بيت لورانس Pete Lawrence:
هو خبير تصوير فلكي ومقدم برنامج سماء الليل.
بتاريخ 6 مارس، مر القمر بمسافة قريبة من عنقود خلية النحل M44 أو كما يعرف عند العرب باللهاة أو النثرة، في كوكبة السرطان وهذه أحداث فلكية تحدث باستمرار. ويقدم وجود قمر ساطع قرب عنقود نجمي خافت فرصة جيدة لصقل مهاراتك الرصدية. ويجب أن يكشف منظار مزدوج أو تلسكوب بقدرة تكبير بسيطة كلا الجسمين، لكن المشكلة هي وهج ضوء القمر.
لا يزيد ضوء القمر عن كونه نسخة ضعيفة من ضوء الشمس. في الواقع، إنه ضوء شمس يعكسه القمر. ومع تمتع القمر بدرجة وضائية Albedo (ألبيدو) منخفضة قدرها 0.12، سندرك أن ما يرتد عنه من ضوء الشمس الساقط عليه هو قدر قليل. و درجة الألبيدو هي مقياس لقدر عاكسية جسم ما. في أبسط تعبير، يشير هذا الأثر إلى نسبة الضوء الساقط الذي ينعكس مرتداً عن الجسم إلى الفضاء. وتعني درجة ألبيدو قدرها 0.12 أن ما نسبته 21% فقط من الضوء الساقط هو الذي ينعكس عن الجسم، أي بقدر مماثل لعاكسية الأسفلت في الشارع.
ونظراً لأن ضوء القمر هو ضوء الشمس في الأساس، فإن جميع التأثيرات المعتادة لضوء الشمس لا تزال حاضرة، لكنها ضعيفة جداً لكي نرصد أثرها. فمثلا، مع وجود قمر شبه مكتمل تقريباً في السماء، يمكنك رؤية الألوان من حولك. ستشع السماء غالباً حول قمر ساطع، وسبب ذلك هو تشتت الضوء. وعندما تكون الشمس فوق خط الأفق نهاراً، يتبعثر Scatter اللون الأزرق من ضوئها. لذا نرى السماء بلونها المميز.
في الليل، فنحن لا نرى السماء بلون أزرق، حتى بوجود قمر ساطع فيها، وذلك لأن اللون خافت وضعيف جداً. ومع هذا تستطيع الكاميرا أن تسجله. وكتمرين لك: عندما يكون القمر ساطعاً وعالياً في السماء، التقط صورة بتعريض Exposure مطول لحديقتك أو حيّك السكني مع إدخال جزء من السماء في إطار الصورة. وإذا كان التعريض الضوئي لديك صحيحاً، فستبدو الصورة وكأنها التقطت في منتصف النهار.
كما يمكن لوهج ضوء القمر أن يمثل مشكلة لأجرام الخلفية السماوية الخافتة. وتفرض السحب الرقيقة ذاتها بصورة مزعجة، بظهورها كحجاب مضاء تسجله الكاميرا بدقة بدلاً من نجوم الخلفية. وحتى إذا كانت السماء صافية وبلا غيوم، يمكن للرطوبة العالية في الهواء أن تزيد من وهج القمر زيادة كبيرة، ليخفي أي أجرام خافتة في الخلفية.
وهناك مشكلة أخرى، هي تكثف الندى Dew على سطوح زجاج البصريات (العدسات) Opticals. فإذا كانت حال كاميرتك أو تلسكوبك ضبابية قليلاً، فإن ضوء القمر سيسطع وستكون السماء حوله زائدة التعريض الضوئي Overexposed.
وتصوير كل من القمر وعنقود نجمي أو مجموعة نجوم معاً هو تحد صعب. فإذا حاولت تصوير القمر بشكل صحيح، سيكون ضوء العنقود النجمي ضعيفاً جداً لا يظهر. وبدلا من ذلك، يمكنك أن تخاطر من خلال تعريض القمر تعريضاً زائداً لتكشف العنقود. ومع القليل من مهارة التصوير، يمكن لهذه أن تكون لقطة رائعة. وأخيراً، فهناك أيضاً خيار المجال الديناميكي العالي (HDR) الذي تجمع فيه لقطات لإنتاج صورة تظهر القمر بصورة مناسبة مع نجوم العنقود.
وكما ترون، فهناك الكثير من القرارات التي ستكون بحاجة إلى اتخاذها. وأحد الأمثلة للتغلب على هذه المشكلة هو أن تتأمل جميع الخيارات وتلتقط صورة لكل شيء تحتاج إليه لتتمكن من إنتاج أي من أنواع الصور المذكورة.
راقب حركة القمر في السماء بإستخدام دليل السماء المرفق في وسط المجلة