة فعلك سريعة بما يكفي، فستصل إلى اكتشاف جميل مثل هذا بين حين وآخر”.
وبعد معرفة المجرة المضيفة للانبعاث، فقد تمكن الفريق من استخدام تلسكوب جيميناي الجنوبي Gemini South في تشيلي لتحديد مسافته التي بلغت عشرة بلايين سنة ضوئية، وهو ما يعني أن تاريخ الانفجار يعود إلى سنوات “مراهقة” الكون.
يقول فونغ: “لفترة طويلة من الزمن لم يكن معروفًاً الوقت الذي تأخذه عملية اندماج النجوم النيوترونية، وبخاصة تلك التي تُصدر انبعاثات SGRBs. والعثور على انبعاث SGRB في هذه اللحظة من تاريخ الكون يوحي أنه في الوقت الذي كان فيه الكون يصنع الكثير من النجوم، ربما يكون زوج النجوم النيوترونية هذا قد اندمج بوتيرة سريعة إلى حد ما”. www.gemini.edu